نقرأ لكم في مطلعها حديثين لسيد الأوصياء الإمام المرتضي (عليه السلام) يبينان محورية الحب والمودة في العلاقة بين المؤمنين وائمة الهدي صلوات الله عليهم أجمعين روت المصادر المعتبرة عن حنش بن المعتمر قال:
دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، كيف أمسيت؟
قال: أمسيت محباً لمحبنا، ومبغضاً لمبغضنا، وأمسي محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها، وأمسي عدونا يؤسس بنيانه علي شفا جرف هار، وكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهلها، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم، والتعس لأهل النار والنار لهم يا حنش، من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه، فإن كان يحب ولياً لنا فليس بمبغض لنا، وإن كان يبغض ولينا فليس بمحب لنا، إن الله تعالي أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا، وكتب في الذكر اسم مبغضنا، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياءً.
وفي موضع آخر قال (عليه السلام): من أحب الله أحب النبي، ومن أحب النبي أحبنا، ومن أحبنا أحب شيعتنا.
وعن ثمار حب النبي وآله صلوات الله عليهم نقرأ لكم ما روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرت ينابيع الحكمة علي لسانه، وجدد الإيمان في قلبه.
ننقل لكم روايات في أخلاق أهل بيت النبوة، وهم (عليهم السلام) الذين أمرنا أن نتخلق بأخلاقهم.
قال أبو مطر البصري: دعا - علي (عليه السلام) - غلاماً له مراراً فلم يجبه، فخرج فوجده علي باب البيت، فقال: ما حملك علي ترك إجابتي؟
قال: كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك.
فقال: الحمد لله الذي جعلني ممن تأمنه خلقه، امض فأنت حر لوجه الله.
وقال أبو مطر البصري: أتي علي بن أبي طالب (عليه السلام) سوق الكرابيس [أي الألبسة] فإذا هو برجل وسيم.
فقال: يا هذا، عندك ثوبان بخمسة دراهم؟
فوثب الرجل فقال: نعم يا أمير المؤمنين، فلما عرفه مضي عنه وتركه، فوقف علي غلام فقال له: يا غلام، عندك ثوبان بخمسة دراهم؟
قال: نعم عندي ثوبان، أحدهما أخير من الآخر، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين.
قال: هلمهما.
فقال: يا قنبر، خذ الذي بثلاثة.
قال قنبر: أنت أولي به يا أميرالمؤمنين، تصعد المنبروتخطب الناس.
فقال: يا قنبر، أنت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك، لأني سمعت رسول الله (صلي الله عليه واله) يقول: ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون، ثم لبس القميص ومد يده في ردنه فإذا هو يفضل عن أصابعه.
فقال: يا غلام، اقطع هذا الفضل فقطعه.
فقال الغلام: هلمه أكفه يا شيخ.
فقال: دعه كما هوفإن الأمرأسرع من ذلك.
ونختم اللقاء بفقرات من إحدي وصايا مولانا الإمام الصادق للمؤمنين حيث يقول (عليه السلام): لن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا، لأن الصبر والرضا من طاعة الله. واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتي يرضي عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به، علي ما أحب وكره. ولن يصنع الله بمن صبر ورضي عن الله إلا ما هو أهله وهو خير له مما أحب وكره. وعليكم بالمحافظة علي الصلوات والصلاة الوسطي، وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم.