هل سألت نفسك يوما لماذا تعيش أمريكا دوما في حالة حروب؟.
فخلال تاريخها بالكامل أي منذ عام 1776، لم تقض أمريكا سوى 6% من وقتها بدون حروب! وهذا يعني أنه من كل 100 يوم، كان هناك حروب عسكرية لمدة 94 يوماً.
هل هذه مصادفة؟ أم أنها جزء من السياسة والاقتصاد في هذا البلد؟.
عندما يتعلق الأمر بحروب أمريكا، قد يرى البعض أن هذه الدولة تقاتل من أجل أمنها فقط. لكن الحقيقة هي أن الحروب تشكل تجارة كبيرة بالنسبة لأميركا. في عام 2023، بلغت مبيعات الأسلحة الأمريكية 238 مليار دولار، وهو ما يمثل أكثر من 50% من إجمالي صادرات الأسلحة على المستوى الدولي .
وهذا يعني أن كل أزمة جديدة تشكل فرصة اقتصادية لشركات الأسلحة وجماعات الضغط القوية. لكن هذا الواقع لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط. بل إن السيطرة على الموارد الاستراتيجية مثل النفط في غرب آسيا، والقواعد العسكرية الواسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، وفرض النظام القيمي الأمريكي الخاص، كل ذلك يشكل أسباباً أخرى وراء الحروب اللامتناهية التي تخوضها أميركا.
دعونا نضرب لكم مثالاً من التاريخ:
من حرب فيتنام التي تخلت عنها الولايات المتحدة بعد أن أنفقت مليارات الدولارات دون أية نتائج، إلى العراق وأفغانستان التي لم تخلف بعد عشرين عاماً من الحرب سوى الدمار والنزوح وظهور جيل جديد من الأزمات الإقليمية.
ولكن هل دفع هذا أمريكا إلى التخلي عن الحرب؟ كلا! لقد تغيرت الاستراتيجيات فقط. وأصبحت الحروب المباشرة أقل لتحل محلها الانقلابات السرية والحروب بالوكالة. ومن الأمثلة على ذلك دعم الحروب الأهلية في أميركا اللاتينية وغرب آسيا وأفريقيا.
قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ذات مرة:
"إن أميركا هي الدولة الأكثر حبا للحرب في العالم لأنها حاولت دائمًا فرض قيمها على الآخرين بالقوة". إن هذه الجملة توضح حقيقة مهمة.
فبالنسبة لأميركا، لا تتعلق الحرب فقط بكسب المال، بل يبدو أنها أيضاً أداة لبسط الهيمنة الثقافية والأيديولوجية.
لكن يبقى السؤال المهم:
إلى متى سيتحمل العالم هذا الوضع؟.
وهل ستصل سياسات شن الحروب الأميركية إلى نهاية المطاف؟ز
ما رأيك؟.