السلام عليكم أيها الأحباء
لقد بلغت أهمية زيارة المشاهد المشرفة لأولياء الله مرتبة كبرى في تربية المؤمن وتقريبه الى الله عزوجل، ويمكن أن ندرك سمو هذه المرتبة من ملاحظة تأكيد الأحاديث الشريفة على عدم ترك الزيارة حتى في ظل الخوف من الحكومات الجائرة والارهاب والاخطار المحدقة بالزائرين.
وأكثر من ذلك فان الاحاديث الشريفة ترغب المؤمنين بزيارة المراقد المقدسة لأولياء الله في ظل الخوف والارهاب وتحمل المشاق مبينة أن الله جل جلاله يضاعف ثوابها وآثارها وبركاتها في هذه الحالة.
وفي هذا اللقاء نختار نماذج من هذه الأحاديث الشريفة فيما يرتبط بزيارة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين –عليه السلام –
في كتاب (كامل الزيارات) روي عن ابي بكير أنه قال للامام الصادق –عليه السلام – أني انزل الارجان ( منطقة قرب كربلاء ) وقلبي ينازعني الى قبر ابيك (الحسين عليه السلام ) فاذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى أرجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح ( اي شرطة الطاغية المكلفين بمراقبة لمؤمنين الزائرين واعتقالهم) فأجابه الامام– عليه السلام-: " يابن بكير أما تحب ان يراك الله فينا خائف، أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولايفزع، فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة ".
وروي في الكتاب نفسه عن معاوية بن وهب،عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام) قال: " يامعاوية لاتدع زيارة قبرالحسين ( عليه السلام ) لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، أما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وعلي وفاطمة والائمة ( عليهم السلام ) أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضي، ويغفر له ذنوب سبعين سنة، أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به، أما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ".
وعن محمد بن مسلم في حديث طويل، قال: قال أبوجعفر الباقر محمد بن علي (عليهما السلام): " هل تاتي قبر الحسين ( عليه السلام ) "، قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: " ماكان من هذا أشد فالثوب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله ".
مستمعينا الافاضل، أما في الفقرة التالية من برنامجكم هذا مزارات الموحدين فننقل لكم من كتب أهل السنة كرامة أخرى من الكرامات التي يظهرها الله جلت قدرته في المشاهد المشرفة، ترغيبا للناس بزيارتها وناقل هذه الكرامة هو أكابر علماء السنة في مصر في القرن الهجري الحادي عشر وهو الحمزاوي العدوي، ففي كتابه ( مشارق الانوار ) وضمن حديثه عن بركات زيارة الحسين – عليه السلام- وما ظهر من مشهده المعروف في مصر وهو مشهد الرأس الشريف قال في ذكر الكرامات: منها أن رجلا يقال له: شمس الدين القعويني كان ساكنا بالقرب من المشهد وكان معلم الكسوة الشريفة حصل له ضرر في عينيه فكف بصره وكان كل يوم اذا صلى الصبح في مشهد الامام الحسين يقف على باب الضريح الشريف ويقول: ياسيدي أنا جارك قد كف بصري وأطلب من الله بواسطتك أن يرد علي ولو عينا واحدة، فبينما همو نائم ذات ليلة اذ رأى جماعة أتوا الى المشهد الشريف فسأل عنهم فقيل له: هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة معه جاؤوا لزيارة السيد الحسين رضي الله عنه فدخل معهم ثم قال ماكان يقوله في اليقظة، فالتفت الحسين الى جده صلى الله عليه وآله وسلم وذكر له ذلك على سبيل الشفاعة عنده في الرجل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للامام علي رضي الله عنه: ياعلي كحله فقال: سمعا وطاعة وأبرز من يده مكحلة ومرودا وقال له: تقدم حتى أكحلك فتقدم فلوث المرود ووضعه في عينه اليمنى فأحس بحرقان فصرخ صرخة فاستيقظ منها وهو يجد حرارة الكحل في عينه اليمنى فصار ينظر بها الى ان مات، وهذا الذي كان يطلبه فاصطنع هذه البسط التي تفرش في مشهد الامام الحسين رضي الله عنه وكتب عليها وقفا ولم تزل تفرش.
وكما تلاحظون ايها الأخوات والأخوة – فان سنة الله عزوجل قائمة على ترغيب المؤمنين في زيارة مشاهد أوليائه عليهم لسلام – بمختلف الوسائل امثال تعريف الناس بعظمة بركاتها وثوابها أو بأظهار الكرامات واستجابة الدعاء فيها وكل ذلك دليل ساطع على أهمية هذا العمل العبادي في صلاح الفرد والمجتمع الاسلامي وعند هذه النقطة ننهي أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج مزارات الموحدين تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.