كان والده السيد احمد الحسيني الطالقاني رجل دين، فقضى جلال ايام طفولته في عائلة دينية.
وبعد مرحلة الابتدائية، بدأ جلال آل احمد مرحلة الثانوية، رغم مخالفة والده استمراره التعليم في المدارس الحكومية،خشية حرف افكاره عن الحقيقة وإبعاده عن النهج الديني وانحرافه.
وبعد إنهائه الدراسة الثانوية، أرسله أبوه الى النجف الاشرف بالعراق عند أخيه الكبير السيد محمد تقي، ليدرس هناك في الحوزات العلمية ولكنه كان يروم السفر الى بيروت للدراسة، لكن تعذّر عليه ذلك
وبعد عودته الى ايران، بدأت تظهر عليه بوادر الشك والترديد بالمعتقدات الدينية ما أسفرت عن بروز تداعيات سلبية في الأسرة تجاهه.
في عام ۱۹٤٤.م انضم آل احمد الى حزب تودة الشيوعي، تاركاً عقائده وأفكاره الدينية جانباً. حيث ان مرحلة المراهقة والبلوغ كثيرا ما يصاحبها الشكوك والتوترات الذهنية والافكار المنحرفة، وفي الوقت اخذ المد اليساري بالنحو والترويج للحزب الشيوعي وانجراف الشباب وراء الشعارات الثورية والرنّانة لهذا الحزب وانخداعهم بها، فضلا عن اندلاع الحرب العالمية الثانية، كلها هذه اجتمعت لتشكل الاسباب التي ادت بجلال ان ينحرف عن منهجه الفكري والعقائدي.
وبنشر أولى قصصه عام ۱۹٤٥ بعنوان (الزيارة) في مجلة البيان دخل جلال عالم كتابة القصص. الى جوار عدد من القصص القصيرة الأخرى في مجموعة "ديد و بازديد" أي (اللقاء والزيارة).
وفي عام ۱۹٤۷ عيّن على وزارة التعليم الايرانية وفي نفس السنة انشقّ عن حزب تودة الشيوعي، منتقدين هو وزملاؤه قيادة هذا الحزب واستراتيجيته وعدم استقلاله، ذلك لأنهم لم يكونوا يتحملون وجود حزب ايراني يعمل لصالح الأجانب ومرتبط بهم عضوياً.
وفي عام ۱۹۷٤ أصدر القاص جلال آل احمد رواية بعنوان "معاناتنا" تتضمن عشر قصص قصيرة وتبعتها في السنة اللاحقة قصة "سه تار" أي (الأوتار الثلاثة).
أقبل جلال آل احمد في السنوات اللاحقة على ترجمة أعمال أجنبية، وفي تلك الفترة عكف على ترجمة أعمال واصدارات لكتاب وروائيين عالميين أمثال"آندره جيد" و"البير كامو" و"جان بول سارتر" و"دوستوفسكي" وغيرهم، وتزوج في الوقت نفسه من القاصة والروائية الايرانية الدكتورة سيمين دانشور.
وفي غضون عامي ۱۹٥٤ و۱۹٥٥، صدرت لجلال أعمالٌ أدبية وقصيصة أخرى بما فيها "اورازان" و"أهالي حي زهراء" و"المقالات السبعة" وترجمة "الموائد الأرضية"، هذا ورأت روايتا "ناظر المدرسة" و"قصة خلايا النحل" النور عام ۱۹٥۸.
وبعد عامين من تلك الإصدارات، قام جلال آل أحمد بنشر عمل جديد له بعنوان "جزيرة خارك، لؤلوة الخليج الوحيدة"، واما خلال السنوات من ۱۹٦۱ الى ۱۹٦٤ فقد صدرت عن القاص الايراني جلال أعمالٌ قصصية منها: "نون والقلم" و"ثلاث مقالات أخرى" و"حصيلة السنوات الثلاث" و"التغريب" و"رحلة الروس" و"لحد على قبر". كما أصدر جلال آل احمد في عام ۱۹٦٦ قصة معنونة بـ "قشة في الميقات" وترجمة "وحيد القرن" لأوجان يونسكو. الى ذلك، تعد "المستنيرون خدمات وخيانات" و"لعنة الأرض" وترجمة رواية "العبور من الخط" من آخر الأعمال الباقية لهذا القاص الكبير.
هذا وكان لجلال آل احمد حضورٌ فاعلٌ متواصلٌ في دور النشر والصحف حيث كتب في بعض الصحف والمجلات.
اللافت في حياة جلال أحمد نشاطه الأدبي الزاخر الثر. وبالمقايسة مع معاصريه الأدباء يتضح جليا عمقه ومستواه الأدبي.
وفي أواخر عمره، أخذ جلال آل احمد يتعرف على جوهر نفسه عبر الولوج في خلجات نفسه وهو يحمل شعوراً روحياً مرهفاً سائماً من الحياة والأفكار المادية، ما جعله في نهاية المطاف يبني جسراً روحياً ومعنوياً يربط نفسه بمعبوده وخالقه تعالى. ويتحدث جلال عن هذا التحول النفسي الروحي في كتابه "قشة في الميقات".
وتوجه هذا الكاتب والقاص العملاق والذي كان يفكر دوماً بالحقيقة ويتهرب من اللجوء الى المصلحة، توجه في أواخر عمره الحافل بالطاقات الابداعية والقصصة الى غابات منطقة اسالم بشمال ايران ونبي كوخاً يعيش فيه.
وأخيراً فارقت روح جلال آل احمد الكاتب القدير والقاص والفنان المبدع هذه الحياة، وذلك في ايلول سبتمبر لعام ۱۹٦۹ عن عمر ناهز ٤٦ سنة.