الحمد لله النور المبين والصلاة والسلام على حبله المتين محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم اعزاءنا ورحمة الله، اهلاً بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج، ننقل لكم فيها مقطعاً من نداء وجهه المرجع الديني الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء لمسلمي العالم فيما يرتبط بتوحيد الكلمة ونبذ التناحر. وكان رضوان الله عليه من كبار رواد الاصلاح الاسلامي في القرن الاخير. وقد جاء نداؤه ضمن كتابه القيم (المثل العليا في الاسلام).
قال (قدس الله سره): الى كل ذي حس وشعور: ليعلم ان المسلمين اليوم بأشد الحاجة الى الاتفاق والتآلف، وجمع الكلمة، وتوحيد الصف، وان ينضم بعضهم لبعض كالبنيان المرصوص، ولا يدعوا مجالاً لاي شيء مما يثير الشحناء والبغضاء والتقاطع والعداء.
ويجب المحافظة على حرية المذاهب والاديان كما قال تعالى: «يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ» وفي الحق أن ما يواجه الحق ـ من اباطيل يلزم المسلمين ـ بقطع ايادي السوء التي تعبث بالبلاد، وفي الحزم، بل الحتم إذا حصل بين اهل البلد الواحد شيء من الوهم، سعى الحكماء والعقلاء فوراً الى ازالته والمبادرة الى الاصلاح، عرفنا ان الداء العضال والمرض القتّال إنما هو التفرقة الناشئة من توغل الانانيات والعصبيات الباعثة على التفاخر، ثم التناحر، فالتقاطع، فالتدابر، فدك العنصريلت، وسحق القوميات، فصرح الوحي على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وآله: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ». ثم زاد واوضح البيان: «الناس كلهم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى»، «ليس منا من دعا الى عصبية».
ثم قال رحمه الله: (قد بُني الاسلام على دُعامتين: كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة).
كان ما تقدم بعض كلمات المرجع الديني المصلح آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (رضوان الله عليه) في مواجهة فتنى التكفير اعاذ الله المسلمين من شرورها.
*******