يا نفس يا نفس، استيقظي عزيزتي من نومة الاوهام، واحذري فديتك من غفلة من هم أضل من الانعام، وكوني من سخط الله على وجل ولا تغتري بطول الامل ونسيان الاجل، فتخرجين من الدنيا بغير زاد يقيك اهوال المعاد واعلمي:
أنما الدنيا كظل زائل
أو كضيف بات ليلاً وأرتحل
او كحلم قد رآه نائم
فاذا ما ذهب الليل بطل
يا نفس يا نفس، هلي الى المحاسبة قبل مواثبة المعاتبة، وحذار من ان يزيدك الاثراء حرصاً، وطول العمر نقصاً؛ فإن:
من ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر فالذي فعل الفقر
يا نفس شاركي الاولياء قناعتهم ولا تنافسي الاشقياء في مطامعهم، فان كان لا يغنيك ما يكفيك فكل ما في الارض لا يغنيك.
يا نفس يا نفس، أعيذك من جهالة من يتوقع المغفرة مع الاصرار وأعيذك من سفاهة من يتمنى العفو مع ملازمة الاوزار.
فلا تكوني ممن يغتاب المسلمين في الليل والنهار وهو يتمتم بالاستغفار، فهذا من خلق المستهزئين وجريرات المنافقين.
وأعلمي ان الطاعة مع انعدام الايمان لا ترفع، والعلمُ بغير عمل لا ينفع، والمريض لن تشفيه معرفة الداء إذا لم يشرب الدواء، وليس الفقيه من استفاد وأفاد بل الفقيه من أعد الزاد وأصلح المعاد والا كان كحمار حُمّل أسفاراً.
فكوني عالمة عاملة ولا تكوني كالذي آتاه الله آياته فضيعها وأخلد الى الارض فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، وليكن شعارك قول المعصوم (عليه السلام): من إزداد علماً ولم يزدد هدى ً لم يزدد من الله الا بعداً.