البث المباشر

شرح فقرة: "وأصلهم ناراً وأحش قبورهم ناراً، …"

السبت 3 أغسطس 2019 - 09:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأصلهم ناراً وأحش قبورهم ناراً " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وله الحمد والمجد أرحم الراحمين تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى صلواته على معادن حكمته وكنوز رحمته وغوث عباده المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، تحية طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بفضل الله في حلقةٍ أخرى من هذا البرنامج نتوقف فيها عند مقطع آخر من دعاء المعرفة أو دعاء عصر الغيبة الذي أمرنا مولانا إمام العصر المهدي (أرواحنا فداه) بتلاوته في عصر الغيبة.
وفي هذا المقطع يعلمنا الدعاء أن نطلب من الله عزوجل أن ينزل عذابه الدنيوي بأعداء وليه وخليفته المهدى الموعود، وكذلك عذابه الأخروي، ثم نقول: (وأصلهم ناراً وأحش قبور موتاهم ناراً، وأصلهم حرّ نارك، فإنهم أضاعوا الصلاة وإتبعوا الشهوات، وأضلوا عبادك، ...).
في المقطع المتقدم نطلب من الله عزوجل أن ينزل بأئمة الجور والضلال ثلاثة أنواعٍ من العذاب، نستذكر بعدها العلل الثلاث التي من أجلها نطلب إنزال هذا العذاب بهم.
أول الأنواع الثلاثة من العذاب هو الوارد في عبارة: (وأصلهم ناراً) ويبدو أن المراد منه هو العذاب في الحياة الدنيا أو عند الإحتضار. والذي يدل على ذلك أن العبارة الثانية تشير الى العذاب البرزخي فيما تستخدم العبارة الثالثة وصف (وأصلهم حرّ نارك) في إشارة الى العذاب الأخروي في جهنم.
وعليه يكون معنى النار الأولى الوارد على نحو النكرة غير النار الأخروية المعروفة للجميع ولذلك جاءت في العبارة الثالثة معرفة بنسبتها الى الله عزوجل وقد يكون إستخدام تعبير التنكير في العبارة الأولى إشارة الى كونها ناراً مجازية تشتمل على معاني الخزي أو الندم وغير ذلك، مما ذكرت الأحاديث الشريفة أن الكافرين يعانونه عند الإحتضار أو قبل الموت بفترات وجيزة.
مستمعينا الأفاضل، والعبارة الثانية من المقطع المتقدم تتحدث عن عذاب عالم البرزخ حيث تقول: (وأحش قبور موتاهم)، أي أننا نطلب من الله عزوجل إنزال العذاب البرزخي بموتى أئمة الظلم والجور والضلالة.
وهذا العذاب البرزخي هو المشار إليه في عديد من آيات القرآن الكريم نظير قوله عز وجل في الآيتين ٤٥ و٤٦ من سورة غافر ضمن نقله لإحتجاج مؤمن آل فرعون على قومه، حيث يقول جل جلاله: «فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا، وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ، أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ».
فواضحٌ أن سُوءُ الْعَذَابِ هنا هو العذاب البرزخي الذي يقاسون عليه غدواً وعشياً وهذا يكون في عالم البرزخ لأن عالم الآخرة ليس فيه صباح ومساء، كما أن العذاب الأخروي مذكور بعد ذلك وهو الموصوف في الآية بكونه أشد العذاب، وهو الذي يأتي بعد أن تقوم الساعة كما هو واضح.
وقد ذكرت كثيرٌ من أحاديث أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أن عالم البرزخ يكون للمؤمنين روضة من رياض الجنة فيما يكون للكافرين حفرة من حفر النيران أعاذنا الله وإياكم منها.
أيها الأخوة والأخوات، أما العذاب الأخروي الذي نطلبه لأئمة الظلم والجور والطغيان فهو الوارد في عبارة: (وأصلهم حرّ نارك).
وهذا هو أشد العذاب المذكور في آية سورة غافر المتقدمة وفي نسبة النار هنا مباشرة الى الله جل جلاله وهو جبار السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، إشارة الى شدة هذا العذاب، كما أن ذلك يشير إليه تعبير حرّ نارك فهو يتضمن توجيه آثار هذه النار اللظى الى أولئك الطغاة.
ويبقى هنا النشير مستمعينا الأفاضل أن تركيز الدعاء المهدوي على ذكر هذه التفصيلات عن أنواع العذاب الذي ينزل بأئمة الظلم والجور والضلالة والطغيان، يتضمن تحذير الناس من إتباعهم ودعوتهم الى التورع عن فعالهم لكي لا يصيبهم هذا الْعَذَاب الأَلِيم أجارنا الله واياكم منه ببركة التمسك بمحبة وولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا ننهي أعزاءنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، حلقة اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) تقبل الله منكم جميل الإستماع والمتابعة ودمتم سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة