أهلاً بكم، هانحن نفتتح هذا اللقاء بطائفة من أحاديث النبي الأكرم )صلي الله عليه وآله) وهو يعرفنا بمنزلة عترته الطاهرة ويوصينا بالتمسك بهم لكي نكون من الفائزين، فقد روت كثير من المصادر المعتبرة عنه (صلي الله عليه وآله) قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا اتخذ إلي ربه سبيلاً.
وقال (صلي الله عليه وآله): من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين.
وقال (صلي الله عليه وآله): الأئمة (عليهم السلام) بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة. من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله، ومن تخلي منهم فقد تخلي من الله وعنه (صلي الله عليه وآله): تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم، فإن طاعتهم طاعة الله، وإن معصيتهم معصية الله.
ومن أخلاق مصابيح الهدي المحمدي (عليهم السلام( الإهتمام بأعانة المحتاجين في الخفاء حفضاً لكرامتهم، ننقل بعض ما سجلته المصادر الروائية في هذا المجال:
قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه: كان أبي (عليه السلام) يدعو قنبرا بالليل فيحمل دقيقاً وتمراً فيمضي به إلي أبيات قد عرفها فيصلهم ولا يطلع عليه أحد.
فقلت له: يا أبه، ما يمنعك أن تدفعه إليهم نهاراً؟
قال: يا بني، إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عزوجل.
وقد إلتزم بهذه السنة المحمدية الأئمة من ولد أمير المؤمنين (عليهم السلام) ومنهم الإمام الصادق (عليه السلام).
فعن هشام بن سالم قال: كان أبو عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) إذا أعتم وذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز ولحم والدراهم فحمله علي عنقه، ثم ذهب به إلي أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضي أبو عبد الله (عليه السلام) فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) وقال أبو جعفر الخثعمي: أعطاني أبو عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) خمسين ديناراً في صرة، فقال لي: أدفعها إلي رجل من بني هاشم ولا تعلمه أني أعطيتك شيئاً.
فأتيته فقال: من أين هذه؟ جزاه الله خيراً، فما يزال كل حين يبعث بها فنكون يعني الامام الصادق (عليه السلام) مما نعيش فيه إلي قابل، ولكن لا يصلني جعفر يعني الإمام الصادق (عليه السلام) بدرهم في كثرة ماله!
وقال معلي بن خنيس: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) في ليلة قد رشت أي أمطرت وهو يريد ظلة بني ساعدة، فأتيته فسلمت عليه.
فقال: معلي؟
قلت: نعم، جعلت فداك.
فقال لي: التمس بيدك، فما وجدت من شيء فادفعه إلي.
قال: فإذا أنا بخبز منتشر كثير، فجعلت أدفع إليه ما وجدت، فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز.
فقلت: جعلت فداك، أحمله علي رأسي؟
فقال: لا، أنا أولي به منك ولكن امض معي.
قال: فأتينا ظلة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتي أتي علي آخرهم ثم انصرفنا.
فقلت: جعلت فداك، يعرف هؤلاء الحق؟
فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة.
ونبقي مع مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) وهو يخاطب شيعته في إحدي وصاياه الجامعة فيقول: واعلموا أن الاسلام هو التسليم، والتسليم هو الاسلام، فمن سلم فقد أسلم، ومن لم يسلم فلا إسلام له، ومن سره أن يبلغ إلي نفسه في الإحسان فليطع الله، فإنه من أطاع الله فقد أبلغ إلي نفسه في الإحسان. وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها، فإنه من انتهك معاصي الله فركبها فقد أبلغ في الإساءة إلي نفسه. وليس بين الإحسان والإساءة منزلة، فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة، ولأهل الإساءة عند ربهم النار، فاعملوا بطاعة الله واجتنبوا معاصيه.