البث المباشر

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "اللهم اني اسألك باسمك يا مانع يا دافع..."

الأربعاء 24 إبريل 2019 - 11:50 بتوقيت طهران

( الحلقة 31 )

موضوع البرنامج:

شرح فقرة: "اللهم اني اسألك باسمك يا مانع يا دافع..."


لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها: الدعاء الموسوم بـ(الجوشن الكبير)، حيث يتضمن ۱۰۰ فقرة، كل واحدة تتضمن ۱۰ مظاهر من اسماء الله تعالى ونحدثك الآن عن المقطع التاسع منه، وهو: (اللهم اني اسالك بأسمك يا مانع، يا دافع، يا رافع، يا صانع) هنا، يجدر بنا ان نلفت نظرك الى ان الجوشن الكبير تتفاوت عباراته من حيث المفردة والمركبة والفقرة...، اي: ان بعض مقاطعه تتضمن كل مفردة على حدة مثل (يا مانع، يا دافع) وبعضها يتضمن صفتين مثل: (يا ذا الحمد والثناء)، وبعضها يتضمن فقرة مثل: (يا من هو شديد المحال). 
والمهم ان كلاً من هذه الانماط يخضع لايقاع خاص تنتهي به فاصلة الفقرة او المركبة او المفردة. 
والآن بعد هذا التمهيد نتجه الى المفردة الاولى من المقطع وهي: (يا مانع) فماذا نستلهم منها؟ 
ان صفة (المانع) و(المنيع) ونحوهما ترشح جملة دلالات، منها: المناعة بمعنى: انه تعالى ملجأ العباد في الاستعانة به، وملاذهم في الركون اليه عند الشدائد كما يلجأ الى الحصن مثلاً. 
هذا أحد ما يمكن ان نستلهمه من العبارة هو، لكن ثمة استلهام آخر من (المانع) هو (الحاجز عن الاذى)، اي: ممن يمنع من وصول الاذى الى الآخرين، ويعزز هذه الدلالة ان العبارة الثانية وهي: (يا دافع) تتجانس مع (يا مانع)، وسنجد العبارة الثالثة وهي: (يا رافع) تتجانس مع سابقتها. كيف ذلك؟
ان (المانع) و (الدافع) و (الرافع) تشترك في دلالات متجانسة هي: ان الله تعالى يتفضل علينا بإقصاء وابعاد كل ما يحمل ضرراً، انه تعالى (يدفع) ميتة السوء مثلاً، و(يمنع) من وصول الآفات الينا، و(يرفع) الشدائد عنا... اذن: هو مانع ودافع ورافع.
طبيعياً يمكننا ايضاً ان نستلهم من العبارة او الصفة الثالثة وهي: (يا رافع) معنى آخر، هو الرفعة لعباده اي يرفع من يشاء درجات وبالعكس، وهذا يعني انه تعالى يتدخل في جعل عبده مرفوع الرأس مثلاً في نفس الوقت الذي (يدفع) الاذى عنه و(يمنع) وصول الشدة اليه. 
ونتجه الى الصفات الاخرى في مقطع الدعاء، وهي: (يا صانع، يا نافع). 
هنا ننتقل الى صفات او اسماء او مظاهر لعظمة الله تعالى تحوم على دلالات غير ما لاحظناها، ولكنها ايضاً تتجانس في خيوط مشتركة فيما بينها من حيث انه تعالى يتفضل علينا بنعمه المتنوعة، فمثلاً: عبارة: (يا صانع) وبعدها (يا نافع) وكذلك بعدها: (يا سامع) تدلنا على ما ذكرناه من اغداق النعم على العباد، فعبارة: (يا نافع) لا تحتاج الى توضيح، وعبارة: (يا سامع) تتميز بالوضوح نفسه واما عبارة: (يا صانع) فيتداعى الذهن من خلالها الى انه تعالى (يصنع) المعروف لنا ان المعروف يتجانس مع صفة (يا نافع)حيث ينتفع العبد بعطائه تعالى، وكذلك (يا سامع) حيث يسمع تعالى ويستجيب لدعاء عبده.
اذن يا صانع، يا نافع، يا سامع تتجانس جميعاً بالنحو الذي اوضحناه.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى شكر عطاءاته، وان نمارس عملنا العبادي، والتصاعد به الى النحو المطلوب. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة