البث المباشر

التشوق لتقريب فرج الامام وظهوره (عليه السلام)

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 08:46 بتوقيت طهران
التشوق لتقريب فرج الامام وظهوره (عليه السلام)

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 37

 

بهذا اللقاء الذي نحدثك خلاله عن دعاء العهد، نختم به الحديث عن الدعاء المذكور، وهو الدعاء الذي يتلى كل صباح (لا اقل من اربعين صباحاً) لتعجيل ظهور الامام عليه السلام ومشاركة قارئ الدعاء في ثورته الاصلاحية للمجتمعات..
تقول الفقرة الاخيرة من الدعاء (العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان)، وقراءة هذه العبارة او الفقرة مقترنة بحسب التوصية الشرعية بضرب اليد على الفخذ الايمن.. ونحسب ان قارئ الدعاء يتطلع الى معرفة النكات الكامنة وراء هذه العبارة وعملية الضرب... وهذا ما نحاول القاء الانارة عليه..
بالنسبة الى عبارة (العجل العجل) من حيث تكرارها، تظل من الظواهر التي لانعتقد ان احداً يجهل دلالتها، كل ما في الامر ان تكرارها هنا في سياق التوسل بالله تعالى بان يعجل ظهور الامام عليه السلام وعلاقة ذلك، بقارئ الدعاء، حيث ان قارئ الدعاء عندما يقرأ الدعاء المذكور يضع في ذهنه ما المح اليه الامام الصادق عليه السلام عندما وعد قارئ الدعاء (في حالة ما اذا قرأ الدعاء المذكور اربعين صباحاً)، فانه سيكون له شرف المشاركة في ثورة الامام الاصلاحية عبر مفهوم الرجعة التي حدثناك عنها في اوائل حديثنا عن الدعاء المذكور في فقرته القائلة: (اللهم ان حال الموت بيني وبينه، اي الامام المهدي عليه السلام عند ظهوره، الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً، فاخرجني من قبري مؤتزراً كفني...).
نقول: ان التكرار لعبارة العجل تظل مقترنة بما يواكب عملية التشوق والتشرف والتطلع الى مشاركة قارئ الدعاء: في معركة الامام عليه السلام قبالة الانحراف، والاستشهاد بين يدي الامام عليه السلام..
اذن: التكرار من جانب يظل واحداً من الاساليب البلاغية التي يستخدمها اساتذة التعبير البلاغي في مختلف ثقافات العالم، بصفته: وسيلة لتأكيد مفهوم ما، ورسوخه لاشعورياً في ذهن المتلقي.. من هنا، فان الدعاء الذي نتحدث عنه (وهو يختم عباراته التي لاحظناها) بعبارة متكررة فهذا يعني: انه يستهدف تأكيد هذا المفهوم من حيث اثره النفسي والعبادي على قارئ الدعاء.. فمن جانب، نجد ان الدعاء من الزاوية الموضوعية او العبادية له اثره من خلال التكرار، وهو امر لانحتاج في اثباته الى دليل، حيث ان التوصيات الاسلامية ذاتها تؤكد ضرورة ان يلح الانسان في دعائه (بغض النظر عن الاستجابة او عدمها، لمتطلبات الحكمة بطبيعة الحال)، والتكرار هو واحد من اساليب الالحاح..
وهذا من الزاوية الموضوعية او العبادية، واما من الزاوية النفسية، فان الامر يتضح بجلاء اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان عملية التكرار كما اشرنا لها فاعلية واعية وكذلك واعية في تثبيت مفهوم ما، ولا حاجة اشد الحاحاً واهمية لدى قارئ الدعاء من الاستجابة لدعائه او التفريج من الزاوية النفسية لما يكمن وراء تطلعاته الحارة الى التشرف بالامام عليه السلام والمشاركة في ثورته، والاستشهاد بين يديه..
يبقى ان نشير اخيراً الى فلسفة عملية (الضرب) ودلالاتها.. ترى: هل بمقدورنا ان نستشكف سراً وراء ذلك؟
ان قارئ الدعاء مثلا عندما يرفع يده متوجهاً الى السماء، او عندما يجثو بين يد الله تعالى او...، عندئذ فان الملامح المذكورة تظل مفصحة عن دلالة خاصة هي: التوجه او الخضوع ونحوهما..
وبالنسبة الى ضرب الفخذ: نعتقد، وهذا مجرد احتمال بطبيعة الحال، ان له صلة بالحالة النفسية لقارئ الدعاء تظل معبرة عن نمط من الشوق الحاد والرغبة الملحة والتطلع الشديد الى تعجيل الظهور، اي: الضرب هو رمز لحالة نفسية، وليس واثقاً مادياً..
المهم: في الحالات جميعاً يظل دعاء العهد واحداً من الفعاليات التي رسمها الشرع للمتمسكين بالثقلين، كتاب الله تعالى وعترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بحسب توصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو امر نتجه به الى الله تعالى بان يوفقنا الى ذلك ان شاء الله.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة