السلام عليكم مستمعينا الأكارم
على بركة الله نلتقيكم في آخر حلقات هذا البرنامج و نخصصها للحديث عن بركات زيارة قبر النبي الأعظم – صلى الله عليه وآله – طبقاً لما ذكره علماء أهل السنة، كونوا معنا
قال الفقيه محمد بن عبدالله الجرداني الدمياطي الشافعي المتوفى سنة 1307 في كتابه " مصباح الظلام": قال بعضهم ولزائر قبر النبي صلى الله عليه واله وسلم عشر كرامات:
إحداهن يعطى أرفع المراتب. الثانية: يبلغ أسنى المطالب. الثالثة: قضاء المآرب. الرابعة: بذل المواهب. الخامسة. الأمن من المعاطب. السادسة: التطهير من المعايب. السابعة: تسهيل المصائب. الثامنة: كفاية النوائب. التاسعة: حسن العواقب. العاشرة: رحمة رب المشارق و المغارب. وما أحسن ما قيل:
هنيئا لمن زار خير الوري
حط عن النفس أوزارها
فإن السعادة مضمونة
لمن حل طيبة أوزارها
ثم قال الفقيه الدمياطي الشافعي:
وبالجملة فزيارة قبره صلى الله عليه وسلم من أعظم الطاعات وأفضل القربات حتى أن بعضهم جرى على أنها واجبة، فينبغي أن يحرص عليها وليحذر كل الحذر من التخلف عنها مع القدرة وخصوصا بعد حجة الاسلام لأن حقه صلى الله عليه واله و سلم على أمته عظيم، ولو أن أحدهم يجئ على رأسه أو على بصره من أبعد موضع من الأرض لزيارته صلى الله عليه واله وسلم لم يقم بالحق الذي عليه لنبيه جزاه الله عن المسلمين أتم الجزاء.
زر من تحب وإن شطت بك الدار
وحال من دونه ترب وأحجار
لا يمنعنك بعد عن زيارته
إن المحب لمن يهواه زوار
مستمعينا الكرام، ومن علماء أهل السنة الذين رد شبهات ابن تيمية وكشف تدليسه و نقله كذباً على بعض علماء الحنابلة ما يؤيد قوله؛ منهم الشيخ محمد زاهد الكوثري حيث قال في كتابه [ تكملة السيف الصقيل]:
والأحاديث في زيارته صلى الله عليه وآله وسلم في الغاية من الكثرة، وقد جمع طرقها الحافظ صلاح الدين العلائي، وعلى العمل بموجبها استمرت الأمة إلى أن شذ ابن تيمية عن جماعة المسلمين في ذلك، قال علي القاري في شرح " الشفاء": وقد فرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبي صلى الله عليه واله وسلم كما أفرط غيره حيث قال: كون الزيارة قربة معلوم من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر، ولعل الثاني أقرب إلى الصواب لأن تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفرا لأنه فوق وسلم، يدل على ضغينة كامنة فيه نحو الرسول صلى الله عليه واله وسلم.
وتابع الشيخ محمد زاهد الكوثري من علماء أهل السنة، رده على ابن تيمية مفنداً شبهة الشرك كذريعة لمنع الزيارة، فقال:
وكيف يتصور الاشراك بسبب الزيارة والتوسل في المسلمين الذين يعتقدون في حقه عليه السلام إنه عبده ورسوله وينطقون بذلك في صلاتهم نحو عشرين مرة في كل يوم على أقل تقدير إدامة لذكرى ذلك؟ ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كل شؤونهم، ويرشدونهم إلى السنة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعة في شئ، ولم يعدهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسل، كيف؟ وقد أنقذهم الله من الشرك وأدخل في قلوبهم الإيمان، وأول من رماهم بالاشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيمية وجرى خلفه من أرداد استباحة أموال المسلمين ودماءهم لحاجة في النفس، ولم يخف ابن تيمية من الله في رواية عد السفر لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم سفر معصيه لا تقصر فيه الصلاة عن الإمام ابن الوفاء ابن عقيل الحنبلي – و حاشاه عن ذلك – فراجع كتاب " التذكرة " له أي لابن عقيل تجد فيه مبلغ عنايته بزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتوسل به كما هو مذهب الحنابلة. ثم ذكر كلامه وفيه القول باستحباب قدوم المدينة وزيارة النبي صلى الله عليه وآله وكيفية زيارته.
أعزاءنا المستمعين
وها نحن نصل بتأييد الله وتوفيقه الى ختام الحلقة الثلاثين والأخيرة من برنامج مزارات الموحدين، وكما علم متابعو البرنامج فإن النصوص الشريفة قرآنا وسنة متظافرة في إثبات أن زيارة مشاهد أهل بيت النبوة – عليهم السلام – هو عمل توحيدي خالص أقرته الشريعة المحمدية لكي يتقرب به العباد إليه عزوجل ويحصلوا على بركاته العظيمة.
وعلى الجانب الثاني فقد إتضح أن الطواغيت سعوا الى تخريب المشاهد المشرفة ومنع زيارتها بهدف الصد عن سبيل الله وحرمان الناس من بركاتها، وقد إستخدموا فقهاء التيار الأموي أمثال ابن تيمية لإضفاء غطاء ديني مزيف و لجهودهم الشيطانية هذه و بعرض هذه الخلاصة ننهي اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران أخر لقاءات برنامج مزارات الموحدين، نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.