البث المباشر

يأس وأمل/مواسم حضور المهدي عليه السلام/حكاية عنوانها (جنود ربك)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:01 بتوقيت طهران

(الحلقة : 416)

موضوع البرنامج:
يأس وأمل
مواسم حضور المهدي عليه السلام

حكاية عنوانها (جنود ربك)

حلم بين مهدنا واللحد

أن نرى طلعة الإمام المهدي

حلم نعقد الجفون عليه

حين نغفو شوقاً أباً عن جد

نرتجيه أن لا يطول طويلاً

عجل الله يوم ذاك الوعد


بسم الله والحمد لله العدل الحكيم... وأزكى الصلاة والتسليم على أعلام الصراط المستقيم المصطفى البشير النذير وآله أهل آية التطهير.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته..
معكم أيه الأطائب في حلقة جديدة من هذا البرنامج وقد اخترنا لمطلعها وما بين فقراتها أبياتاً من قصيدة مهدوية للأديب المعاصر الأستاذ عبدالهادي الحكيم أما فقرات اللقاء فالأولى عن أهم علامات ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه
وعنوانها هو: يأس وأمل
تليها إجابة عن سؤال المستمع الكريم خليل العامري بشأن:مواسم حضورة المهدي عليه السلام
والفقرة الأخيرة حكاية مهدوية بقلم الحر العاملي قدس سره عنوانها:جنود ربك
تابعونا مشكورين في هذه المحطات وأولاها تحمل عنوان:
يأس وأمل
روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة مسنداً عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "أبشروا بالمهدي، أبشروا بالمهدي، أبشروا بالمهدي، يخرج حين اخترف من الناس وزلزال شديد، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يملأ الله قلوب عباده عبادة ويسعهم عدله.
وروى الشيخ النعماني في كتابه في الغيبة مسنداً عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: "لا يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس، إلا وقد ولوا من الناس حتى لا يقول قائل: إنا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل
وروى الشيخ النعماني أيضاً في كتاب الغيبة مسنداً عن الإمام الباقر – عليه السلام – أنه قال ضمن حديث عن ظهور المهدي – عجل الله فرجه -:
"وخروجه – عليه السلام – إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره.
هذه الأحاديث الشريفة – مستمعينا الأفاضل – تشتمل على بيان إحدى أهم العلامات الحتمية التيس يلزم تحققها مقدمة لظهور المنقذ الموعود بقية الله المهدي – أرواحنا فداه – فما هي هذه العلامة؟
ننطلق للإجابة عن هذا السؤال من الحديث الثالث، ففيه يصرح مولانا الباقر – عليه السلام – بأن خروج المهدي يكون (عند اليأس والقنوط) فما هذا اليأس والقنوط؟
الإجابة نجدها في صدر هذا الحديث نفسه فقد جاءت عبارة الباقر – عليه السلام – بعد ذكر علامات عدة كالإختلاف الشديد بين الناس اشتداد الفتن ونظائر ذلك؛ أي ما ذكره جده المصطفى – صلى الله عليه وآله – في الحديث الأول من الأحاديث المتقدمة حيث قال: "يخرج حين اختلاف من الناس وزلزال شديد.
من هنا نفهم مستعينا الأفاضل أن اليأس والقنوط يكونان بالدرجة الأساس من إمكانية الإصلاح والنجاة من الأزمات التي تعصف بالبشرية كزلزال شديد.
ولذلك فقد افتحح سيد الفصحاء المصطفى البشير – صلى الله عليه وآله – حديثه بتكرار عبارة (أبشروا بالمهدي) ثلاث مرات قبل ذكره علامة الإختلاف الشديد الذي يؤدي الى اليأس والقنوط.
ولكن ما هي العلامة التي تنتج علامتي الإختلاف الشديد والمزلزل وبالتالي اليأس والقنوط من إمكانية الإصلاح؟
الإجابة عن هذا السؤال نجدها في حديث مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – المتقدم، وتفصيلها يأتيكم أيها الأحبة بعد قليل، فابقوا معنا مشكورين..
أيها الإخوة والأخوات، يبدأ الإمام الصادق – عليه السلام – حديثه بعبارة (لا يكون هذا الأمر) أي ظهور المهدي وإقامته – عجل الله فرجه – لدولة أهل البيت العالمية، وتعبير (لا يكون) يفيد أن العلامة التي يذكرها هي علامة حتمية لا مناص من تحققها لكي يتحقق الظهور؛ وهذه العلامة هي اتضاح عجز جميع المدارس السياسية والفكرية – باستثناء الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بمدرسة الثقلين القرآن والعترة الطاهرة – عجزها جميعاً عن إنقاذ البشرية من أزماتها وتحقيق السعادة التي تنشهدها فطرياً.
وتحقق ذلك يستلزم أن يمنحها الله فرصة الإختبار العملي لمصداقية شعاراتها ووعودها بتحقيق السعادة والعدالة للبشرية وإحقاق الحق الشمولي، فيعطي جميع تلك المدارس بمختلف إتجهاتها، فرصة الحكم وبسط اليد لكي يتضح للبشرية عجزها عن تحقيق السعادة والعدل والحكم بالحق، فتحقق علامة اليأس والقنوط منها.
وعندها تتوجه القلوب الى منقذ إلهي محمدي خارج دائرة هذه المدارس بمختلف إتجاهاتها وشعاراتها داخل الكيان الإسلامي وخارجه؛ وهذه هي العلامة الحتمية المحورية لظهور المهدي التي يهدينا إليها قول الإمام الصادق – عليه السلام - :
"لا يكون هذه الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا من الناس [أي حكموهم] حتى لا يقول قائل: إنا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم – عليه السلام – بالحق والعدل.

يا ليالي البعاد سيرى عجالى

وهلمي يا منجزات الوعد

قربي لي وصل الحبيب المفدى

وابعدي الروح عن ليالي الصد

نفذ الصبر يا ليالي الوصال حتى

ضاق بالهم قلبي وجلدي

هي ذا ثانياً تعود الدياجي

بطواغيتها، بذاك الحقد

أين منها من يملأ الأرض قسطاً

بعدما جانبت طريق الرشد


نتبع مستمعينا الأكارم تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تتابعونا مشكورين وهي تأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أيها الأعزاء، من مستمعنا الكريم الأخ خليل العامري وصلتنا رسالة يسأل فيها هل أن الحجة المهدي – أرواحنا فداه – يحضر موسم الحج في كل عام؟
ويسأل ثانياً: ما هي أهم المناسبات المهمة الأخرى التي يحضرها – عليه السلام – إجابة الأحاديث ىالشريفة نستمع لها معاً من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية:

class="TELLER"> باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام على اخوتنا الأطائب. طابت أوقاتكم أيها الأحبة بكل خير وبركة. سلام عليكم وعلى الأخ الكريم خليل العامري. بالنسبة لسؤاله الكريم. نعم الأحاديث الشريفة تصرح بأن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وطوال غيبته الصغرى او الكبرى بإعتبار أن تعبير الأحاديث عام "يحضر الموسم" أي موسم الحج وهذا الحضور يقتضي أن يشمل مواسم متعددة، الف ولام للعهد يعني لموسم الحج ولكن لايستفاد من هذا الحديث الشريف أنه يحضر كل موسم، نعم الأصل حضوره كل موسم حج يعني مواسم الحج ولكن هذا الاستغراق يمكن أن تحدث إستثناءات معينة فلايحضر سلام الله عليه، لعل من العلامات التي تبين عدم حضوره نزول بعض أشكال البلاءات والإبتلاءات في مواسم الحج. موسم الحج الذي لايحضره الامام يكون إحتمال وقوع بلاءات فيه أمر وارد لذلك ذكر بعض العلماء أن من علامات عدم حضور الامام المهدي صاحب الزمان سلام الله عليه بعض مواسم الحج نزول بلاءات فيها او حدوث أمور مؤلمة فيها أي حضوره سلام الله عليه بلاشك منشأ لبركة في موسم الحج وعكسه ايضاً صحيح. أما بالنسبة للشطر الثاني من سؤال الأخ خليل العامري ماهي اهم المناسبات المهمة الأخرى التي يحضرها عليه السلام؟ ليس لدينا في الأحاديث الشريفة إشارات او بيانات واضحة وصريحة الى مناسبات معينة يحضرها الامام المهدي سلام الله عليه ولكن يحضر الأسواق، يحضر المحافل هذه العبارات "محافلكم يطأ وسطكم" تعبير الامام الصادق صلوات الله عليه تفيد أنه سلام الله عليه يحضر في المناسبات المهمة بالنسبة للمؤمنين. الروايات الموثقة لرؤيته عليه السلام إلتقاء العلماء وإلتقاء الأخيار الصلحاء المستغيثين به صلوات الله عليه تشير الى حضوره في مناسبات لها خصوصية معينة مثلاً زيارات الامام الحسين سلام الله عليه، وردت الكثير من الشواهد الدالة على حضوره هذه المناسبات خاصة الزيارات المخصوصة للإمام الحسين، هناك عدة روايات، حكاية آية الله السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه وهو أجلة العلماء والعرفاء ليلة الجمعة في حرم سيد الشهداء. وروايات متعددة خاصة على زيارة الامام الحسين سلام الله عليه كذلك في زيارة أمير المؤمنين سلام الله عليه وردت عدة شواهد من حكايات موثقة تشير الى حضوره، زيارة أمير المؤمنين وكذلك زيارة الامام الرضا وردت دلالات او شواهد متعددة. حضوره في بعض الأماكن المقدسة التي يوجد له فيها مقامات مثل مسجد السهلة، حضوره في مسجد الكوفة ايضاً مؤكد في الكثير من الشواهد الموثقة والروايات الموثقة. هنالك قاعدة عامة فيما يرتبط، يعني حضوره سلام الله عليه تابع للمصالح يعني إما لقضاء حوائج يعني المناسبات العامة ايضاً فيها مجال لقضاء حوائج المؤمنين وغيرها. اضافة الى قضية الزيارات والتأكيد عليها فيها ثمرة مهمة أنه يعلمنا الامام سلام الله عليه عندما نذهب الى الزيارات نتوجه اليه ايضاً سلام الله عليه بإعتباره الوريث الحقيقي للإمام الحسين الذي نزوره او امير المؤمنين الذي نزوره او سيد الأئمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عندما نزوره فهو معنا ويحضر ويشهد المواسم وهو في الحقيقة في غيبته ممهد لظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف. شكراً للأخ خليل العامري وشكراً لكم أيها الأحبة.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات كما نشكر أخانا الكريم خليل العامري على تواصله مع برنامجه (شمس خلف السحاب).
أيها الأفاضل في الفقرة التالية ننقل لكم حكاية أوردها المحدث الجليل الشيخ الحر العاملي في كتابه الموسوعي إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات وذلك في الفصل الخاص بما عاصره من كرامات الإمام المهدي – عليه السلام – وبعد ذكر روايات عديدة في هذا الباب نقل حكايات جرت له مباشرة نقلنا بعضها في حلقات سابقة لسمو منزلة هذا العالم وإجماع العلماء على الثناء عليه وكذلك للطافة الدروس التي تشمل عليها في ترسيخ معرفتنا بإمام زماننا – أرواحنا فداه – وثالثاً لإشتمال الرؤى التي إشتملت عليها حكاية هلى علامات الرؤيا الصادقة الواردة في الأحاديث الشريفة، ننقل لكم أيها الأحبة حكاية هذا اللقاء تحت عنوان:

جنود ربك


قال الحر العاملي – رضوان الله عليه – في الجزء الخامس من موسوعة (إثبات الهداة) وهو يذكر ما عاصره من الكرامات المهدوية:
(ومنها أني رأيت في المنام أني بمشهد الرضا – عليه السلام – وأن المهدي عليه السلام قد دخل المشهد، فسألت عن منزله ودخلت عليه، وكان قد نزل المشهد المقدس في بستان فيه عمارة، فدخلت عليه وهو جالس في مكان في وسطه حوض وكان في المجلس نحو عشرين رجلاً، فتحدثنا ساعة وحضر الغذاء وكان قليلاً لكنه كان لذيذاً جداً، وأكلنا وشبعنا والغذاء على حاله لم يتبين فيه نقصان، فلما فرغنا من الأكل تأملت فإذا أصحاب المهدي – عليه السلام – لا يكادون يزيدون على أربعين رجلاً، فقلت في نفسي: هذا سيدي قد خرج ومعه عسكر قليل جداً فليت شعري، [هل] تطيعه ملوك الأرض أم يحاربهم؟ فكيف يغلبهم بغير عسكر؟ [وحينئذ وأنا أحدث نفسي] إلتفت عليه السلام إلي وتبسم قبل أن أتكلم وقال:
لا تُخِفْ شيعتي لقلة أنصاري، فإن معي من الجنود رجالاً لو أمرتهم لأحضروا جميع أعدائي من الملوك وغيرهم... ثم قال: وما يعلم جنود ربك إلا هو.
ويتابع هذا العالم الجليل نقل تفاصيل رؤياه الصادقة والتي حملت دروساً تربوية عدة من أبرزها أن أنصار المهدي الصادقين هم الساعين في تقوية الإرتباط بالله حتى يكون أولياء له عزوجل، قال رضوان الله عليه:
(ففرحت بذلك وتحدثنا ساعة، ثم قام – عليه السلام – ودخل بيتاً لينام، فتفرق الناس وخرجوا من البستان وخرجت وكنت أمشي والتفت وأقول في نفسي: ليته – عليه السلام – أمرني بخدمة [أخدمه بها]، وليته أمر لي بخلعة ونفقة للتشرف والتبرك بها.
فلما قاربت باب البستان لم تطب نفسي بالخروج فجلست، فإذا بغلام قد جاءني بخلعة بيضاء... وبنفقة وقال لي:
يقول لك مولاك: هذا ما أردته وسنأمرك بخدمة فلا تخرج...)

أين منها بقية الله في الأرض

المرجّى، أين الإمام المهدي

أو أحيا حتى أرى يوم فــــ

ــــتح الأرض يسري من الحجاز ونجد

وأرى الطلعة البهية يا رب

فداها مالي وأهلي وولدي

عجل الله فجر اليتامى

وهوى خافقي وأيام سعدي


وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعاية سالمين.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة