البث المباشر

شرح فقرة: وتصرف قلبي عن الحرام وتبغض اليّ معاصيك

الأحد 8 سبتمبر 2019 - 15:36 بتوقيت طهران
شرح فقرة: وتصرف قلبي عن الحرام وتبغض اليّ معاصيك

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وتصرف قلبي عن الحرام وتبغض اليّ معاصيك " من دعاء عالي المضامين.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الخاص بقراءته بعد زيارة الجامعة للائمة عليهم السلام ونعني بها الجامعة الكبيرة، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه اسألك يارب توبة نصوحاً الى ان يقولوتصرف قلبي عن الحرام وتبغض الي معاصيك وتحبب الي الحلال.
هذا القسم من مقطع الدعاء يتضمن جملة نكات يحسن بنا ان نلقي الانارة عليها وهذا ما نبدأ به الان.
الملاحظ ان العبارة الاولى تقول او تسأله تعالى بان يصرف عن قلب قارئ الدعاء الحرام وان يبغض اليه المعاصي هنا نحسبك ستسأل قائلاً ما هو الفرق بين ان يصرف تعالى الحرام عن قلب المؤمن وبين ان يبغض اليه معاصيه؟ أليس الحرام هو المعصية بالذات؟ فلماذا توسل الدعاء بالامرين أي ان يصرف تعالى قلوبنا عن الحرام وان يبغض الينا المعاصي؟
الجواب هو: ان صرف القلب عن الحرام كالغيبة او العدوان الخ يعد اعم من الرغبة وعدمها أي ان القلب قد يهفو الى ممارسة الحرام ولكن الله تعالى اذا صرفه عن ذلك فانه سوف لا يمارس الحرام بل يصبر على الشهوة المحرمة وهذا يختلف عن المعصية اذا كانت مبغوضة الى النفس أي هناك فارق بين ان تحس بالحاجة الى ممارسة المحرم ولكنك تصبر على ذلك وبين ان تكره المحرم اساساً لذلك فان مقطع الدعاء تناول هذين المحورين محور الصبر على شهوات الانسان ومحور البغض لشهواته وهذا هو قمة ما يطمح اليه المؤمن في غمرة ممارسته العمل العبادي بالمقابل أي عندما يبغض الله تعالى المعصية الى عبده نجد من الجانب الآخر توسلاً به تعالى بان يحبب الحلال وبكلمة اكثر وضوحاً هناك حالتان متقابلتان هما بغض الحرام وحب الحلال هنا قد تسأل فتقول ما هي النكات الكامنة وراء الحب لما هو حلال والفارق بينه وبين اكراه الشخص على ممارسة الحلال؟
هنا ايضاً سنجيبك عن السؤال المتقدم ونوضح النكات الكامنة وراء ذلك، عندما تمارس طاعة تقترن بالجهد كقيام الليل او اداء المناسك في الحج وسواهما تجد نفسك متحسسة للذة في ممارسة ذلك أي هناك فارق بين ان تقوم لصلاة الليل وانت مرغم على ذلك طمعاً في الثواب وبين ان تقوم لصلاة الليل وانت تتحسس لذة التواصل مع الله تعالى، من هنا فان مقطع الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا متحسسين اللذة في ممارسة الحلال وليس الاكراه وهذا هو قمة التوفيق العبادي للشخصية.
هنا بعد ان يتوسل الدعاء بان يجعل الله تعالى عبده محباً للحلال يتوسل ايضاً ان ييسر له ابواب الحلال، أي قمة فارق بين ان يحب الانسان عمل الحلال كالحج مثلاً وبين ان يتعذر عليه فعل ذلك أي ان المؤمن يحب ممارسة ما هو حلال كالحج ولكنه لا يمتلك الاستطاعة لتحقيق ذلك ولهذا السبب يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يفتح لعبده ابواب الحلال أي يجعله مستطيعاً حتى يمارس مناسك الحج.
اذن ثمة فارق بين ان يحب الانسان ممارسة الطاعة وبين ان يتعذر عليه حصول ذلك ولاجله يتوسل الدعاء بان ييسر لعبده توفيق الممارسة.
هنا يجدر بنا ان نلتفت الى الاستعارة التي استخدمها الدعاء وهي ان يفتح تعالى ابواب الحلال لعبده فماذا نستخلص؟ واضح ان فتح الابواب يعني تيسير الامور في اوسع متطلباته أي ان ييسر تعالى لعبده بالنسبة الى مثل الحج جميع الامكانات المتصورة كالمال والقدرة الجسيمة وحصول الراحة.
اذن امكننا ان نتبين جملة من الاسرار الكامنة وراء العبارات المتقدمة التي تتوسل به تعالى ان يبغض الحرام ويحبب الحلال وييسر حصوله باحسن حال.
اخيراً نسأل الباري تعالى بان يوفقنا الى ممارسة الواجب والمندوب من الاعمال وان يحبب الينا ذلك وان نتصاعد من خلاله الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة