البث المباشر

خاتمة التمحيص/رؤية المهدي قبيل الظهور/حكاية عنوانها (علامة رضا الله)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:14 بتوقيت طهران

(الحلقة : 420)

موضوع البرنامج:
خاتمة التمحيص
رؤية المهدي قبيل الظهور
حكاية عنوانها (علامة رضا الله)

يابن النبي المصطفى والمقتدى

ما زال خلف السحب نورك يطلع

دانت لعلياك الخلائق كلها

وعلاك في الحدثان لا يتضعضع

بمكارم ملء اليدين كأنها

للوافدين عليك بحر مترع

أنت المرجى في الشدائد مثلما

لأبيك حيدرة الغياث الأنصع


بسم الله والحمد لله نصير المستضعفين وغاية آمال العارفين ومجيب المتوسلين إليه بصفوته المنتجبين محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج ومحطات مهدوية قوامها ثلاث الأولى عن علامات ظهور بقية الله المهدي – عجل الله فرجه – نتناولها تحت عنوان: خاتمة التمحيص
ثم إجابة عن سؤال الأخت الكريمة زهراء الكوثر بشأن:
رؤية المهدي قبيل الظهور
ثم حكاية موثقة عن المرجع التقي آية الله المبرزا جواد التبريزي ننقلها تحت عنوان:علامة رضا الله
تابعونا مشكورين في فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)
ونبدأ بالفقرة التالية وعنوانها هو:
خاتمة التمحيص
روى الشيخ الصدوق في كتاب إكمال الدين مسنداً عن المفضل الجعفي عن إمامنا الصادق – عليه السلام – أنه قال ضمن حديث:
"أما والله ليغيبن إمامكم وليمحصن حتى يقال مات أو هلك وبأي واد سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين... ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.
قال المفضل: فبكيت؛ فقال – عليه السلام – لي: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقلت: وكيف لا أبكي وأنت تقول: إثنتي عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أيّ، فكيف أصنع؟
فنظر – عليه السلام – الى شمس داخلة في الصفة فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم.
قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس
وروى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة عن مولانا الصادق – عليه السلام – أنه قال:
"لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلاً يجمع على قول أنهم قد رؤوه فيكذبونهم
مستمعينا الأفاضل، في الحديث الأول من الحديثين الشريفين المتقدمين يشير مولانا الإمام الصادق – صلوات الله عليه – الى إحدى العلامات المهمة لظهور خليفة الله وبقيته المهدي – أرواحنا فداه – ورغم أهميتها قلّ الحديث عنها والإلتفات إليها.
هذه العلامة المهمة هي التي يفصح عنها قول الصادق – عليه السلام -:
"وليمحصن – أي المؤمنين – حتى يقال مات أو هلك، وبأي واد سلك.
ومن التدبر في هذه العبارة النيرة يتضح أولاً: أن هذه العلامة قريبة من موعد ظهور خاتم الأوصياء المحمديين – عجل الله فرجه – لأن الإمام – عليه السلام – يذكرها كآخر مراحل التمحيص الذي يغربل الله به مؤمني عصر الغيبة، كما هو المستفاد من تعبير (حتى يقال) حيث إستخدم – عليه السلام – أداة (حتى الغائية)
وثانياً: فإن هذه العلامة القريبة من زمن الظهور المهدوي المبارك هي ظهور حركات أو رايات تقول بوفاة الإمام المهدي – أرواحنا فداه – وهذا يعني أن هذا الإدعاء يظهر في أوساط من يدعون الإيمان بوجود الإمام المهدي وغيبته – عجل الله فرجه – ثم تقول: إنه مات، وليس في أوساط المنكرين لأصل ولادته وغيبته – سلام الله عليه -.
وأصحاب هذا القول يغلفونه بإدعاءات قوية في تضليلها حتى يشتبه أمرها على كثير من الناس ولذلك فهم من أصحاب رايات مشتبهة حسب وصف الإمام الصادق – عليه السلام -؛ وهذا الوصف يعني إشتباه حقيقتها وإنحرافها على طائفة من الناس كما بيّن ذلك العلامة المجلسي في تعليقه على هذا الحديث بعدما نقله في كتاب بحار الأنوار.
أيها الإخوة والأخوات.. ونجد في الحديث الثاني تصريحاً من الإمام الصادق – عليه السلام – بأن أصحاب هذه الرايات المشتبهة يدعون رؤية المهدي الأمر الذي يشير الى أن أصحاب فتنة القول بموت الإمام المهدي – أرواحنا فداه – في عصر غيبته وقبل ظهوره – عجل الله فرجه – يدعون رؤيته – عليه السلام – على الأقل، وقد يكون هذا افدعاء مشتملاً على نوع من الإرتباط به أو الإنتساب إليه – عليه السلام – إذ أن من الواضح أن إدعاء الرؤية المجردة للإمام المهدي لا يختص بأصحاب هذه الرايات المضللة الإثنتي عشر، فكثيرون هم الذين إدعوا ذل على مر التأريخ، ولذلك فمن المرجح أن يكون هذا الإدعاء مقروناً لدى أصحاب فتنة القول بموته – أرواحنا فداه – بمدعيات تضليلة أخرى كإدعاء الإرتباط أو الإنتساب إليه – عليه السلام – فهذا الإرتباط أو الإنتساب يتخذونه ذريعة للقول بأنه (مات) باعتبار هذا القول يستند الى الإنتساب إليه – أرواحنا فداه – فيدعون أنه قول صادر عمن ينتسب إليه – سلام الله عليه -.
وهذا ما يرجحه قول الإمام الصادق – عليه السلام – في الحديث الثاني: "لا يقوم القائم حتى يقوم إثنا عشر رجلاً يجمع على قول أنهم قدر رؤوه فيكذبونهم
فيكون معنى(فيكذبونهم) هو أن هؤلاء الأدعياء يكذبون المؤمنين الذين يعتقدون أن المهدي الموعود يبقى حياً حتى يأذن الله بخروجه وإنتهاء عصر غيبته فيملأ الأرض به قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
(اللهم إكف بقيتك وحجتك على عبادك بغي الحاسدين وأعذه من شر الكائدين وأدحر عنه إرادة الظالمين وخلصه من أيدي الجبارين اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته خاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير).
كانت هذه - مستمعينا الأطائب – فقرات من أحد الأدعية الجليلة التي أمرنا أهل البيت – عليهم السلام – بالتوجه الى الله عزوجل بها للدعاء بحفظ بقيته خاتم الأوصياء في غيبته حتى يظهر الله به الدين الحق – عجل الله فرجه -.
نتابع أيها الأكارم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) فابقوا معنا مشكورين.
أيها الأكارم، من أختنا الكريمة زهراء الكوثر وصلنا سؤال عن معنى ما ورد في الأحاديث الشريفة من أن كثيراً من الناس يقولون عند ظهور الحجة بن الحسن العسكري – عليه السلام – أنهم رأوه من قبل؟
الإجابة عن السؤال نستمع إليها معاً من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية:
class="TELLER"> باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته. بالنسبة لسؤال اختنا الكريمة زهراء الكوثر سقاها الله وإيانا من حوض الكوثر الذي إختص الله تعالى به نبيه الأكرم صلى الله عليه وآله، بالنسبة لسؤالها الكريم بعض العلماء فسروا القول الذي ذكرته أنه الامام المهدي سلام الله عليه حينما يظهر يقول الكثير من الناس إننا رأينا هذا الشخص، طبعاً مضمون الأحاديث الشريفة. فسروه بأن ماورد في عدة من الأحاديث الشريفة التي تصرح بحضور الامام المهدي سلام الله عليه موسم الحج بالخصوص وكثير من المواسم الاسلامية العامة خاصة التي ترتبط بأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم كالحضور في زيارات الامام الحسين سلام الله عليه، الحضور في المدينة المنورة زيارة قبر جده المصطفى صلى الله عليه وآله والأحاديث تصرح بأن أكثر منزله طيبة ونعم المنزل طيبة كما ورد في الأحاديث الشريفة هذا بالنسبة للسؤال. هناك ايضاً أحاديث شريفة تصرح بأنه "يظهر في فتنة او شبهة فيستبين" يعني قبيل ظهوره سلام الله عليه تكثر حالات لقاءه بالمؤمنين بل بعموم الناس في مناسبات متعددة مع إظهار حالات معينة تجعل مشاهدته تبقى في قلوب الناس، تبقى هذه الحالة نوعاً من التمهيد لظهوره عليه السلام لذلك قال بعض العلماء بأن المقصود بهذه الحالات هو الظهور الأصغر الذي يستمر ستة شهور، تقريباً قبل ظهوره صلوات الله عليه أي مع بدأ ظهور السفياني او حركة السفياني يعني خروج السفياني وسعيه في قتل الامام المهدي سلام الله عليه كما ورد في الأحاديث الشريفة. بالنسبة للشطر الثاني من سؤال الأخت الكريمة زهراء الكوثر عن تسبيح الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه؟ نعم ورد تسبيح خاص بالأمام المهدي أرواحنا له الفداء مروي في كتاب الدعوات لقطب الدين الراوندي رضوان الله عليه والتسبيح على قصره فيه قوة في ترسيخ الحالة التوحيدية والثقة بالله تبارك وتعالى في قلب المهدويين، في قلب شيعة الامام سلام الله عليه. بطبيعة الحال تسبيح مبارك ينبغي للمؤمنين قدر المستطاع أن يلتزموا به خاصة في الأوقات المباركة، نص التسبيح كما ورد في كتاب الدعوات لقطب الدين الراوندي هو "سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله زنة عرشه والحمد لله مثل ذلك" يعني التسبيح يرسخ بأعلى مراتب ترسيخ تنزيه الله تبارك وتعالى. يلاحظ هنا أن حركة السفياني نتاج للحركة الوهابية وأفكار بن تيمية التي تقول بالتجسيم وتعرض صورة لله تبارك وتعالى، صورة فيها الكثير من مظاهر الوثنية. هذه الحالة يعالجها هذا التسبيح بالتنزيه المطلق لله تبارك وتعالى بهذه المراتب العالية، مداد كلماته، زنة العرش، رضا نفسه يعني يرقى بإيمان المؤمن وتوحيده الى اعلى مراتب التوحيد التنزيهي الخالص وكذلك الحال بالنسبة لحمده تبارك وتعالى. جعلنا الله وإياكم من الحامدين لله والمنزهين لله والمسبحين له ومن انصار بقيته وخليفته مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وندعوكم أيها الأحبة الى الإستماع لحكاية لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نقدمها لكم تحت عنوان:

علامة رضا الله


أعزاءنا المستمعين، ننقل لكم الحكاية التالية من الموقع الإلكتروني الرسمي الذي أنشأ باسم المرجع الديني التقي آية الله الميرزا جواد التبريزي المتوفى سنة (۱٤۲۸ ه) وقد قدم – رضوان الله عليه – خدمات جليلة في تربية طلبة الحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة وألف كتباً عديدة في بيان معارف مدرسة الثقلين والدفاع عنها والدعوة الى الإهتمام بالشعائر الحسينية.
والحكاية تحمل لفتة جميلة بشأن رعاية الإمام المهدي – أرواحنا فداه – وإكرامه للعلماء المخلصين؛ وقد نقلها آية الله المعجزاتي من تلامذة الميرزا التبريزي – رضوان الله عليه – قال حفظه الله:
(كنت أنوي السفر الى خارج قم في الأيام التي كان أستاذنا الميرزا التبريزي راقداً فيها في المستشفى بطهران، ولكنني رأيت في عالم الرؤيا أن الإمام الحجة المهدي – عجل الله فرجه الشريف – يصلي على جنازة الميرزا – رضوان الله عليه – فعلمت أنه سيتوفى عن قريب، فأجلت سفري، وبالفعل بعد يومين من منامي توفى الأستاذ التبريزي قدس سره الشريف).
أيها الإخوة والأخوات؛ ولعل من مباعث هذا الإكرام المهدوي للمرجع التبريزي هو ما عرف به رضوان الله عليه من شدة حرصه على اجتناب ما لا يرضي إمام زمانه، فمثلاً قال في وصيته لتلامذته قبل رحيله:
أيها الأعزاء؛ إن دفة هداية الناس بأيديكم فلا تقوموا بعمل يؤلم قلب مولانا صاحب الزمان – عجل الله فرجه – فهو ناظر على أعمالنا بإذن الله تعالى، وإنني أرجو من وجوده المبارك أن يعفو عني إن كان قد صدر مني أي تقصير.
وسأله بعض تلامذته عما يجب فعله لكي تكون أعمالنا موضع رضا إمام العصر أرواحنا فداه، فقال – قدس سره – ما ملخصه:
(على الطالب لرضا إمام العصر – عليه السلام – السعي الى ان تكون جميع أعماله لله أي أن لا يقدم على عمل إلا بهدف إبتغاء مرضاة الله تعالى فلا يشرك في نيته أي دافع آخر، ويتحقق ذلك بأن يلتزم عرى صدق الولاء لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – فيعبر عملياً عن فرض مودته لهم مدافعاً عن مظلوميتهم ونهجهم والدين، ويكون دقيقاً في العمل الشمولي بأحكام الحلال والحرام معرضاً عن اللهو وتضييع العمر مجتهداً في التهجد والسعي للأمور الروحانية لا يغفل عن التوسل بأهل بيت النبوة – عليهم السلام -)

يا حجة الله الذي في أرضه

أدرك قلوباً صبرها يتصدع

الظلم قد ملأ الفضاء بجوره

طراً وصوت ندائنا لا يسمع

يا ذخر فاطمة البتول متى اللقا

لتتم فرحتها بشمس تسطع

فيسود عدل الله في كل الربى

بالخير والبركات طراً يشفع


ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لنا في محطات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
دمتم في أمان الله ورعايته آمنين والحمد لله رب العالمين..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة