البث المباشر

طلب رؤية المهدي (عجل الله فرجه) في غيبته

السبت 5 أكتوبر 2019 - 11:47 بتوقيت طهران
طلب رؤية المهدي (عجل الله فرجه) في غيبته

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 23

 

لانزال نحدثك عن دعاء العهد، وهو الدعاء الذي نتلوه يومياً كل صباح (لااقل من اربعين صباحاً) كما وردت التوصية بذلك،.. وفي لقائنا الحالين نستهدف لفت نظرك الى مقطع من الدعاء المذكور، وهو المقطع القائل: (اللهم ارني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة مني اليه، وعجل فرجه...) ان هذا المقطع من الدعاء يحمل خصيصة هي: امكانية قراءته باكثر من وجه واحد.. طبيعياً، لانريد ان نحدثك عن اساليب الدعاء وسائر النصوص الشرعية من حيث ان احدها يحمل الخصيصة المذكورة: وهي قراءة النص من زوايا متنوعة.. واهمية هذه القراءة المتنوعة، انها تتجانس مع عواطف وافكار قارئ الدعاء تبعاً لتنوع هدفه.. فمثلاً: قد يتطلع قارئ الدعاء الى ان يحظى برؤية امام العصر وهو يتوسل بالله تعالى ان يوفقه الى ذلك في حالة ما اذا ادرك عصر ظهوره مثلا.. او يوفقه الله تعالى كما لاحظنا في مقطع أسبق توسل قارئ الدعاء بالله تعالى ان يرجعه ان حال الموت بينه وبين طموحه المشار اليه الى الدنيا من قبره، مؤتزراً كفنه، شاهراً سيفه، مجرداً قناته، ملبياً دعوة الداعي.. الخ.
والمهم: ان تطلع وطموح قارئ الدعاء الى ان يوفق الى مساندة الامام عليه السلام في ثورته الاصلاحية: يظل مقترنا بمشاهدته شخص الامام عليه السلام، بصفة ان المساندة قد تحصل مباشرة ومن خلال تلقيه الاوامر من الامام عليه السلام او بنحو غير مباشر، وحينئذ في الحالة الاخيرة لايتاح له رؤية الامام عليه السلام، ولذلك يتوسل بالله تعالى ان يريه الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، ويكحل ناظره بنظرة منه الى الامام عليه السلام..
وهذا كله في حالة قراءة ان الداعي يتطلع الى تحقيق امله من خلال المساندة في حالة الظهور.. الا ان القراءة الاخرى: تحتمل امراً آخر وهو ان يوفق الى رؤية الامام عليه السلام حالياً: كيف ذلك؟
من الواضح، ان الامام المهدي عليه السلام يحضر جملة من المواسم الاجتماعية كموسم الحج مثلاث في عرفات، وفي مناسبة زيارة الامام الحسين عليه السلام ليلة عرفة ويومها.. بالاضافة الى مناسبات متنوعة، وهو امر تشير النصوص الشرعية اليه..
وفي ضوء ذلك، فان احتمال مشاهدته عليه السلام تظل حاملة سوغاتها مع ان النصوص الواردة عن المعصومين عليهم السلام تشير الى انه عليه السلام يعرف الناس ولكن الناس لايعرفونه.. بيد ان ثمة سياقات خاصة وما اكثرها: يتاح لشخصيات خاصة لها ثقلها العبادي ان تعرفه وتتحدث اليه.
وما يعنينا الآن هو: ان القراءة الثانية للمقطع المذكور تحملنا على الذهاب الى ان قارئ الدعاء يتطلع او يتوسل بالله تعالى ان يريه الامام عليه السلام قبل ظهوره، وذلك لاكثر من دلالة.. منها ان رؤية الامام عليه السلام مادامت متاحة في سياقات خاصة فان التوسل بالله تعالى ان يحقق لقارئ الدعاء هذه الرؤية: تظل حاملة كما قلنا مسوغاتها..
ومنها ان مقطع الدعاء ذاته قد يسعفنا على هذه الدلالة، وهي: التوسل بالله تعالى ان يرينا الامام عليه السلام حالياً.. كيف ذلك؟
لو دققت النظر الى مقطع الدعاء جيداً: لامكنك ان تقرأ ما يلي: (اللهم ارني الطلعة الرشيدة) الى ان يقول: (وعجل فرجه).. فالملاحظ هنا، ان الدعاء بتعجيل فرجه يعني: ان قارئ الدعاء يتوسل بالله تعالى ان يحقق له رؤيته للامام عليه السلام اولاً، ثم: تعجيل ظهوره، والا لقال الدعاء مثلاً: اللهم عجل فرجه وارني الطلعة الرشيدة، ولكن بما ان الدعاء ذكر اولاً: التوسل برؤية الامام عليه السلام، ثم: ذكر تعجيل فرجه: حينئذ نستنتج ما ذكرناه..
المهم في الحالتين، فان التوسل بالله تعالى ان يرينا الطلعة الرشيدة للامام عليه السلام، يظل امراً له مسوغاته العبادية والروحية، حيث ان ملاقاته قبل عصر الظهور لها دلالتها المباركة بالنسبة الى قارئ الدعاء وهل ثمة ظاهرة مباركة لدى قارئ الدعاء من ان يحظى بشرف رؤيته لامام العصر عليه السلام؟ كما ان ملاقاته عند ظهور الامام عليه السلام ان ادركه الزمان او رجعته بعد الموت تجسد نفس المباركة والشرف والخطورة المترتبة على رؤية قارئ الدعاء لامام العصر عليه السلام... اللهم وفقنا جميعاً نحن القراء لهذا الدعاء دعاء العهد الى شرف ملاقاة امام العصر عليه السلام، في الحالتين، ومن ثم: شرف مساندته والاستشهاد بين يده عليه السلام آمين.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة