البث المباشر

الظهور والإستعجال ودعاء المضطرين/الغيبة والإمتحان الإلهي/حكاية عنوانها (قم بإذن الله)

السبت 20 إبريل 2019 - 15:37 بتوقيت طهران

(الحلقة : 406)

موضوع البرنامج:
الظهور والإستعجال ودعاء المضطرين
الغيبة والإمتحان الإلهي
حكاية عنوانها (قم بإذن الله)

يا حجة الله التي لا تنقضي

إن الأمان مضيع ومشرد

قلبت موازين الأمور حضارة

تلتذ في سحق الشعوب وتسعد

فازهر فليس سوى جبينك زاهر

فبك العدالة والصلاح يشيد

علم الهدى يعلو بكفك بارقاً

والظلم يخزى والظلام يبدد


بسم الله والحمد لله مجيب دعوة المضطرين والصلاة والسلام على سفن نجاته للعالمين حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة...
أطيب التحيات نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج
نعرفكم بعناوين فقراته فالأولى هي التي نتعرف فيها الى ما هدتنا إليه أحاديث أهل بيت الرحمة – عليهم السلام – بشأن تكاليف عصر الغيبة، عنوانها في هذا اللقاء هو:الظهور والإستعجال ودعاء المضطرين
تليها إجابة عن سؤال الأخت بدور أمين عن:الغيبة والإمتحان الإلهي
ثم حكاية موثقة أخرى عنوانها:قم بإذن الله
أما الأبيات التي اخترناها لهذا اللقاء فهي مقتطفات من قصيدة مهدوية غراء للأديب الولائي الأخ علي المهنا حفظه الله..
تابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:الظهور والإستعجال ودعاء المضطرين
روي في كتاب الخصال ضمن وصايا الإمام علي للمؤمنين قوله – صلوات الله عليه - :"مزاولة قلع الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل، إستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، الآخذ بأمرنا معنا غداً في حظيرة القدس، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
يشتمل هذا الحديث الشريف – أيها الإخوة والأخوات – على عدة من أهم وصايا أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – للمؤمنين في عصر غيبة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – بعضها تشتد أهميتها مع ظهور علامات أو وقوع حوادث تنتعش فيها الآمال بقرب ظهوره – عجل الله فرجه - .
وبعضها الآخر تشتد أهميتها في حالات إشتداد العوامل المضادة التي تضعف تلك الآمال بقرب ظهوره – عجل الله فرجه - .
لقد ذكر فقهاء مدرسة الثقلين واستناداً لمفاد النصوص الشريفة أن على المؤمن أن يتوقع ظهور خاتم الأوصياء المحمديين في كل حين لأن أمر ظهوره – عجل الله فرجه – مرتبط بإذن الله بالدرجة الأولى ورغم أن لظهوره شروطاً وظروفاً ينبغي تحققها تمهيداً له، إلا أن الله تبارك وتعالى هو القادر على ما يريد ويمكن أن يهيأ تلك الظروف مثلاً إستجابة لدعاء المظلومين من عباده المؤمنين إذا دعوه باضطرار فيصلح أمر الظهور في ليلة واحدة كما ورد في الأحاديث الشريفة.
ولكن في المقابل لا ينبغي للمؤمنين بحال من الأحوال أن يقعوا في استعجال هذا الظهور المقدس بحالة الجازع من الصعوبات التي تواجهه لأن حالة الجزع تسلب الإنسان الحالة الطبيعية من النشاط اللازم لنصرة الإمام المنتظر والإلتحاق به – عليه السلام – ومؤازرته في جهاد إقامة الدولة الإلهية العادلة وتطهير الأرض من كل ظلم وشرك؛ وإذا عجز عن ذلك واقع في الندم وخسر شرف مؤازرة الإمام ونصرته – عجل الله فرجه - .
مستمعينا الأفاضل، كما ينبهنا مولانا الإمام علي أمير المؤمنين – صلوات الله عليه – في الحديث المتقدم الى أن الإستعجال بحالة الجازع يؤدي الى الندم أيضاً من جهة أخرى، وهو أن يكون شبيهاً بمن يستعجل تناول الفاكهة فيقتطفها ويأكلها قبل نضوجها، فتصيبه مرارتها فيستشعر وجدانياً بالندم لأنه ضيع الثمرة بالكامل فلم يتذوق طيبها ولم ينتفع بها وأصابته مراراتها، وهذا ما يحذر منه فيما يرتبط بالقضية المهدوية مولانا أمير المؤمنين – صلوات الله عليه – حيث يقول: (لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا) ويشير الى عدم فائدة هذا الإستعجال بتشبيهه يحال من يزاول قلع الجبال فيتعب نفسه دون أن يحصل على النتيجة المطلوبة.
وفي المقابل يبين مولانا أمير المؤمنين علي المرتضى – صلوات الله عليه – التكليف الذي ينجي الإنسان من الإستعجال المذموم، وهذا التكليف هو أن يستعينوا بالله عزوجل ويدعوه باضطرار وصدق المضطرين لكي يعجل فرج وظهور بقيته المنتظر – عجل الله فرجه – ويهيأ بقدرته تبارك وتعالى مقدمات ذلك فيصلح أمره في ليلة.
هذا أولاً وثانياً أن يتحلوا بالصبر ثقة وطمأنينة بأن الله تبارك وتعالى صادق الوعد وقد وعد عباده بنصرته، كما يشير لذلك المرتضى أمير المؤمنين – صلوات الله عليه - : "إستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين".

يا ابن النبي المصطفى وابن الأولى

هذي القلوب بذكرهم تتوقد

لك من أمير المؤمنين مفاخر

ومآثر من فاطم تتولد

تسمو بذكراك النفوس وتهتدي

وتعود نحو مليكها تتعبد

حمداً لنعمة ربها مذ أسبغت

والعبد يشكر للإله ويحمد


لا زلنا معكم مستمعينا الأفاضل نقدم لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
أيها الأحبة، من أختنا الكريمة بدور أمين وصلت للبرنامج رسالة إشتملت على سؤال هو – باختصار - :
هل أن علة غيبة صاحب الزمان – أرواحنا فداه – هي أن الله جعلها وسيلة لإمتحان إخلاص العباد له وغربلة المؤمنين كما قرأت في بعض الأحاديث الشريفة؟
ما الذي تقوله الأحاديث الشريفة في الإجابة عن سؤال الأخت بدور حفظها الله؟
هذا ما يجيبنا عنه أخونا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية، نستمع معاً:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وسلام على أختنا الكريمة بدور أمين.
نعم اخت بدور العلة التي ذكرتيها هي وردت في عدة من الأحاديث الشريفة. هناك في كتاب الكافي حديث طويل عن امير المؤمنين سلام الله عليه، الحديث عن الصادق سلام الله عليه جاء فيه أنه لما بويع لأمير المؤمنين عليه السلام، خطبة طويلة ذكر فيها الحوادث التي ستقع بعد استشهاده وذكر ما سيجري وأشار الى "لتغربلن" هذا التعبير ورد في هذه الخطبة وايضاً اشارة اخرى وردت في حديث آخر عن الامام الكاظم سلام الله عليه تطبيق للآية "أحسب الناس أن يتركوا يقولوا آمنا وهم لايفتنون" سورة العنكبوت يطبق الامام الكاظم سلام الله عليه هذه الآية على عصر الفتنة "يخلصون كما يخلص الذهب" هذا التعبير يعني تقوية الايمان. يعني علة الغيبة أن تقوي الايمان، الغبرلة تعبير عام اما تعبير الامام الكاظم سلام الله عليه يبين المقصود وعلة الغيبة، تقوية الايمان وإيجاد العدد الكافي من المؤمنين القادرين على نصرة الامام المهدي سلام الله عليه. هؤلاء يمرون بفترات وتجارب يختزنونها تاريخياً وتنقل من جيل الى جيل ويعيش الجيل اضافات اخرى هذه التجارب الى أن تتكامل الشخصية الايمانية، تعرف الحق من الهدى، تمر انواع من الفتن المضلة فيسهل عليهم تمييز الفتن المضلة والنجاة منها وغير ذلك. هذا الأمر الذي يخلص كما يخلص الذهب يعني ظهور العدد الكافي، هذا الأمر يشير اليه من الأنصار، يشير اليه الامام الصادق عليه السلام في هذا الحديث المروي في غيبة النعماني. دخل عليه بعض أصحابه فقال جعلت فداك إني والله احبك وأحب من يحبك، ياسيدي ما أكثر شيعتكم! في عهد الامام الصادق. فقال له الامام اذكرهم! قال كثير. قال تحصيهم؟ قال أكثر من ذلك. اذن العدد كبير. فقال الامام ابو عبد الله الصادق عليه السلام "أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمئة وبضعة عشر" عدد أهل بدر كان الذي تريدون. يعني استجبت لدعوتكم وقمت بإعلان الحركة الاصلاحية الكبرى ولكن شيعتنا، ويذكر لها صفات متعددة تشير الى أنهم لايستطيعون القيام بهذا الدور يعني لن يتوفر العدد الكافي. هذا التوفر للعدد الكافي من الأنصار هو احد العلل الأساسية للغيبة. أخت بدور هناك في الأحاديث الشريفة اشارات الى علل اخرى مرتبطة ليس بالمؤمنين وغربلة المؤمنين بل عموم البشرية، البشرية جمعاء تجرب مختلف أشكال الدول القومية، الدول الرأسمالية، الدول الشيوعية وأشكال المدارس المختلفة والتيارات المختلفة تجربها ولاتحصل منها على أي خير. هنا تتأهل للإستجابة الى دولة الهية تقوم على منهج غير المناهج التي ألفتها وحتى تجربة داعش الحالية وما تقوم به من تشويه للاسلام هي في الحقيقة تؤدي الى إسقاط التيار المقابل لتيار أهل البيت في أعين الناس يعني يقوم التيار الأموي الذي تعبر عنه داعش بممارسات تشوه الدين الى درجة لاتؤدي الى إسقاط الدين الحق وإنما إسقاط الترجمة الأموية للإسلام او التحريف الأموي للاسلام، هذا هو ايضاً من علل الغيبة وهنالك علل اخرى متعددة وما أشرت اليه هو أحدها. شكراً للخت بدور امين وشكراً لكم أيها الأحبة.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات..
ونشكركم أيها الأكارم على كرم متابعتكم لما تقدم من فقرات لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)..
ونشكركم أيضاً على متابعتكم لفقرته الختامية وهي رواية موثقة أخرى من روايات الفائزين بالألطاف الإلهية الخاصة ببركة التوسل إليه عزوجل ببقيته المهدي – أرواحنا فداه - ..
تابعونا ونحن ننقلها لكم تحت عنوان:

قم بإذن الله


ننقل لكم – أيها الأطائب – الحكاية التالية من كتاب (تاريخ مقام الإمام المهدي – عليه السلام – في مدينة الحلة) للأستاذ أحمد علي مجيد الحلي، وقد أوردها مترجماً رجال سندها وهي منقولة في كتاب (السلطان المفرج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان – عليه السلام ) ومؤلفه من أجلاء علماء مدرسة الثقلين في القرن الهجري الثامن وهو الشيخ الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد النيلي الحلي – رضوان الله عليه – وقد نقلها مباشرة عن المولى الفاضل والعالم التقي والفقيه المحقق، كمال الدين عبد الرحمان العتائقي، وقد كتبها له بخطه، وهذا الفقيه المحقق قد سمعها من صاحبها مباشرة وهو أيضاً من أعلام العلماء الأتقياء في الحلة في ذلك العصر.
ولذلك فالحكاية تحظى بمرتبة عالية من الوثاقة، وفيها درس بليغ يهدينا الى بركات التقرب الى الله بالتعبد اليه وطلب الحاجات منه عزوجل في المقامات المشيدة كمقامات حضر فيها مولانا إمام العصر – أرواحنا فداه – والموجودة في عدة من البلدان... تابعونا على بركة الله..
كتب الفقيه المحقق الشيخ عبد الرحمن العتائقي الحلي – رضوان الله عليه – يقول:
(إني كنت أسمع في الحلة السيفية حماها الله تعالى أن المولى الكبير المعظم جمال الدين ابن الشيخ الأجل الأوحد الفقيه القارئ نجم الدين جعفر ابن الزهدري، كان به فالج – أي مرض الشلل فعالجته جدته لأبيه – بعد موت أبيه بكل علاج للفالج فلم يبرأ، فقيل لها:
ألا تبيتينه تحت القبة الشريفة بالحة المعروفة بمقام صاحب الزمان – عليه السلام – لعل الله تعالى يعافيه ويبرأه... ففعلت الجدة، وبيتته تحت القبة الشريفة، وأن صاحب الزمان – عليه السلام – وأزال عنه الفالج).
أيها الإخوة والأخوات، في تتمة ما كتبه هذا المولى العارف عن هذه الحكاية يعلمنا – رضوان الله عليه – درساً بليغاً آخر في التحقق بشأن ما نسمعه من الكرامات المهدوية ترسيخاً لروح التثبيت بجميع مصاديقها، وهي حصانة من الإنخداع بشعارات الأئمة المضلين، قال – رحمه الله - :
(ثم بعد ذلك حصل بيني وبين المولى المعظم صحبة، حتى كنا لم نكد نفترق، وكان له (دار المعشرة) – يعني ما يشبه المضيف – يجتمع فيها وجوه أهل الحلة وشبابهم وأولاد الأماثل منهم فأستحكيته عن هذه الحكاية فقال لي:
إني كنت مفلوجاً وعجز الأطباء عن علاجي.. وحكى لي ما كنت أسمعه مستفيضاً وقال: قال لي الحجة صاحب الزمان – عليه السلام - : قم، فقلت: يا سيدي لا أقدر على القيام منذ سنة، فقال: قم بإذن الله تعالى.. وأعانني على القيام فقمت وزال عني الفالج...)

هذي القلوب الى رؤاك تعطشت

حباً ويعذب في لقاك المورد

هذي القلوب جريحة من شوقها

ولقاك يشفي جرحها ويضمد

خذها بإخلاص الولاية بيعة

في كل يوم بالوفا تتجدد


وبهذا نصل الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة