في عام 1991، أعلنت الولايات المتحدة عن خطة أطلقت عليها اسم "النظام العالمي الجديد" وقد كان من المفترض أن تغير خريطة الشرق الأوسط أو غرب آسيا، حتى أنها كانت تهدف إلى تجزئة بعض المحافظات الحدودية الإيرانية.
في الوقت نفسه، كانت إسرائيل تسعى أيضاً إلى تنفيذ مشروع "من النيل إلى الفرات"، الذي من شأنه وفي حال نجاحه، توسيع حدودها المحتلة إلى سوريا ولبنان والأردن والعراق؛ أي بالقرب منا بالضبط! .
لكن المخطط الأميركي والإسرائيلي كلاهما واجها عراقيل بسبب إيران، الأمر الذي أدى بهما إلى أن يزيلا هذه العقبة أي إيران عن الطريق ليتمكنا من تحقيق أهدافهما. وفي هذا السياق جاء شن الحرب المفروضة على إيران وتقديم الدعم المالي والعسكري لنظام صدام.
لقد وصف القائد الإسرائيلي موشيه ديان إيران بزلزال في المنطقة زلزال تصل هزاته إلى إسرائيل.
لكن إيران، بعد انتصارها في حرب الثماني سنوات، نقلت وبكل ذكاء حدودها الحربية إلى جوار إسرائيل وأزالت التهديد عن حدودها.
بعد هزيمة إسرائيل في حرب الـ 33 يوماً مع لبنان، وصف الإسرائيليون المنطقة بهيكل عظمي تشكل فيه إيران الجسم الرئيسي فيها ووصفوا سوريا بذراعها، ولبنان كالمخلب الذي يخنق إسرائيل.
وزير الكيان الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون صرح بأننا قد أخطأنا عندما هاجمنا مخلب هذا الجسد، وهو لبنان. كان علينا أن نضرب الذراع لقطع إمدادات الدم عن القبضة.
وبعد بتر الذراع وتعطيل المخلب، كانت الفرصة مؤاتية لمهاجمة الجسم الرئيسي، أي إيران. ولهذا السبب أنشأوا جماعات إرهابية مثل داعش لإضعاف سوريا ومن ثم ملاحقة إيران.
بطبيعة الحال، هم أنفسهم اعترفوا بذلك. على سبيل المثال، قالت هيلاري كلينتون في كتابها إن أمريكا تريد تقسيم دول الخليج الفارسي بدعم من داعش.
من جانبها قالت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي: إن هدفنا من مهاجمة سوريا هو القتال ضد إيران.
لكن إيران تمكنت ومن خلال دعمها لسوريا ولبنان والعراق، من إبعاد التهديدات عن حدودها، بالإضافة إلى هزيمة المخططات الرئيسية لإسرائيل وأمريكا.