البث المباشر

ظهور آيات إلهية في قتلة الامام الحسين(ع)

الأربعاء 22 مايو 2019 - 10:47 بتوقيت طهران
ظهور آيات إلهية في قتلة الامام الحسين(ع)

أريقت دماء الفاطميين بالفلا

فلو عقلت شمس النهار لخرت

الا بأبي تلك الدماء التي جرت

بأيدي ذئاب في الجحيم استقرت

توابيت من نار عليهم قد اطبقت

لهم زفرة في جوفها بعد زفرة

فشتان من في النار في جوف طابق

ومن هو في الفردوس فوق الاسرة

في مقتل الحسين عليه السلام ج1 ص173 من طبعة الغري روى الخوارزمي بسند طويل موثق ينتهي الى الامام علي عليه السلام، ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان قاتل الحسين في تابوت من نار، عليه نصف عذاب اهل النار، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار، ينكس في النار حتى يقع قعر جهنم وله ريح يتعوذ اهل النار الى ربهم عز وجل من شدة نتنها وهو خالد ذائق العذاب الاليم، كلما نضجت جلودهم تبدل تلك الجلود ليذوقوا ذلك العذاب الاليم.
كان ذلك العذاب في الآخرة، فماذا كان في الدنيا، تساؤل وجيه تجيبنا عليه روايات واخبار وحكايات وثقها علماء المسلمين وثقاة رواتهم، الى ذلك بعد هذه الوقفة القصيرة.
في تاريخ الطبري المسمى بـ تاريخ الامم والملوك ج4 ص327 من طبعة الاستقامة بمصر ان رجلاً من بني تميم يقال له عبد الله بن حوزة، جاء حتى وقف امام الحسين فقال: يا حسين ابشر بالنار.
فقال الحسين: كلا اني اقدم على رب رحيم، وشفيع مطاع، من هذا؟!
قال له: اصحابه هذا ابن حوزة.
فقال عليه السلام: رب حزه الى النار.
قال الراوي: فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، وتعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الارض ونفر الفرس فأخذ يمر به فيضرب برأسه كل حجر وكل شجر حتى مات!
وفي رواية اخرى تنتهي الى مسروق بن وائل قال: كنت في اوائل الخيل ممن سار الى الحسين فقلت: اكون في اوائلها لعلي اصيب رأس الحسين فاصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد، قال: فلما انتهينا الى حسين تقدم رجل من القوم.
يقال له: ابن حوزة.
فقال: افيكم حسين؟
قال: فسكت الحسين، فقال ثانية، حتى اذا كانت الثالثة قالوا له: نعم، هذا حسين، فما حاجتك؟
قال: يا حسين ابشر بالنار.
قال: كذبت بل اقدم على رب غفور وشفيع مطاع فمن انت؟
قال: ابن حوزة، قال مسروق فرفع الحسين يديه حتى رأينا بياض ابطيه من فوق الثياب، ثم قال: اللهم حزه الى النار، فغضب ابن حوزة فذهب ليقحم اليه الفرس وبينه وبينه نهر فعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر متعلقاً بالركاب.
هنا رجع مسروق بن وائل وترك الخيل من ورائه فسئل فقال: لقد رأيت من اهل هذا البيت شيئاً لا اقاتلهم ابداً!
وفي رواية الخوارزمي ان رجلاً نادى باعلى صوته: يا حسين، لقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة فقال له الحسين: كذبت يا عدو الله انا قادم على رب رحيم وشفيع مطاع، ذاك جدي محمد ثم سأل اصحابه من هذا؟
فقيل له: هذا مالك ابن جريرة.
فقال الحسين: اللهم جره الى النار، واذقه حرها قبل مصيره الى نار الآخرة.
قال الراوي: فلم يكن باسرع من ان شب به الفرس فالقاه على ظهره فتعلقت رجله باركاب فركز به الفرس حتى القاه في النار فاحترق فخر الحسين عليه السلام ساجداً ثم رفع رأسه وقال: يا لها من دعوة ما كان اسرع اجابتها!
هذا الخبر وقريب منه رواه الطبراني في المعجم الكبير، والطبري محب الدين في ذخائر العقبى ص144 من طبعة القدسي بمصر، وابن الاثير في الكامل ج3 ص289 طبعة مصر والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص287 من طبعة الغري والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص342 طبعة اسلامبول وباكثير الحضرمي الشافعي في وسيلة المآل في عد مناقب الآل ص342، وابن حجر الهيتمي الشافعي في كتابيه الصواعق المحرقة ص 118، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج3 ص193، وغيرهم.
واما من سلبوا الحسين سلام الله عليه بعد شهادته فهذا بعض من اخبارهم في مقتل الحسين ج2 ص37 روى الخوارزمي انه اخذ سروايل الحسين بحير بن عمرو الجرمي فصار زمناً مقعداً من رجليه، واخذ عمامته جابر بن يزيد الازدي فاعتم بها فصار مجذوماً واخذ مالك بن نسر الكندي درعه فصار معتوهاً.
وارتفعت في السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة مظلمة، فيها ريح حمراء، لا يرى فيها عين ولا اثر، حتى ظن القوم ان العذاب قد جاءهم فلبثوا بذلك ساعة ثم انجلت عنهم.
ويروي القندوزي الحنفي على الصفحة 348 من ينابيع المودة ان الكندي حين سلب عمامة الحسين رضي الله عنه قالت له زوجته ويلك اقتلت الحسين وسلبت عمامته، فوالله لا جمعت معك في بيت واحد فاراد ان يلطمها فأصاب مسمار يده فقطعت يده من المرفق ولم يزل فقيراً.
وسارق برنس الحسين يقدم على امرأته ام عبد الله ليغسله من الدم كما يروي الخوارزمي في مقتل الحسين ج2 ص34 فتقول له امرأته: اتسلب ابن بنت رسول الله برنسه وتدخل بيتي؟! اخرج حشا الله قبرك ناراً، ثم ذكر اصحابه انه يبست يداه، ولم يزل فقيراً بأسوأ حال الى ان مات.
واضاف الخوارزمي على الصفحة 102 انه رئي رجل بلا يدين، ولا رجلين، وهو اعمى ويقول رب نجني من النار، فسئل عن ذلك فذكر سلبه للامام الحسين وقطعه لديه المباركتين الى ان قال: فسمعت زلزلة فخفت وتركته، فألقى الله عليه النوم، فنمت بين القتلى فرأيت كأن النبي محمد اقبل ومعه علي وفاطمة والحسن، فأخذوا رأس الحسين فقبلته فاطمة وقالت: يا بني، قتلوك؟! قتلهم الله!
وكأن الحسين يقول: ذبحني الشمر، وقطع يدي هذا النائم، واشار اليّ فقالت فاطمة لي: قطع الله يديك ورجليك واعمى بصرك وادخلك النار فانتبهت وانا لا ابصر شيئاً ثم سقطت يداي ورجلاي مني فلم يبق من دعائها الا النار!

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة