البث المباشر

شرح فقرة: صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك

السبت 14 سبتمبر 2019 - 11:05 بتوقيت طهران
شرح فقرة: صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك " من دعاء عالي المضامين.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها:الدعاء الموسوم بعنوان هو (عالي المضامين)، حيث خص بقراءته بعد زيارة الجامعة للائمة عليهم السلام،... وقدحدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه هذا التوسل: (صلى الله عليك، وعلى روحك وبدنك، انت وسيلتي الى الله وذريعتي، ولي حق موالاتي...).
هذا المقطع يرد في اواخر الدعاء، حيث يتوسل بالامام المزور بالعبارات المتقدمة، وهي: الصلاة على الامام(ع)، والمخاطبة بانه وسيلته وذريعته، اي: الوسيلة والذريعة لقارئ الدعاء...، وما نستهدفه الان هو ملاحظة عبارات المقطع، وفي مقدمتها: عبارة (صلى الله عليك، وعلى روحك، وبدنك...).
ان النكتة الكامنة وراء هذه الصلاة هي: مالمقصود او: ماذا نستخلص من الاسرار الكامنة وراء الترديد بثلاث ظواهر هي: الصلاة عليه مطلقاً، ثم الصلاة على الروح، ثم الصلاة على البدن؟
وهل الصلاة عليه(ع) هي غير الصلاة على بدنه وروحه، هذا ما نحاول الاجابة عنه.
في تصورنا ان الشخصية بما انها تتالف من روح وبدن من جانب، ثم: بما انها كيان عام: حينئذ فان تقسيمها الى كيان عام، وروح، وبدن: يحمل مسوغاته.
والسؤال الجديد هو: ما هي مسوغات ذلك؟ او مالمقصود بكل من التقسيمات المتقدمة؟
بالنسبة الى الكيان العام للشخصية، نعتقد بان الموضوع لا يحتاج الى توضيح، لان الانسان بمجموعه هو المحدد لشخصيته العامة بكل عناصره: العقلية والنفسية والجسدية...، لكن بما ان بعض هذه العناصر لها دلالاتها الخاصة: كأن تتميز مثلا عن الاخر، حينئذ فان هذا التميز يفسر لنا سر تجزئتها، اولان الجزء من الشخصية الخاص بالروح مثلا يختلف عن الجزء الخاص بالبدن، وهكذا...
اذن: لنتحدث عن كل من ظاهرتي الروح والبدن فحسب...
بالنسبة الى (الروح)، فان الاشارة القرانية الكريمة بان الله تعالى نفخ من روحه للانسان عند نشاة آدم (ع). حينئذ فان للروح دلالتها او تميزها الخاص الموحي بان الله تعالى خلف الانسان وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً: بحسب ما نطقت الآية القرآنية الكريمة به... 
ولكن السؤال الان هو: ملاحظة صلة هذه الروح ببدن الانسان. ان الله تعالى خلق الانسان من الطين ومن الماء ... 
وهذه المادة هي (بدن) الانسان، بينما (الروح) هي: غير المادة، انها الدلالة او المعنى...، من هنا، فان البدن بما انه مادة تنظمها (الروح): حينئذ فان الاثر بينهما يفرض ضرورته وان كانا غير منفصلين في الكيان الشخصي، والسؤال من الجديد: ما هو السر الكامن وراء الفرز لظاهرة (البدن) عن (الروح)؟
في تصورنا ايضاً: ان (البدن) مادام متصلا بالجانب المادي من جانب وغير منفصل عنه في كيان الشخصية من جانب اخر، حينئذ: فان التركيب لهما يحمل خصوصية، الاوهي: ان (البدن) له خصوصياته المرتبطة بما هو روحي، اي: ان البدن اذا حمل خصوصية الطهارة او الزكاة: يختلف حينئذ عن البدن غير الحامل لتلك الخصوصية، ولذلك ورد تطهير البدن: كالوضوء والغُسل وحتى الغَسْل،... وفي ضوء هذه الحقيقة فان البدن والروح اللذين او اللتين يحملهما المعصوم(ع) يختلفان عن الشخصية غير المعصومة، وهذا ما اكدته النصوص الشرعية المختلفة المشيرة الى ما هو خاص بالمعصومين عليهم السلام وصلة ذلك بالنور الخاص الذي يسمهم: نشاة ً وكيانا...
اذن: امكننا ان نبين - ولو سريعاً -، جانبا من النكات الكامنة وراء الاشارة الى الروح والبدن والكيان الشخصي العام للائمة عليهم السلام،... ومن ثم: فان التوسل بذلك له اهميته الخاصة، وهو ما نؤكده في توسلاتنا، ومنها: التوسل بان يوفقنا الله تعالى للطاعة بعامة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة