البث المباشر

اخلاقه (ع) في وصاياه

الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 - 10:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من الاخلاق العلوية: الحلقة 9


بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله، نرحب بحضراتكم أطيب ترحيب في لقاءنا هذا من الاخلاق العلوية، حيث نقف فيه على شذرات من أخلاق اميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، التي تجسّدها وصية له الى ابنه الحسن (عليهما السلام).
نرجوا شاكرين ان تبقوا معنا، لحظات ونواصل.
اعزاءنا الكرام، تبنى الامام عليٌ (ع) بصورة ايجابية الدعوة الى التحلّي بمكارم الاخلاق في كلامه ووصاياه فضلاً عمّا جسّده عملياً في حياته كما شهدت لذلك كتب السير والتاريخ.
وهنا نشير الى جانب منها في وصيته لولده الحسن (عليهما السلام)، جاء فيها، قوله (ع):
"يا بنيّ اجعل نفسك ميزانياً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، واكراه له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم، وأحسن كما تحب ان يحسن اليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم، ولا تقل ما لا تحبّ ان يقال لك واعلم ان الاعجاب ضدّ الصواب وافة الألباب، فاسع في كدحك ولاتكن خازناً لغيرك، وإذا انت هديت لقصدك فكن اخشع ما تكون لربّك) ففي وصيته هذه ترى الامام علياً (ع) وضع فقرات عن محاسن الاخلاق تجسّد عمق نظرته الى أهمّيتها، نقف على أجزائها فيما يلي" .
اولاً: جعل الإمام الإنسان نفسه ميزاناً فيما بينه وبين غيره بقوله (يابنيّ اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك) ويدعوه ان يحبّ له ما يحبّ لنفسه من الخير ويكره له ما يكّره لها من الشرّ، ومن الطبيعي أنّ هذه الظاهرة الفذة اذا سادت في المجتمع فإنه يبلغ القمّة في كماله وتماسكه.
ثانياً: التحذير من ظلم الغير والاعتداء عليه، بقوله (ولا تظلم كما لا تحبّ ان تظلم) هنا يحاول الامام إشعار الناس بشجب الظلم وان يتفاعل الانسان مع هذا الشعور في المجتمع ليبعدها عن هذه الآفة المخرّبه.
ثالثاً: وفي قوله (وأحسن كما تحبّ ان يحسن إليك) يجعل الانسان ان يحاكي ذاته ماذا تحبّ فيحبّها لغيره، وعلى عكس ذلك بقوله (واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك) ان يستقبح الانسان الاعمال السيّئة التي تصدر عنه كما يستقبح صدورها من غيره، وعليه ان يرضى من الناس ما يرضاه لنفسه.
رابعاً: نهى الامام (ع) من اعجاب الانسان بنفسه فإنه من رذائل الصفات التي تهبط به الى مستوىً سحيق وحذر من الافراط في جمع الاموال فإنه يجرّ له الويل خصوصاً إذا لم يؤدّ حقوق الله تعالى منها، فإنّ الوزر يكون عليه والمهنأ بها لغيره.
قدمنا لحضراتكم اعزاءنا الكرام حلقة اخرى من الاخلاق العلويه نشكركم على حسن المتابعه والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة