البث المباشر

شرح فقرة: "قصد لكيدك بأيدك، ..."

السبت 3 أغسطس 2019 - 12:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " قصد لكيدك بأيدك " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

مستمعينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: دعاء الامام المهدي (عجل الله فرجه) في قنوته، حيث تحدثنا عن قسم منه، ونحدث الآن عن قسم آخر يتضمن التوسل بالله تعالى بان يكف الاعداء عن اوليائه الذين وعد عباده باستخلافهم في الارض، حيث ان العدوّ المخالف طالما يستخدم فاعلية التي منحها الله تعالى ايّاه، يستخدمها في محاربة وليّه بدلاً من استثمارها في نصرته، هنا يوضح النص جانباً عن سلوك العدو المخالف، حيث يخاطب الامام (عجل الله فرجه) أو يتجه الى الله تعالى قائلاً عن العدو المذكور: (قصد لكيدك بأيدك ووسعته حلماً لتأخذه على جهرة، وتستأصله على غرّة).
ان هذه العبارات امتداد لسابقتها، حيث تتحدث عن العدوّ الذي استثمر ما منحه الله تعالى من الفاعلية، استغلها لمحاربة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، إذن نتحدث الآن عن تفصيلات ذلك.
العبارة الاولى تقول: (قصد لكيدك بأيدك). هنا نحسب بان القارئ للدعاء سوف يتساءل قائلاً: ماذا تعني هذه العبارة وما بعدها:
الجواب: ان (الأيد) هي (القوة)، وامّا مصطلح او كلمة (الكيد) فتشير الى قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً)، وهذا يعني في الجملة: ان الله واقف بالمرصاد لهؤلاء المنحرفين الذين يخيّل اليهم انهم يستطيعون حجب النصرة من الله تعالى لاوليائه، انهم يخيّل اليهم - بان القوة التي لديهم- وهي ما يتعين على الانسان ان يستثمرها في الخير اذا بهم يحاولون التوكّأ عليها لمحاربة اولياء الله تعالى.
بعد ذلك يتقدم النص بعبارة جديدة هي: (ووسعته حلماً، لتأخذه على جهرة، وتستأصله على غرّة). ان هذه العبارة تحفل بما هو مدهش ومثير من الدلالة، يحسن بنا ان نلفت نظرك إليها بدقة، العبارة تتحدث عن العدو الذي يحاول بقوته ان يصدّ عن نصرة الله تعالى للامام (عجل الله فرجه) واعوانه. هذا العدو الذي خيّل إليه انه يستطيع بما يمتلكه من القوة: ان يقف في وجه الحركة الاصلاحية للامام (عجل الله فرجه)، هذا العدو لقد وسعه الله تعالى حلماً، اي: ان الله عزوجل صبر على مواقف العدوّ، بمعنى انه أمهله، حتى يفجأه بالخذلان ويستأصله تماماً.
هذا المعنا قد نسجه الامام المهدي (عجل الله فرجه) بصياغة جميلة تعتمد عنصر (الصورة) وعنصر (الاتباع)، حيث انّ أخذه (جهرة) يعني: هزيمته المنكرة امام الجيش الاسلامي، وان أخذه (على غرة) اي: فجأة دون ان يتوقع العدو ذلك، وهذا هو منتهى الشعور بالخيبة التي لم يتوقعها العدوّ.
هنا بعد أن توسل الامام (عجل الله فرجه) بالله تعالى بان يأخذ عدوّه على حيث غرة أو فجأة، يتقدم الى تفصيلات جديدة ترتبط بهذا الموقف، قد استمدها من النص القرآني الكريم. ان قارئ الدعاء مدعوّ الى ملاحظة هذا الاسلوب الفني لدى الامام (عجل الله فرجه)، وهو: بالاضافة الى ما لاحظناه من (صور) و(ايقاع) مثل (جهرة) و(غرّة)، نجد ظاهرة (التناص) او التضمين تأخذ مساحة جميلة من هذا النص على نحو ما نلاحظه الآن: 
يقول الامام (عجل الله فرجه): (فانك - اللهمّ- قلت وقولك الحق، حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازيّنت وظنّ اهلها انهم قادرون عليها، أتاها أمرنا ليلاً او نهاراً، فجعلناها حصيداً كأن لن تغن بالأمس، كذلك نفصّل الآيات لقومٍ يتفكرون).
والآن نلفت نظرك الى الاسرار الكامنة وراء الآية المتقدمة، حيث نعدك - ان شاء الله تعالى- بأن نتحدث عنها مفصلاً في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى نصرة الامام (عجل الله فرجه)، وأن يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة