يا نفس يا نفس، لو كانت الدنيا من ذهب لكنه يفنى، وكانت الآخرة من خزف لكنه يبقى، لكان ينبغي ان تختاري ما يبقى على ما يفنى فكيف لو اخترت خزفا ً يفنى على ذهب يبقى؟
هبّ الدنيا تساق اليك عفواً
أليس مصير ذاك الى انتقال
وما دنياك الا مثل فيئ ٍ
أظلك ثم أذن بالزوال
يا نفس يا نفس، بيعي دنياك بآخرتك ترجيهما معاً ولا تبيعي آخرتك بدنياك فتخسريهما معاً... وأعلمي أنك اذا سألت الله المزيد من الدنيا إنما تطلبين منه زيادة الوقوف في يوم الحشر الموصوف، وإطالة الحزن والخوف... وخير الدنيا ما انفق في المثوبات والصدقات وبذل للجيران والقرابات وما عداه سموم وآفات.
يا نفس يا نفس، الدنيا دار خراب وأخرب منها قلب من يشيدها ويخطبها، والجنة دار عمران وأعمر منها قلب من يريدها ويطلبها، فكوني من اهل العمران لا من اهل الخراب.
يا خاطب الدنيا الى نفسها
تنح عن خطبتها تسلم
إن التي تخطب غدارة
قريبة العرس الى المأتم
يا نفس، فأستعيذي بالله منها وليكم دعاؤك دعاء نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) حيث قال: اللهم اني اعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة، وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات، وأعوذ بك من امل يمنع خير العمل.