البث المباشر

شرح فقرة: "وأنعمت عليه وطهرته من الرجس،..."

الأربعاء 31 يوليو 2019 - 10:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأنعمت عليه وطهرته من الرجس " من أدعية الإمام المهدي عليه السلام.

 

بسم الله وله خالص الحمد والمجد ذي الفضل والإنعام والجود والإحسان، وصلواته الناميات على إمنائه المخلصين وينابيع رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، يسرنا أن نلتقيكم في حلقةٍ أخرى من هذا البرنامج نسعى فيها لاستلهام العقائد الحقة من دعاء المعرفة الجليل المندوب لتلاوته في عصر غيبة خاتم الأوصياء المحمديين خليفة الله المهدي (أرواحنا فداه) وقد انتهينا الى مقطعٍ من الدعاء نطلب فيه من الله عزوجل أن يعجل في ظهور بقيته المنتظر لكي يطفئ بعدله نيران الْكَافِرِينَ والظَّالِمِينَ والجائرين، إذ لا يمكن إطفائها بغيره (عليه السلام)، لخصوصياتٍ عشرٍ فيه يذكرها المقطع التالي والذي نخاطب فيه الله جل جلاله قائلين عن مولانا المهدي (عجل الله فرجه): (فإنه عبدك الذي إستخلصته لنفسك، وارتضيته لنصرة دينك، واصطفيته بعلمك، وعصمته من الذنوب، وبرّأته من العيوب وأطلعته على الغيوب، وأنعمت عليه، وطهرته من الرجس ونقيته من الدّنس، اللهم فصّل عليه وعلى آبائه الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين).
مستمعينا الأفاضل، تعرفنا تفصيلاً في الحلقات السابقة على سبعٍ من الخصوصيات المهدوية المذكورة في المقطع المتقدم، وتبيَّن منها أنها تؤكد حقيقة أنّ خليفة الله المهدي (أرواحنا فداه) هو وحده القادر بالتأييد الإلهي على إنقاذ البشرية من الأزمات التي أوجدها الظَّالِمُونَ، ونقل المجتمع البشريِّ برُمَّته الى رحاب العدل والقسط والحياة الكريمة الطيبة.
أما الخصوصية الثامنة فهي المذكورة في عبارة: (وأنعمت عليه)، وهي أيضاً عبارة مقتبسة من التعبيرات القرآنية التي تتحدث عن أولياء الله الصَّادِقِينَ، لأنهم يمثلون صراط الله الْمُسْتَقِيمَ الذي به النجاة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، أي أنّ الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو ممثل هذا الصراط الإلهي الْمُسْتَقِيمَ في عصرنا الحاضر فهو القادر على قيادة البشرية للسير عليه وصولاً الى طموحاتها الخيرة والعادلة.
اعزاءنا المستمعين، الخصوصية التاسعة لخليفة الله المهدي هي المشار إليها في عبارة: (وطهّرته من الرجس)، وهي أيضاً عبارة مقتبسة من القرآن الكريم وبالذات من آية التطهير الشهيرة التي ثبت نزولها في محمدٍ وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين).
وقد ثبت في المباحث العقائدية القرآنية دلالة هذه الآية الكريمة على العصمة المطلقة لأهل البيت (عليهم السلام) وهذا ما نشير إليه من معرفة معنى كلمة (الرجس)، فهي كما ورد في كتب اللغة تشمل قبائح الأعمال والمآثم وكذلك الوساوس الشيطانية والأهواء والقذارة وما يؤذي الآخرين.
وهذا يعني - مستمعينا الأفاضل- أعلى مراتب التحلي بالأخلاق الإلهية والتخلي عن أضدادها، وبالتالي فتوفر هذه الخصوصية في مولانا إمام العصر (أرواحنا فداه) يعني ضمان صيانة تحرُّكِهِ الإصلاحي من كل ما يُؤدّي الى الانحراف وترجيح المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، كما هو حال سائر الحكام الأرضيين الذين ألفهم التأريخ الإنساني.
أيها الأخوة والأخوات ونصل الآن الى الخصوصية المهدوية العاشرة والأخيرة المذكورة في هذا المقطع من دعاء المعرفة المبارك، وهذه الخصوصية هي التي تشير إليها عبارة: (ونقيته من الدّنس).
وأصل الدنس في اللغة هو الوسخ وما يُستقبَحُ من الإنسان ويكره، حتى خارج دائرة الحلال والحرام.
ومعنى (التنقية) واضحٌ، والمقصود هو أنّ الإمام المهدي (أرواحنا فداه) نقيٌّ وخالٍ من كل ما يبعث على الكراهية عند الناس، وهذه الخصوصية من العوامل التي تعزز محبته ومودَّته في القلوب كما هو واضح، وتأثير ذلك كبيرٌ و مشهودٌ في جذب القلوب للإستجابة الى دعوته وتحركه الإصلاحي والإستمرار في مؤزارته لتحقيق أهدافه الإلهية السامية.
إذ أنّ الطبيعة البشرية مجبولة على حب من تتوفر فيهم هذه الخصوصية والإلتزام بمرافقته، مثلما أنها مجبولة على النفرة من غير النقيِّ من الدنس وما تكرهه القلوب.
وبهذا ينتهي مستمعينا الأكارم لقاء اليوم من برنامجكم (ينابيع الرحمة) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة