اخوة الايمان السلام عليكم طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير.
أخبرتنا صحاح الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين أن من الثمار المباركة لتعظيم وزيارة المشاهد المشرفة لأولياء الله المقربين هو الفوز بشفاعتهم صلوات الله عليهم أجمعين وهم الذين ارتضاهم الله عزوجل لكي يكونوا شفعاء لخلقه وبابا من اوسع ابواب رحمته التي فتحها تبارك وتعالى لعباده.
وها نحن – أعزاءنا – المستمعين – لتخصيص هذه الحلقة من البرنامج للحديث عن هذه الثمرة المباركة فيما يرتبط بزيارة الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – فكونوا معنا
أيها الأخوة والأخوات، الأحاديث الشريفة التي تصرح بأن زيارة المشهد النبوي المقدس وسيلة للفوز بالشفاعة المباركة كثيرة متواترة في مضمونها نختار منها النماذج التالية من كتاب كامل الزيارات:- قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): " من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة ".
وقال ( صلى الله عليه وآله ): " من زار قبري بعد موتي، فانه يبلغني "
ولايخفى أن الهجرة الى الله ورسوله من مظاهر الفوز بشفاعته كما صرحت بذلك أحاديث أخرى.
وقال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ): " يا أبتاه ما جزاء من زارك "،
فقال ( صلى الله عليه وآله ): " يابني من زارني حيا أو ميتا كان حقا علي ان أزوره يوم القيامة، وأخلصه من ذنوبه ".
وروي عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال: " ان زيارة قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تعدل حجة مع رسول الله مبرورة ".
وعن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ): ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " كمن زار الله في عرشه "
مستمعينا الأفاضل، وفي الحديثين الأخرين اشارة الى بعض المراتب السامية التي يبلغها الزائر للمشهد النبوي في الدنيا والاخرة ببركة الشفاعة المحمدية فهي تقرب الزائر الى ربه جل جلاله وتبلغه درجة المقربين.
أيها الأخوة والاخوات وأهم مصاديق طلب الشفاعة المحمدية هو طلبها للتطهر من الذنوب كما تعلمنا النصوص المأثورة لزيارته – صلى الله عليه واله – ومنها النص التالي الذي أورده عن أئمة العترة النبوية – عليهم السلام – وفيه يقول الزائر في دعاء الزيارة:
" اللهم انك قلت: " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً " اللهم انا قد سمعنا قولك، وطعنا امرك، وقصذنا نبيك مستشفعين به اليك من ذنوبنا، وما أثقل ظهورنا من أوزارنا، تائبين من زللنا، معترفين بخطايانا، مستغفرين من كل ذنب اكتسبناه بأعيننا ونسألك التوبة، ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بأسماعنا ونسألك التوبة، ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بألسنتنا ونسأل التوبة ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بأيدينا ونسألك التوبة ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه ببطوننا ونسألك التوبة، ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بفروجنا ونسألك التوبة، ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بأرجلنا ونسألك التوبة، ونستغفرك من كل ذنب اكتسبناه بقلوبنا ونسألك التوبة. اللهم فاغفر لنا ذنوبنا، قديمها وحديثها، صغيرها وكبيرها، عمدها وخطآها، سرها وعلانيتها، أولها واخرها، ماعلمت منها ومالم اعلم، فتب علينا واغفر لنا وارحمنا، وشفع نبيك فينا، وارفعنا بمنزلته عندك وحقه علينا، فاغفر لنا ماتقدم من الزلل قبل آنقضاء الاجل ".
اعزاءنا المستمعين ومن كلمات أعلام علماء أهل السنة المصرحة بأصالة العلاقة بين زيارة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله والفوز بشفاعته، نقرأ لكم ماقاله الشيخ زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031 في شرح الجامع الصغير ص6 140 وقال: " وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم الشريف من كمالات الحج ".
قال الحكيم: " زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هجرة المضطرين هاجروا اليه فوجدوه مقبوضا فانصرفوا، فحقيق أن لايخيبهم بل يوجب لهم شفاعة تقيم حرمة زيارتهم ".
وقال: " ان أثر الزيارة اما الموت على الاسلام مطلقا لكل زائر، واما شفاعة تخص الزائر أخص من العامة، وقوله: شفاعتي في الاضافة اليه تشريف لها، اذ الاملائكة وخواص البشر يشفعون، فللزائر خاصة فيشفع هو فيه بنفسه والشفاعة تعظم بعظم الزائر ".
رزقنا الله واياكم اخوتنا وأخواتنا مستمعي اذاعة ظهران زيارة سيد الانبياء وعترته الأطهار في الدنيا وشفاعتهم في الأخرة انه سميع مجيب وها نحن نصل أعزاءنا الى ختام الحلقة الخامسة عشرة من برنامج مزارات لموحدين، شكرا لكم على طيب المتابعة ودمتم بكل خير.