البث المباشر

قراءة في تحذير رئيس الأركان الايراني للأعداء

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 22:04 بتوقيت طهران
قراءة في تحذير  رئيس الأركان الايراني للأعداء

حذّر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري خلال زيارته لوحدات القوات المسلحة في جنوب البلاد تحذيرًا حازما لأعداء إيران من الوقوع في خطأ في الحسبان؛ لأنه في غير هذه الحالة، ستكون القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية هي التي ستستحوذ على المبادرة في ساحة المعركة.

وقد شهدت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأشهر الأخيرة فترةً حافلةً بالعمل، وكان هذا الانشغال ناتجًا بشكل رئيسي عن الكشف عن معدات دفاعية، ومناورات، وزيادة الاستعدادات القتالية في مواجهة الأعداء.

لقد هدّدت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني إيران مرارًا خلال الأشهر الماضية بهجوم عسكري، إلا أن معظم هذه الخطاب التهديدي يشبه "التبجح في الغربة" كما يصفه الطرف الآخر.

لكن لزيادة الاستعدادات الدفاعية والالتزام بمبدأ درء الخطر المحتمل، حافظت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على قوتها بشكل ملحوظ من خلال تنفيذ تدريبات عسكرية متتالية، ويرتبط هذا التعزيز في الاستعداد القتالي مباشرةً بالتهديدات العسكرية للأعداء.

وصرّح بعض المسؤولين الأمريكيين بتصريحات تهديدية بأن إيران إما أن تفجر منشآتها بهدوء، أو أننا سنفجرها بوحشية. هذه التصريحات تأتي فيما فشلت الولايات المتحدة بعد شهرين من الحرب في اليمن في مواجهة حركة أنصار الله، حيث اخترقت خناجر اليمنيين المدببة السفن الحربية الأمريكية.

لكن ردًا على هذه التهديدات، وجّه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلال زيارته لوحدات القوات المسلحة في الجنوب تحذيرًا حازما لقادة أمريكا، نصح فيه الأعداء بعدم الوقوع في خطأ حسابي، لأن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لديها قدرات واسعة للسيطرة على المبادرة في ساحة المعركة.

 

الرسالة الأولى:

في حال ارتكاب الجيش الأمريكي أي خطأ، ستتعرض القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة غرب آسيا لهجمات. هذه القواعد، التي تقع ضمن نطاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، ستتسبب خسائر فادحة لـ"سنتكوم". بعض القواعد الأمريكية في المنطقة، مثل قاعدة "العديد" القريبة من الدوحة عاصمة قطر، والتي بُنيت بتكلفة مليارات الدولارات، ستكون أهدافًا للصواريخ الباليستية الإيرانية.

كما عززت القوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية، كوحدة كبرى تابعة لهيئة الأركان العامة، قدراتها الصاروخية والمسيّرة، مما يدل على استعدادات واسعة لمواجهة العدو، وهو ما أشار إليه قائد حرس الثورة مرارًا خلال الأسبوع الماضي.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مسالمة، وإذا نظرنا إلى الأحداث بعد انتصار الثورة الإسلامية، نجد أن إيران لم تهاجم أي دولة في غرب آسيا، رغم امتلاك قواتها المسلحة قدرات هجومية استثنائية، كما ظهر في مناورات العام الماضي مثل مناورة "ذوالفقار 1403" و"الرسول الاعظم".

 

الرسالة الثانية:

الرد الحاد لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة على خطابيات أمريكا، هو احتمال حدوث تغييرات جذرية في حركة السفن الحربية، بما فيها ناقلات النفط، في المنطقة نتيجة نشوب حرب غير متوقعة. إذا قامت الولايات المتحدة بأي عمل ضد البنى التحتية الإيرانية، فسوف تواجه ردًا قاتلاً من جيش الجمهورية الإسلامية وحرس الثورة الإسلامية، مما سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط عالميًا وارتفاع جنوني في أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية. على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر النفط من متوسط 63 دولارًا للبرميل حاليًا إلى أكثر من 150 أو حتى 200 دولار، فسيكون لذلك صدمة كبيرة على الاقتصاد العالمي.

كما أن سعر البنزين، الذي يبلغ في المتوسط دولارين ونصف للغالون، قد يرتفع إلى ما بين 5 و8 دولارات للغالون، مما سيؤدي إلى استياء شعبي في أمريكا نتيجة هذه الصدمة الاقتصادية. لذلك، يبدو أن التهديدات العسكرية الأمريكية مجرد تبجح عسكري للاستعراض بدلاً من تهديد حقيقي بهجوم عسكري.

من ناحية أخرى، غادرت القاذفات الاستراتيجية الأمريكية قاعدة "دييغو غارسيا"، وهي القاعدة التي كانت الولايات المتحدة تروّج لها إعلاميًا بحملات دعائية. إذا جمعنا كل هذه الأحداث مثل أحجية (بازل)، نرى أن احتمال هجوم أمريكي عسكري، حتى لو محدود، ضئيل جدًا.

 

الرسالة الثالثة:

الرسالة التي وجهها اللواء "محمد باقري" لأصدقاء وأعداء ومنافسي إيران الإقليميين هي: إذا أرادت أي دولة في المنطقة توفير أراضيها أو معداتها أو مرافقها لأي هجوم عسكري أمريكي، حتى لو محدودًا، فستواجه ردًا مدمرًا من الجمهورية الإسلامية، كما شهدنا في الهجوم على قاعدة "عين الأسد" خلال العملية الصاروخية ردا على اغتيال الشهيد سليماني قبل ست سنوات. من الواضح أن هذا الرد سيكون موجهاً فقط ضد الأسلحة والمعدات والقواعد العسكرية الأمريكية في تلك الدولة. هذه رسالة قد فهمتها دول الخليج الفارسي جيدًا، ونشاطها الدبلوماسي يشير إلى ذلك.

 

رسالة أخرى مهمة:

هي رد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية على الكيان الصهيوني. بعد ارتكاب الكيان خطأين، تعرض لضربتين مدمرتين في عمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، والتي كانت تعادل إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي المحتلة. ولكن هذه المرة، إذا ارتكب خطأً جديدًا – كما حذر رئيس الأركان العامة والقائد العام لحرس الثورة– فسينشأ وضع مأساوي في الأراضي المحتلة سيؤدي إلى انهيار الصهاينة من الداخل. والقائد العام لحرس الثورة حذر قائلاً: "سنفعل شيئًا يجعل العالم ينسى عمليتي 'الوعد الصادق 1 و2' تمامًا"، مما يعني أن كثافة النيران الصاروخية وعدد الصواريخ التي ستُطلق سيكونان خارج التصور.

 

السؤال المطروح هنا:

كم صاروخًا بالستيًا يمكن لإيران إطلاقه في مثل هذه المعركة؟ قد يتراوح عدد الصواريخ الباليستية التي ستُطلق على الأراضي المحتلة بين الآلاف وعشرات الآلاف، وهو ما يمكن أن يدمر كل البنى التحتية العسكرية والاقتصادية والفنية للصهاينة دفعة واحدة.

صاروخ "قاسم بصير" هو جزء من هذه الأحجية. والحقيقة هي أن الصهاينة لن يدركوا أبعاد القوة المميتة للقوات المسلحة الإيرانية إلا إذا ارتكبوا خطأً غبيًا آخر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة