جاء في زيارة الناحية المقدسة قول الامام المهدي عليه السلام مخاطباً جده الحسين سلام الله عليه: "فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى الله عليه وآله فنعاك اليه بالدمع الهطول، قائلاً: يا رسول الله، قتل سبطك وفتاك، واستبيح اهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، ووقع المخدور بعترتك وذويك، فانزعج الرسول، وبكى قلبه المهول، وعزاه بك الملائكة والانبياء، وفجعت بك امك الزهراء، واختلفت جنود الملائكة المقربين، تعزي اباك امير المؤمنين، واقيمت لك المآتم في اعلى عليين، ولطمت عليك الحور العين..".
وروى المحب الطبري ، وهو من علماء السنة المعروفين في كتابه ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ص151 من طبعة مكتبة القدسي بمصر، وباكثير الحضرمي الشافعي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل، والشيخ جمال الدين محمد بن احمد الحنفي الموصلي الشهير بابن حسنويه، عن ابي الحسن العتيقي وغيره، حديثاً فيه والذي نفسي بيده، ان حول قبر ولدي الحسين اربعة الاف ملك، شعثاً غبراً، يبكون عليه الى يوم القيامة. وفي رواية اخرى: ان حول قبر الحسين سبعين الف ملك شعثاً غبراً، يبكون عليه الى يوم القيامة.
وفي مقتل الحسين عليه السلام ج2ص87 كتب الخوارزمي الحنفي المذهب رواية بسند طويل ينتهي الى ابي لهيعة انه قال: كنت اطوف بالبيت أي الكعبة المعظمة اذا انا برجل يقول: اللهم اغفر لي، وما اراك فاعلاً، فقلت له: يا عبد الله، اتق الله، لاتقل مثل هذا، فان ذنوبك لو كانت مثل قطر الامطار، وورق الاشجار، واستغفرت الله غفرها لك، فانه غفور رحيم.
فقال لي: تعال حتى اخبرك بقصتي قال ابو لهيعة فاتيته فقال لي: اعلم انا كنا خمسين نفراً حين قتل الحسين بن علي، وسلم الينا رأسه لنحمله الى يزيد بالشام، فكنا اذا امسينا نزلنا وادياً ووضعنا الرأس في التابوت وشربنا الخمور حوالي التابوت الى الصباح، فشرب اصحابي ليلة حتى سكروا، ولم اشرب معهم، فلما جن الليل سمعت رعداً وبرقاً، واذا ابواب السماء قد فتحت، فنزل آدم ونوح وابراهيم واسحاق واسماعيل، ونبينا محمد، ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة، فدنا جبرئيل من التابوت فاخرج الرأس وقبله وضمه (أي الى صدره) ثم فعل الانبياء كذلك، ثم بكى النبي محمد على رأس الحسين، فعزاه الانبياء، وقال له جبرئيل: يا محمد، ان الله تبارك وتعالى امرني ان اطيعك في امتك، فان امرتني زلزلت بهم الارض وجعلت عاليها سافلها كما فعلت بقوم لوط فقال النبي لا يا جبرئيل، فان لهم معي موقفاً بين يدي الله عز وجل يوم القيامة.
قال الرجل ـ وما زال يحدث ابا لهيعة ـ ثم صلوا على الحسين، ثم اتى قوم من الملائكة فقالوا ان الله تعالى امرنا بقتل الخمسين!
فقال لهم النبي: شأنكم بهم، قال الرجل، فجعلوا يضربونهم بالحربات، وقصدني واحد منهم بحربته ليضربني، فصحت الامان الامان يا رسول الله!
فقال لي: اذهب فلا غفر الله لك، قال الرجل فلما اصبحت رأيت اصحابي جاثمين رماداً!
اما ام سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله فقد روى عنها ابن عساكر الدمشقي الشافعي في تاريخ دمشق ج4 ص341 والزبيدي الحنفي في تاج العروس ج7 ص103، والسيوطي الشافعي في الخصائص الكبرى ج2 ص127، والهيتمي ابن حجر في مجمع الزوائد ج9 ص199 وغيرهم انها سمعت هاتفاً ينعى الحسين سلام الله عليه فيقول: ايها القاتلون ـ جهلاً ـ حسيناً ابشروا بالعذاب والتنكيل قد لعنتم على لسان ابن داوود وموسى.. وصاحب الانجيل:
كل اهل السماء يدعو عليكم
من نبي، ومرسل، وقتيل
كذلك كانت ام سلمة تسمع اصوات نعي الحسين، ولم تر احداً فمن ذلك:
الا يا عين فاحتفلي بجهد
ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهط تقودهم المنايا
الى متجبر في ملك عبد!
وفي مقتل الحسين ج2 ص100 روى الخوارزمي الحنفي، ان سعدى بنت مالك الخزاعية ادركت الشجرة التي كانت عند ام معبد الخزاعية وهي يابسة، وقد اورقت واثمرت ببركات وضوء النبي صلى الله عليه وآله، ثم قل ثمرها ثم تساقط بعد رحيل المصطفى ومقتل المرتضى، وبعد برهة نبع ساقها دماً، فافزعهم ذلك، حتى اذا اظلم الليل سمعوا بكاءً وعويلاً ولم يروا احداً، وقال يقول:
يا ابن الشهيد ويا شهيداً عمه
خير العمومة جعفر الطيار
عجباً لمصقول اصابك حده
في الوجه منك وقد علاك غبار
وبعد ذلك جاء الخبر بقتل الحسين عليه السلام.
فيما روى ابن حجر العسقلاني الشافعي في تهذيب التهذيب ج2 ص356 عن ابي الوليد بشر بن محمد التميمي قال: حدثني احمد بن محمد المصقلي، قال: حدثني ابي قال: لما قتل الحسين بن علي سمع مناد ينادي ليلاً، يسمع صوته ولم ير شخص، فيقول:
عقرت ثمود ناقة فاستؤصلوا
وجرت سوانحهم بغير الاسعد
فبنو رسول الله اعظم حرمة
واجل من ام الفصيل المقعد
عجباً لهم لما اتوا لم يمسخوا
والله يملي للطغاة الجحد
*******