السلام عليك يا حسين سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك المتقرب الى الله بمحبتك، البرائي من اعدائك سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين، سلام من لو كان معكم في الطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته، اهلاً بكم في تاسعة حلقات هذا البرنامج الذي يعنى بنقل بعض ما ذكرته مصادر اهل السنة من الآيات التي ظهرت اثر مقتل سيد شباب اهل الجنة الحسين عليه السلام، ويا ترى هل علم قتلته بعواقب ما جنوه؟
لقد خاطب الامام علي بن الحسين عليه السلام اهل الكوفة موبخاً اياهم، تباً لكم لما قدمتم لانفسكم وسوأةً لرأيكم بأية عين تنظرون الى رسول الله اذ يقول لكم قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من امتي! وكان الخطاب من الركب الحسيني موجهاً الى القتلة ينادي بهم:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم
يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتم عترتي، او كنتم غيباً
والحق عند ولي الله مجموع
اسلمتموهم بأيدي الظالمين فما
منكم له اليوم عند الله مشفوع
ما كان عند غداة الطف اذ حضروا
تلك المنايا ولاعنهن مدفوع
وخطاب آخر يهتف في الاسماء والضمائر، وانى يفيق الغاوون!
ما تقولون اذ قال النبي لكم
ماذا فعلتم وانتم اخر الامم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي
منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم
ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي!
ومن قبل خطب فيهم سيد الشهداء ابو عبد الله الحسين صلوات الله عليه فقال: تباً لكم ايتها الجماعة وترحاً، احين آستصرختمونا والهين فاصرخناكم موجفين، سللتم، علينا سيفاً لنا في ايمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدونا وعدوكم.
ليس هذا لرسول الله يا
امة الطغيان والبغي جزا!
وبعد الذي كان في طف كربلاء، لا يتصور ابداً ان الدنيا ستستقر او تمضي على طبائعها ونواميسها وحالاتها المعتادة ابداً، فقد حدثت في الكون انقلابات، وظهرت فيه علامات حيث شوهد الدم العبيط ـ أي الطري ـ تحت الاحجار في الشام وفي اطراف بيت المقدس ايضاً، بل شوهد في كل اطراف الدنيا، ظاهرة ملفتة تلك نقلتها حتى صحائف تاريخ اوربا، وذلك ان دماءً شوهدت، في يوم من سنة 685 ميلادية، فقوبل ذلك اليوم مع السنة الهجرية، فكان يوم عاشوراء من سنة احدى وستين، يوم شهادة الامام الحسين سلام الله عليه، يقول (ايقري مان ليبرري) في كتابه (ذه انكلوساكسون كرونكل) ان في تلك السنة مطرت السماء دماً، واصبح الناس والبانهم وازبادهم قد تحولت الى دم في بريطانيا.
نعم نبعت دماء الحسين الشهيد المظلوم في ارجاء الدنيا، وذكرنا انها رئيت في الشام، فها هي كتب التاريخ تثبت رؤيتها في بيت المقدس، فالى تقليب صفحاتها بدقة، بعد هذه الوقفة القصيرة.
بسند طويل يذكره الحافظ الطبراني في المعجم الكبير ص145 من المخطوط ينتهي به الى احد رواة وعلماء السنة، وهو الزهري، ليكتب انه قال: لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، لم يرفع حجر ببيت المقدس الا وجد تحته دم عبيط، ثم يروى الطبراني رواية اخرى يقول فيها الزهري ايضاً قال لي عبد الملك ابن مروان: أي واحد انت ان اخبرتني، أي علامة كانت يوم قتل الحسين بن علي؟
قال الزهري: فقلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط.
وعن الطبراني، وابن حجر الهيثمي الشافعي المكي نقل عين ما جاء عندهما الكنجي الشافعي في كفاية الطالب في مناقب علي بن ابي طالب ص296 طبعة الغري، والذهبي الحنبلي في تاريخ الاسلام ج2 ص348 طبعة مصر، وفي سير اعلام النبلاء ج3 ص212 طبعة مصر، والخوارزمي الحنفي في مقتل الحسين ج2 ص90 طبعة الغري، فيما نقل ابن عبد ربه القرطبي الاندلسي في كتابه المعروف العقد الفريد ج2 ص220 طبعة الشرفية بمصر، عن الزهري وحواره مع عبد الملك، جاء فيه ان الزهري قال: حدثني فلان ولم يسمه انه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن ابي طالب والحسين بن علي حجر في بيت المقدس، الا وجد تحته دم عبيط.
قال عبد الملك: صدقت، حدثني الذي حدثك، واني واياك في هذا الحديث لغريبان! وفي رواية اخرى لقرينان، وعن الزهري هذا وغيره نقل ابن حجر الهيثمي الشافعي في مجمع الزوائد ج9 ص196 طبعة القدسي بالقاهرة، والسيوطي الشافعي في تاريخ الخلفاء ص80 طبعة الميمنية بمصر، والبدخشي في كتابه المخطوط مفتاح النجا في مناقب آل العبا، والشبلنجي الشافعي في نور الابصار في مناقب آل النبي المختار ص123 طبعة مصر، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص321 طبعة اسلامبول وابن الصبان المالكي في اسعاف الراغبين، والسيوطي في الخصائص الكبرى ج2 ص126 طبعة حيدر آباد بالهند عن ام حبان قالت: يوم قتل الحسين.. لم يقلب حجر ببيت المقدس، الا وجد تحته دم عبيط! وعنها ايضاً نقل الخوارزمي هذه الحقيقة، الخوارزمي الحنفي في مقتل الحسين ج2ص89، وابن حجر العسقلاني الشافعي في تهذيب التهذيب ج2 ص353 طبعة حيدر آباد. وتلك مؤشرات تكاملت حججها، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
«كلا انها تذكرة، فمن شاء ذكره» (عبس، 11-12).
«فما لهم عن التذكرة معرضين»؟! (المدثر، 49).
«ولقد تركناها آيةً فهل من مدكر»؟! (القمر، 15).
*******