البث المباشر

شرح فقرة:" الحمد لله الذى لايحصي مدحه "

الإثنين 5 أغسطس 2019 - 11:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " الحمد لله الذى لايحصي مدحه " من أدعية الزهراء (سلام الله عليها).

 

لانزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها: أدعية الزهراء، حيث حدثناك عن أحد أدعيتها الخاص بتعقيب صلاة العصر، والآن الى احد أدعيتها الخاص بصلاة المغرب، حيث ورد فيه: " الحمد لله الذي لايحصى نعماءه العادون، والحمد لله الذي لايؤدي حقه المجتهدون..."الخ... نحن الآن امام ثلاثة مظاهر متجانسة من حيث تمجيدها لله تعالى، الا انها متفاوتة في صياغة عباراتها، فيما يتطلب ذلك القاء الانارة عليها، وهذا ما نبدأ به الآن...
العبارة الاولى من مقطع الدعاء تقول " الحمد لله الذي لايحصى مدحه القائلون "... انها عبارة تتحدث عن المدح لله تعالى والثناء عليه، وبطبيعة الحال ليس بأستطاعة احد ان يحصي هذه الظاهرة اي: ما يستحقه الله تعالى من المدح، فبما انه تعالى لاحدود لعظمة صفاته اي: بما انها مطلقة فان ماهو نسبي (قدرات الانسان) لايمكن ان يضطلع باحصاء ماهو مطلق بيد ان النكتة التي ينبغي لفت الانتباه عليها في هذه العبارة وسائر العبارات الاخرى هي ان نشير الى الصياغة اللفظية لكل من عبارة (القائلون) اي: ماورد في فقرة " لايحصى مدحه القائلون " ثم عبارة " المدح " وعبارة " النعماء في الفقرة الثانية (لايحصى نعماءه) " ثم عبارة " حقه " في فقرة " لايؤدي حقه المجتهدون " فضلاً عن العبارات المتفاوتة في صياغة الحمد لله تعالى وهي: " العادون المجتهدون "... فماذا يمكننا ان نستلهم من الفروق اللفظية المتقدمة قبالة ماهو متجانس من المعاني؟ لنبدأ – اذن– بتحليل ذلك... العبارة تقول " لايحصى مدحه القائلون " حيث نقف عند كلمة " يحصى " فماذا نستلهم منها؟.. الاحصاء هو القيام بعد المفردات التي تنسحب عليها كلمة" المدح "... وقد اشرنا الى امتناع ذلك من قبل الانسان النسبي ولكن لماذا جاء النص بعبارة " القائلون " اي: الناطق بكلمات المدح؟ في تصورنا ان الناطق بكلمات (الحمد) يعتبر اشد صعوبة من (المفكر) بها، اي: ان دلالة (الحمد) من الممكن ان يتسع التفكير حيالها اكثر من النطق بمفرداتها مادام الانسان أساساً يعجز عن الكلمة الناطقة قبالة المعاني المزدحمة في قلبه، وهذا من الوضوح بمكان ولذلك يلجأ الناطقون الى الرمز والى سائر الانماط المجازية الخاضعة لتعدد التأويلات؟... وهذا في نطاق ماهو نسبي اي: ان الناطق ليس بمقدوره ان يعبر عن المعاني النسبية، فكيف به اذا تحدث عن المعاني المطلقة كمدح او كحمد الله تعالى؟
ونتجه الى عبارة " لايحصى نعماءه العادون " حيث نواجه ظاهرة " النعماء " أو " نعم " الله تعالى... وبطبيعة الحال لايمكن احصاء النعم ايضاً لنفس السبب المتقدم بخاصة ان الله تعالى اوضح بان الناس لايمكنهم ان يحصوا نعمه بقوله تعالى " وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها "... ولكن ما ينبغي ذكره هو ان الدعاء قد استخدم عبارة (العادون في ذكر عدم احصاء نعمه تعالى)، بينما استخدم كلمة " القائلون " بالنسبة الى عدم احصاء " مدحه " فما هو سر ذلك؟ هذا ما نحدثك عنه في لقاء لاحق انشاء الله
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى حمده، والى شكر نعمه التي لاتحصى، وان يوفقنا الى ممارسة المهمة العبادية، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة