البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم أني أسألك قوة في عبادتك، ...".

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 12:02 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم أني أسألك قوة في عبادتك " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها أدعية الزهراء (عليها السلام) حيث حدثناك عن أحد أدعيتها الخاص بيوم الأحد، وانتهينا من ذلك إلى مقطع ورد فيه: (اللهم أني أسألك قوة في عبادتك، وتبصراً في كتابك، وفهما في حكمك، ...) . هذه الفقرات تتضمن ثلاثة موضوعات مرتبطة بالعمل العبادي في أوسع دلالاته... مع ملاحظة ان مقطع الدعاء قد أستخدم مصطلح (عبادتك) بمعناه الاصغر، ومن الممكن أن يكون بمعناه الأوسع على نحو ما نوضحه الأن... . لقد ورد في القران الكريم قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» حيث نعرف جميعاً بأن (العبادة) هنا تعني مطلق السلوك الانساني، أي أن الله تعالى خلق البشر ليمارسوا وظيفتهم العبادية وهي الالتزام بمبادئ الشريعة، سواء كان ذلك في ميدان الشعائر كالصلاة والصوم، أو ميدان التعامل الاجتماعي: كمساعدة الأخرين، هنا في فقرة الدعاء التي نحدثك عنها وردت عبارة: (أسألك قوة في عبادتك)... ترى: ما هو المقصود من العبادة هنا؟ في تصورنا أن ألامرين واردان، فقد يكون المقصود وهو القوة في ممارسة الشعائر: كالصلاة والصوم والحج، حيث تتطلب جهدا بدنيا كما هو واضح. وقد يكون المقصود مطلق السلوك، العبادي ومنه: (التبصر في الكتاب) (والفهم في الحكم): كما ورد في مقطع الدعاء بعد ذلك، وبهذا تكون عبارة (أسالك قوة في عبادتك) عامة وتكون عبارة أسالك (التبصر في الكتاب) و(الفهم في الحكم) أمثلة خاصة هي من مصاديق القوة في العبادة وفي الحالتين فأن النكتة هنا تتطلب بعضا من التوضيح أو التعقيب فما هو ذلك؟ بيّنا أن الممارسة العبادية ليست منحصرة في القوة البدنية بل تنسحب على القوة النفسية أيضاً. كيف ذلك؟ لقد ورد حديث يقول بما مؤداه: لا يتعب بدن قويت عليه النية. ترى ما المقصود من هذه العبارة؟ المقصود هو أنك إذا عزمت على ممارسة صلاة الليل، حينئذ إذا كانت نيتك صادقة ومتحمسة لهذه الصلاة، فان ضعف بدنك أو نعاسك في آخر الليل يتلاشيان، أي يتلاشى الضعف البدني ويتلاشى النعاس، فتنهض إلى صلاة الليل وأنت تام القدرة على ذلك. وألأن في ضوء هذه الحقيقة ماذا نستخلص من عبارة: (أسألك قوة في عبادتك)؟ لا شك انك إذا طلبت من الله قوة في العبادة، فأنه تعالى يهب لك هذه القدرة، سواء أكنت قويّ البدن أو ضعيفه، فإذا كنت قويا حينئذ يكون الدعاء قد وفقك الى أستخدام هذه القوة في العبادة، وإذا كنت ضعيفا أزال الله تعالى هذا الضعف وحوله إلى قوة عبادية، وفق ما أوضحناه. بقي أن نحدثك عن العبارتين الأخريين، فماذا تعنيان؟ تقول العبارتان: (أسألك... تبصراً في كتابك، وفهما في حكمك) والسؤال هو: ما المقصود من (التبصر) وعن (الكتاب)؟ ثم ما المقصود من (الفهم) وعن (الحكم) ؟ الجواب: أما العبارة القائلة (أسألك... تبصراً في كتابك) فيعني أن تتمعّن وتطيل النظر في القران الكريم وتفقه دلالاته ونكاته ألخ، وأما المقصود من عبارة: (أسألك... فهما في حكمك) ، فتعني: العلم بمباديء القضاء أو الحكم بين المتنازعين، أو مطلق السلوك المرتبط بالفتوى، وباصلاح المتنازعين ألخ. اذن أمكننا أن نتبين بوضوح دلالة ما تعنيه عبارة: (اسألك قوة في عبادتك حيث تشمل القوة البدنية، والنفسية، بالاضافة إلى القوة المعرفية) ، ومنها معرفة كتاب الله تعالى، ومعرفة القضاء والاحكام بين الأخرين. ختاماً نسأله تعالى أن يوفقنا فعلاً إلى القوة والتبصر والفهم، وأن يوفقنا إلى ممارسة الطاعة والتصاعد بها إلى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة