اعزائنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في هذه الحلقة من برنامج ولدت من جديد، نحدثكم عن ولادة جديدة لسيدة امريكية بعد ان اعتنقت الأسلام وتسمت من بعد ذلك باسم اميرة.
تقول هذه السيدة الأمريكية، في عام ۱۹۹٦ ميلادي اعتنقت الأسلام، وكان هناك شيء واحد هو الذي أقنعني بالأسلام والذي من أجله لن اترك الأسلام ابداً، وذلك الشيء هو قول لا اله الا الله محمد رسول الله (ص). لقد ولدت لأبويين نصرانيين في ولاية اركنساس بالولايات المتحدة الأمريكية وتربيت هناك، ويعرفني اصدقائي العرب بالأمريكية البيضاء ،لأنني لا اعرف التفرقة العنصرية وليس في رأيي من فرق بين ابيض واسود. تر عرعت في الريف في مزرعة والدي، وكان والدي يلقي المواعظ في الكنيسة المعمدانية في حيّنا، وكنت الطفلة الوحيدة لأبويّ.
والطائفة المحمدانية طائفة نصرانية مثل الكاثوليك وغيرها من الطوائف المسيحية، لكنها تختلف عنهم في التعاليم. وهذه الطائفة تؤمن بعقيدة الثالوث وإنّ المسيح ابن الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وكانت القرية التي تربيت فيها يسكنها البيض فقط وجمعيهم من النصارى، ولم تكن هناك اديان اخرى في نطاق ۲۰۰ ميل عن قريتنا ولعدة سنوات لم اتعرّف على شخص من خارج قريتنا.
كانت الكنيسة تعلمنا ان الناس سواسية ولكنني لم اجد لهذه التعاليم صدى على ارض الواقع. وفي البداية كنت مذهولة بالملابس الغريبة التي يرتديها المسلمون الرجال والنساء، وما كنت اصدق ان المسلمات يغطين شعورهن، وحيث انني كنت محبة للأستطلاع انتهزت اول فرصة للتعرف على امرأة مسلمة. وكانت تلك هي المقابلة التي غيرت مجرى حياتي للأبد ولن انساها ابداً. كان اسمها ياسمين وهي مولودة في فلسطين المحتلة، كنت اجلس الساعات أستمع لحديثها عن بلدها وثقافتها وعائلتها وصديقاتها اللاتي كانت تحبهن، بيد ان حبها لوطنها فلسطين كان يفوق حب كل شيء، كان دينها الأسلام.
كانت ياسمين تحدثني عن الأنبياء وعن الرب، وانها لا تعبد الا الله وهو اله واحد لا شريك له، وكانت احاديثها بالنسبة لي مقنعة وصادقة لم اكن قد اخبرت اسرتي عن صداقتي لياسين، وقد فعلت ياسمين كل ما يمكنها لأقناعي بالأسلام، وقالت لي انه هو دين الحق وخاتم الأديان وأفضلها وأنه الدين الذي يهدي الأنسان الى جادة الصواب.
الدنيا لم تكن كل شيء عند ياسمين وعندما تركتني وغادرت الى فلسطين، كنا نعلم اننا ربما لن نرى بعضنا مرة ثانية في هذه الدنيا، ولذا بكت ياسمين حين الوداع وطلبت مني ان استمر في دراسة الأسلام حتى أهتدي الى نور الحق والحقيقة. في اول لقاء لي مع ياسمين سمتني اميرة، وكان لي ان اخترت هذا الأسم بعد ان اعتنقت الأسلام. وبعد اسبوعين من رجوع ياسمين الى بلدها اصابتها رصاصات الغدر الصهيوني، واستشهدت في سبيل الله والوطن، ترك هذا الخبر اسوأ الأثر في نفسي.
خلال فترة دراستي في الكلية، قابلت الكثير من المسلمين والمسلمات كانوا قد جاءوا من بلدان الشرق الأوسط، وفي تلك الفترة اصبحت اللغة العربية محببة لي وكنت أشعر بانتعاش روحي عند سماعي لتلاوة القرآن الكريم. وبعد ان اتممت دراستي ورجعت الى قريتي، لم يفارق الظمأ للأسلام قلبي، وبعد سنوات من ذلك الوقت بدأت دراسة معمقة حول الأسلام، كنت على مدى عدة شهور اطالع كثيراً هذا الدين الحنيف، وفي يوم الخامس عشر من ابريل من عام ۱۹۹٦ ميلادي اعتنقت الأسلام والحمد لله رب العالمين. وبعد ان اعتنقت الأسلام قاطعتني اسرتي ولقيت منها جفاءاً، لا بل ان اسرتي حاولت ادخالي احد المصحات العقلية بذريعة الجنون. اما انا فواصلت طريقي نحو الدين القيم وأني مؤمنة بأن من كان مع الله كان الله معه، وهكذا فأني اشعر اني ولدت من جديد.