بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في حلقة اخرى من الاخلاق العلوية، تشير الى ايثاره، نرجوا شاكرين التواصل معنا، بعد هذا الفاصل.
اعزاءنا الكرام، ذكر المؤرخون بوادر كثيرة عن ايثار، وسخاء، واحسان الامام علي (عليه السلام) فالامام علي (عليه السلام) امضى حياته مؤثراً الناس على نفسه وهي من عناصر اخلاقه السامية.
أليس هو واهل بيته الذين اطعموا المسكين واليتيم والاسير قوتهم، وطووا ثلاثة ايام صياماً لم يذوقوا سوى الماء، فأتحفهم الله تعالى بسورة (هل أتى) وهو وسام شرف وفخر لهم على امتدادٍ التاريخ. وهنا نقف على اشارة في هذا المجال ممّا جاء في كتاب (تفسير فرات).
انه كان فقير في عهد النبي (ص) ساكناً في دار ضيقة، وبجوارها حديقة لشخص موسر، وفيها نخلٌ يتساقط بعض ثمارها على دار الفقير، ولكنّ صاحب النخلة كان يبادر الى اخذ التمر من افواه الأطفال، فشكا الفقير ذلك الى النبي (ص) فبعث النبي خلف الرجل الموسر وطلب منه ان يبيعها عليه، ويأخذ عوضها بستاناً في الجنة فأبى وقال: لا ابيع عاجلا بآجل.
ولم يستجب للنبي، فاخبر النبي الامام علياً (ع) بذلك فبادر الامام الى الرجل وطلب منه ان يبيع بستانه عليه، فاستجاب له على ان يعطيه عوضها بستاناً للامام، فاجابه الى ذلك وباعها عليه، وبادر الامام (ع) فوهب البستان للفقير.
نعم هكذا كان ايثار علي (ع) وهكذا كانت اخلاقه.
بهذا اعزاءنا الكرام نأتي الى نهاية حلقة اخرى من الاخلاق العلوية قدمناها لحضراتكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران والسلام عليكم.