اهلاً بكم في حلقة اخري من هذا البرنامج الذي نتعرف فيه علي منزلة مصابيح الهدي من اهل بيت النبوة (عليهم السلام) واخلاقهم ووصاياهم، نبدأ اللقاء بأحاديث في وثاقة الارتباط بين اتباع أئمة العترة المحمدية والتوحيد الحقيقي فقد روت مصادرنا المعتبرة عن سيد الأوصياء الامام علي (عليه السلام) انه قال لما ولي محمد بن أبي بكر مصر: يا عباد الله، إن اتقيتم وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما ذكر، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر، واجتهدتم أفضل الاجتهاد، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة، وأكثر منكم صياماً، فأنتم أتقي لله منه وأنصح لأولي الأمر.
وروي أن الامام الباقر (عليه السلام): نظر إلي الناس يطوفون حول الكعبة فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، إنما أمروا أن يطوفوا بها، ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم، ثم قرأ (عليه السلام) قوله تعالي «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ».
ومن روايات إنفاقهم (عليهم السلام) في سبيل الله نقرأ لكم الروايات التالية:
قال الهياج بن بسطام: كان جعفربن محمد (عليهما السلام) يطعم حتي لا يبقي لعياله شيء وقال اليسع بن حمزة: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أحدثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل فقال: السلام عليك يا بن رسول الله، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك، مصدري من الحج، وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلي بلدي ولله علي نعمة، فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة، فقال له: اجلس رحمك الله.
وأقبل علي الناس يحدثهم حتي تفرقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.
فقال: أتأذنون لي في الدخول؟
فقال له سليمان: قدم الله أمرك.
فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة، ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلي الباب وقال: أين الخراساني؟
فقال: ها أنا ذا.
فقال: خذ هذه المائتي دينارواستعن بها في مؤونتك ونفقتك، وتبرك بها ولا تصدق بها عني، واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثم خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أري ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلي الله عليه وآله): المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له؟
أما سمعت قول الأول:
متي آته يوماً لأطلب حاجة
رجعت إلي أهلي ووجهي بمائة
ونفتح قلوبنا لوصايا الهداية الي الحياة الطيبة المروية عن مولانا الإمام الصادق حيث خاطب (عليه السلام) شيعته قائلاً: إياكم أن يبغي بعضكم علي بعض، فإنها ليست من خصال الصالحين، فإنه من بغي صير الله بغيه علي نفسه وصارت نصرة الله لمن بغي عليه، ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله. وإياكم أن يحسد بعضكم بعضاً، فإن الكفر أصله الحسد. وإياكم أن تعينوا علي مسلم مظلوم فيدعو الله عليكم ويستجاب له فيكم.
فإن أبانا رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يقول: إن دعوة المسلم المظلوم مستجابة. وليعن بعضكم بعضاً.
فإن أبانا رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يقول: إن معونة المسلم خير وأعظم أجراً من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام. وإياكم وإعسار أحد من إخوانكم المسلمين أن تعسروه بالشيء يكون لكم قبله وهو معسر.
فإن أبانا رسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يقول: ليس لمسلم أن يعسر مسلماً، ومن أنظر معسراً أظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.