من النساء اللواتي هداهن الله تعالى للدين الاسلامي الحنيف برغم الحياة المرفهة التي عاشتها والمكانة العلمية التي حصلت عليها السيدة الفرنسية والمهندسة الكيميائية والتي تابعت دراسة الدكتوراء فيما بعد، السيدة سيلغي فوزي فلقد نشأت في العاصمة الفرنسية باريس، وعاشت في رفاه الحضارة الأوروبية، بيد أنها اصطدمت بجدار القلق والحيرة وغرقت في بحر من الشكوك والتساؤل عن كل شيء، وأنجاها الله من كل هذا يوم اعتنقت الاسلام فولدت من جديد، تعالوا لنسمع حديثها عن كيفية اسلامها كما ترويه بنفسها.
تقول السيدة سيلغي فوزي كنت اعيش في ازمة مع نفسي وبداخلي تساؤلات عديدة لماذا أعيش؟ وماذا بعد هذه الحياة؟ وما كنت منسجمة مع ما يحيط بي من خلاعة وانحلال فحياتي كانت اكتئاباً دائماً وقلقاً مدمراً.
ولم يكن الاسلام مطروحاً امامي كحلّ في تلك الفترة، فالتشويه الغربي دائم ومتواصل ضد الاسلام يقدمونه باعتباره دين جهل وعبودية لا يستحق الذكر والتفكير والنظر في عقيدته، وغير جدير بالتقدير وأن المسلمين دون البشر.
وكنت انظر الى الناس من حولي فأراهم يعيشون بما يسمونه هم حرية، حرية مطلقة بلا حدود، ينعمون برفاهية مادية، ويتميزون بمستوى علمي رفيع، يقبلون على دراسة كل الأديان بموضوعية الا دين الاسلام ويتعرفون على البوذية والهندوسية وكل الأديان الوثنية في حين ينكرون الاسلام كدين، فيزعمون انه دين قد اخترعه محمد (ص) الذي الف القرآن من بين أفكاره.
ولقد روج اعداء الاسلام واكثرهم من اليهود الذين يسيطرون على الاعلام الغربي أن المرأة المسلمة عبدة مقهورة بلا أدنى حقوق، وقد فند هذا الافتراء والأتهام ما لمسته بنفسي. فقد كانت لي شقيقة تزوجت من رجل عربي مسلم يتميز بالالتزام والرجولة والصدق على العكس من شباب اوروبا الذين يعيشون كالأنعام في عبث ولا مبالاة ورجالهم مخنثون كذلك.
وتتابع الدكتورة سيلغي فوزي حديثها بالقول: كان الرجل المسلم عندي بمثابة النور الذي من خلاله أقرأ واتعرف على الاسلام فبدأت نفسي تستقر، ولقد عرفت سر قلقي وحزني ورأيت ضالتي المفقودة هو الرجل المسلم فتزوجت من شاب مسلم يعمل مهندساً في فرنسا وكان له دور كبير في هدايتي للاسلام حيث أحضر لي عدة ترجمات لمعاني القرآن الكريم بالفرنسية وبعض الكتب الاسلامية وشعرت بعد قراءتها أنني كنت في ضلال قديم وأن كل الأسئلة التي كانت تدور في نفسي لها اجابات شافية في الاسلام، فلم املك الا ان اعلن اسلامي فتسميت بأسم سيلغي محمد فوزي، فلقد وجدت في الاسلام منهاج حياة يجيب عن كل التساؤلات وينظم للانسان حياته وفق ما ينفعه ويتناسب مع فطرته وذلك في ملبسه ومأكله وعمله ونظام زواجه وعلاقاته بالآخرين.
ان من يلتزم بالاسلام يستشعر الاطمئنان والأمان النفسي الذي هو اهم عناصر استمرار الحياة، فلذا عشقت هذا الدين الذي جاء به سيدنا محمد (ص)، وكلي عزة بالاسلام لأنني كنت في ضلال وعشت وسط الضالين، واني اشكر الله تعالى ان هداني واحاول الالتزام بكل اوامره ونواهيه.
وللأسف اقول ان بعض المسلمين الذين ولدوا مسلمين لا يعرفون قيمة الاسلام، وبعض النساء من المسلمات لا يرتدين الحجاب وهو شيء بسيط وهين فالحجاب جوهر ومظهر.
ولي كلمة للمراة المسلمة نعم اقول لها اذا كان حبك لأي انسان يجب ان يترجم الى عمل وسلوك، فكيف بالله الذي خلقنا ونعمه علينا لا تعد ولا تحصى؟ ألا يستحق ان نبرهن له على حبنا وولائنا بالتزامنا بأوامره ونواهيه فالمرأة ليست سلعة تباع وتشترى وتستغل اسوأ استغلال، حيث يتاجرون بها في الغرب وعلى كل المستويات، بل انها ايمان وعمل وسلوك. نعم حضرات المستمعين هكذا صرحت هذه السيدة الفرنسية المهتدية عما يجول في نفسها حول ما يتعلق بدينها الجديد، فلقد التزمت به عن وعي واقناع ودعت اليه، بل حرضت الآخرين بالعمل على رفع شأن المسلمين والاسلام والالتزام بقوانينه واحكامه، فما شغلها شيء الا الاهتمام بهموم المسلمين.
السيدة سيلغي ولدت من جديد وتسعى لان يؤلد الآخرون من جديد.