البث المباشر

شرح فقرة: "واجعلنا يا رب من أعوانه،..."

السبت 3 أغسطس 2019 - 10:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واجعلنا يا رب من أعوانه " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بسم الله وله عظيم الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل المودة والولاء لصفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد وآله الأوصياء النجباء صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين. 
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء وأهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم هذا ووقفة تأملية عند مقطع آخر من دعاء عصر الغيبة وهو الذي ندعو الله عزوجل فيه وبعد أن نطلب منه أن يحيي بخليفته المهدي حاكمية قرآنه المجيد قائلين: (اللهم ... واجعلنا يا رب من أعوانه، ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لأمره، والراضين بفعله، والمسلمين لأحكامه، وممن لا حاجة به إلي التقية من خلقك، ... يا أرحم الراحمين).
في العبارة الأولي من هذا المقطع يعلمنا الدعاء الشريف أن نطلب الله عزوجل أن يجعلنا من أعوان إمام العصر المنتظر (عجل الله فرجه الشريف). أي أننا نطلب منه تبارك وتعالي التوفيق لأن نكون ممن يعين الإمام (عليه السلام) في إنجاز ما كلفه الله عزوجل به، وهذا الطلب يصدق علي عصر غيبته مثلما يصدق علي عصر ظهوره (عجل الله فرجه)؛ مع بعض الإختلاف في مصاديق ذلك.
ففي عصر الغيبة يقوم الإمام (عليه السلام) بالعمل لاتمهيد لظهوره من خلال قنوات عدة مثل تربية الأنصار الإلهيين المستعدين لنصرته وإعانته علي ذلك تتحقق بالسعي لأن نتحلي نحن بصفات هؤلاء الأنصار ونتواصي فيما بيننا بها ونعين الآخرين علي ذلك.
هكذا الحال بالنسبة لمهام التمهيد لظهوره الأخري والتي يقوم بها إمام زماننا (أرواحنا فداه)، فنكون عونا له في كل منها بما يناسبها مثل تعريف العالمين بالدين الإلهي الحق النقي من التحريف، وتعريفهم بمحورية دور أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في عرض هذا الدين الحق، وكذلك التعريف بمظلوميتهم وما تحملوه من اشكال الأذي والتشريد والقتل في سبيل هداية الناس إلي دين العدل الإلهي والنجاة من سلطة وظلم الطواغيت بمختلف اتجاهاتهم.
مستمعينا الأكارم، وقبل أن ننتقل للحديث عن مصاديق إعانة الإمام المهدي في عصر ظهوره (عجل الله فرجه) نشير إلي أن المؤمن عندما يطلب - وهو في عصر الغيبة - من الله عزوجل أن يجعله من أعوان وليه المهدي (عليه السلام)، فإن طلبه هذا يتضمن عدة معاني:
المعني الأول الذي تحدثنا عنه آنفا، أما المعني الثاني فهو أن يطيل الله عزوجل في عمر المؤمن حتي يدرك ظهور الإمام الموعود (عجل الله فرجه) والمعني الثالث هو أن يعجل الله الظهور حتي يدركه؛ في حين أن المعني الرابع هو أن يحييه إذا توفي قبل الظهور لكي يكون من أعوان الإمام المهدي في عصر ظهوره (عجل الله تعالي فرجه).
والمعني الأخير أكدته كثير من الأحاديث الشريفة وحثت مؤمني عصر الغيبة بمختلف عصوره أن يطلبوا من الله عزوجل الرجعة أو الإحياء عند ظهور المهدي الموعود (عجل الله فرجه) للفوز بشرف نصرته والجهاد بين يديه.
وقد وردت عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام) عدة أدعية تعلم المؤمنين أن يطلبوا من الله عزوجل الرجعة والحياة الثانية في عصر الظهور، مثل دعاء (العهد) المروي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، والذي قال في مقدمته: (من دعا الله تعالي أربعين صباحاً بهذا العهد، كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة).
وقد جاء في مقطع من هذا الدعاء: (... اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، والممتثلين لأوامره والمحامين عنه، والسابقين إلي إرادته، والمستشهدين بين يديه، اللهم إن حال بيني وبينه الموت، الذي جعلته علي عبادك حتماً مقضياً، فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرداً قناتي، ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي، ...).
أيها الإخوة والأخوات، مثل هذا الطلب نقرأه في نص الزيارة المأثورة الذي نزور به مولانا إمام العصر (عليه السلام) فقد جاء في جانب منها: (... فلو تطاولت الدهور لم ازدد فيك إلا يقيناً، ولك إلا حباً، ولظهورك إلا توقعاً وإنتظاراً، ولجهادي بين يديك إلا ترقباً، فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك والتصرف بين أمرك ونهيك، فإن أدركني الموت قبل ظهورك، فاني أتوسل بك وبابائك الطاهرين إلي الله تعالي وأسئله أن يصلي علي محمد وآل محمد، وأن يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، ...).
مستمعينا الأفاضل، الأحاديث الشريفة المصرحة بأمر هذه الرجعة وإحياء طوائف من المؤمنين في عصر ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه) للفوز بشرف نصرته كثيرة متواترة المضمون وقد جمع كثيراً منها المحدث الخبير الشيخ الحر العاملي في كتابه القيم (الإيقاظ من الهجعة في إثبات الرجعة)، علي أي حال فهذه العقيدة تعد من مسلمات عقائد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وقد دون علماؤهم الكثير من البحوث بشأنها مبينين أدلتها القرآنية والحديثية.
بهذه الإشارة نختم لقاء اليوم من برنامج (ينابيع الرحمة) سائلين الله عزوجل أن يوفقنا وإياكم مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لأن نكون من أعوان مولانا خليفة الله المهدي في غيبته وظهوره إنه سميع مجيب. دمتم بكل خير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة