البث المباشر

أركان الأنصار الصادقين/زيارة الناحية المقدسة وأهميتها/شكراً لأمي وأبي

الإثنين 15 إبريل 2019 - 14:54 بتوقيت طهران

(الحلقة : 383)

موضوع البرنامج:
أركان الأنصار الصادقين
زيارة الناحية المقدسة وأهميتها
شكراً لأمي وأبي

يا صاحب الأمر ويا أمل الهدى

عاث الوغى في معظم الأرجاء

طالت سنين الإنتظار ولم نزل

نرقب طلوع الطلعة الغراء

فأشرق لك النفس الفدا مستنقذاً

دين النبي وآله النجباء


بسم الله وله الحمد غياث المستغيثين وأرحم الراحمين تبارك وتعالى رب العالمين.
وأزكى الصلاة وأتم التسليم على أبواب غوثه ورحمته وهداه للعالمين حبيبه سيدنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات..
معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نعرفكم بمحطاتها الرئيسة وهي:
فقرة تربوية عنوانها: أركان الأنصار الصادقين
تليها إجابة سؤال المستمع الكريم ياسين بشأن زيارة الناحية المقدسة وأهميتها
ثم حكاية موثقة للفائزين بالغوث الإلهي عنوانها: شكراً لأمي وأبي
وننثر بين فقرات البرنامج أبيات من قصائد مهدوية للشاعر الولائي العالم الشيخ أحمد الدر العاملي حفظه الله.. تابعونا على بركة الله في المحطة التالية وعنوانها:

أركان الأنصار الصادقين


قال مولانا الإمام الصادق – صلوات الله عليه – ضمن حديث عن سليله المهدي الموعود – عجل الله فرجه -:
"له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها... كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام – عليه السلام – يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له – عليه السلام – من الأئمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون.
يدعون [الله] بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم يا لثارات الحسين. إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهرا؛ يمشون الى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحق".
أيها افخوة والأخوات؛ هذا النص الشريف هو أجمع الأحاديث الشريفة في بينا صفات الأنصار الصادقين لإمام العصر المهدي الموعود – عجل الله فرجه – وبالتالي حث المؤمنين للإجتهاد في السعي للتحلي بها وذلك كأحد الأساليب العملية لموالاة الإمام المنتظر والمساهمة في تعجيل ظهوره – أرواحنا فداه -.
والسر في ذلك يكمن بأن أحد الشروط الأساسية لتعجيل الظهور المقدس هو توفر العدد الكافي من الأنصار الصادقين الذين يتحلون بهذه الصفات السامية؛ وهذا أمر أكدته الأحاديث الشريفة وصرح به العلماء الأعلام كالشيخ المفيد – رضوان الله عليه – في رسائله المعروفة بعلل الغيبة.
ولذلك فإن مما ينبغي للمؤمنين الراغبين حقاً في تعجيل الظهور المهدوي المبارك أن يهتموا بالتأمل بهذا النص الصادقي الشريف وحفظه ووضعه نصب أعينهم والإستعانة به في سعيهم للتحلي بتلكم الصفات النبيلة.
من هنا سنسعى في عدة من حلقات برنامجكم (شمس خلف السحاب) لتفصيل الحديث عن صفات الأنصار الصادقين للمصلح المهدوي الأكبر والتي يهدينا اليه مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – في هذا النص المبارك. ونبدأ في لقاء اليوم بنظرة إجمالية للأركان الأساسية لهذه الصفات، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، من التأمل في النص الشريف المتقدم يمكننا استكشاف الأركان الأساسية التالية لخصائص وصفات الأنصار الصادقين لخليفة الله المهدي - أرواحنا فداه - :
الركن الأول: تحليهم بالمعرفة الصحيحة واليقينية بالله عزوجل بحيث لا يشوبهم شك في ذات الله وبالتالي في العقائد الحقة المتفرعة عن التوحيد الخالص.
الركن الثاني: قوة ارتباطهم المعنوي والعبادي بالله وهذه ثمرة سلامة معرفتهم به عزوجل، ولذلك فهم رهبان الليل يبيتون قيامهم لربهم بالتهجد والعبادة ويديمون ذكرهم لحبيبهم الله عزوجل، فعبادتهم حبية شكرية وليست نفعية.
الركن الثالث: تحليهم بالطاعة المطلقة والتسليم لخليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – وتبركهم به لكمال معر فتهم بعصمته المطلقة وعظيم منزلته عند الله عزوجل.
الركن الرابع: تحليهم بالكفاءات الجهادية والإدارية التي تؤهلهم لنصرة الإمام ومؤازرته في مهمته الإصلاحية الشمولية فهم شجعان لا تستعصي عليهم أي عقبة مهما كانت فلو حملوا على الجبال لأزالوها، ولذلك فهم (يكفونه ما يريد) حسب تعبير مولانا الصادق – صلوات الله عليه -.
أما الركن الخامس – مستمعينا الأكارم – فهو تحليهم بالروح الحسينية بأزكى مراتبها فهم يدعون بالشهادة ويتمنونها في سبيل الله، وهم يتفاعلون بكل وجودهم مع مظلومية سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين – صلوات الله عليه – لأنهم عارفون بأهداف قيامه المقدس ويعلون أن الأخذ بثاراته تعني ملأ الأرض قسطاً وعدلاً وإزالة كل ظلم وجور وجهالة وضلالة وغير ذلك من العوامل التي أدت الى فاجعة كربلاء، ولذلك فإن شعارهم (يا لثارات الحسين) وبهم ينصر الله إمام الحق المهدي المنتظر ولي دم الحسين والآخذ بثارات الحسين – صلوات الله عليه -.

هو المهدي خاتم آل طاها

وطالب ثأرهم مادام ثار

به الديان ينجز كل وعد

ويكتب للضلال الإندثار

إمام إرثه من آل طاها

مقام دونه الفلك المدار

إمام طالما انتظرته عين

لوحي الله جل الإنتظار


نتابع أيها الإخوة والأخوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب.(
ننتقل الآن الى السؤال الذي ورد البرنامج من الأخ الكريم كاظم ياسين يقول فيه:
ذكرتم في إحدى حلقات البرنامج زيارة الناحية المقدسة فهل هي مروية عن الإمام المهدي – عليه السلام – وما هي أهمية هذه الزيارة؟
نستمع معاً لخلاصة الإجابة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة وسلام على أخينا الكريم كاظم ياسين. أخ كاظم بالنسبة الى سؤالكم عن زيارة الناحية المقدسة وهل هي معتبرة؟ في الواقع زيارة الناحية يراد منها الزيارة التي امر بها مولانا صاحب الزمان أمام العصر أرواحنا فداه المهدي الموعود بزيارة جده الحسين صلوات الله وسلامه عليه بها. هذه الزيارة تشتمل على قسمين، الأول زيارة الامام الحسين سلام الله عليه والزيارة الثانية التي نقلها الكثير من العلماء الأعلام زيارة للشهداء وأنصار الامام الحسين سلام الله عليه. وأعتبرت هذه الزيارة من المصادر المهمة في معرفة عدد وأنصار الامام الحسين سلام الله عليهم وضبط هذه الأسماء. بالنسبة لإعتبار الزيارة بكلا قسميها، هنالك ملاحظة أن الزيارة رويت بحالتين، زيارة الأنصار روتها الكثير من المصادر المعتبرة وكذلك زيارة الامام الحسين سلام الله عليه دون الإلتفات الى أنهما زيارة واحدة في الواقع يعني تعبير الامام المهدي سلام الله عليه الذي كان يوصف بالناحية المقدسة في بداية الرواية "اذا شئت زيارة الحسين فقل او اذا أردت" تعبير مضمون بداية الرواية "ثم توجه الى حومة الشهداء فقل" يستفاد أنهما قسمان من زيارة واحدة. أما إعتبار الزيارة؟ نعم الزيارة معتبرة رواها الشيخ محمد بن المشهدي من أعلام القرن السادس الهجري وهو من العلماء العلام وله الكثير من المصنفات المهمة، ذكره علماء الرجال بكل خير وصرح هو في كتابه في بداية المزار الى إعتبار ما ينقله فيه من الزيارات والزيارات المعتبرة عند علماء الامامية، هذا الأمر يرتبط بإعتبار الزيارة وكما تعلمون ويعلم الأخ كاظم ياسين أن الأمور المرتبطة بالامام المهدي سلام الله عليه والتوقيعات المرتبطة بالامام المهدي سلام الله عليه نتيجة لصعوبات وظروف عصر الغيبة الصغرى وبعد ذلك الغيبة الكبرى كانت تنقل بسرية وكتمان وحتى التعبير بالناحية المقدسة واستخدام مثل هذه التعبيرات صاحب الدار، الناحية المقدسة ونظائر ذلك هي تعبيرات إقتضتها الظروف الأمنية الداعية الى التكتم على امر الامام المهدي سلام الله عليه خاصة في تلك العصور التي شهدت المطاردة الشديدة للإمام وطلب الامام والسعي للقضاء على الامام سلام الله عليه، طبعاً هذه الظروف الأمنية لازالت مستمرة في نفس الحال ولكن أشكالها وصورها تختلف. على أي حال نعود الى زيارة الناحية. اذن هي زيارة يمكن القول بأنها معتبرة نتيجة لإعتبار المصادر التي روتها سواء القسم المتعلق بالامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه او القسم الثاني الذي فيه ذكر النصار ومواقفهم في ملحمة القيام الحسيني المقدس. هذا بالنسبة للشطر الأول من سؤالكم الكريم أما بالنسبة للشطر الثاني وأهمية هذه الزيارة؟ الزيارة مهمة للغاية وهي تمثل أمراً مهدوياً للمؤمنين للتحلي بصفات أنصاره المخلصين وهذا الأمر يحتاج الى مزيد من التفصيل نوكله إن شاء الله تبارك وتعالى الى حلقة مقبلة من هذا البرنامج. شكراً لكم.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات وننقلكم الآن الى أجواء الحكايات المهدوية الموثقة والدروس التربوية التي تحملها لنا.. إذن تابعونا مشكورين في الفقرة التالية وحكاية عنوانها هو:

شكراً لأمي وأبي


مستمعينا الأطائب، الدرس التربوي المهم الذي تحمله لنا الحكاية التالية هو ضرورة أن يهتم الوالدان بتربية الأولاد منذ الصغر على الإرتباط الوجداني بإمام زمانهم والتوسل به – أرواحنا فداه – الى الله تبارك وتعالى.
ولذلك ثمار وبركات مهمة في تنشئة الأولاد على الإيمان السليم وبالتالي الفوز بالنجاة من ميتة الجاهلية والفلاح المعنوي فضلاً عن النجاة المادية كما نلمح في حكاية هذا اللقاء.
وهذه الحكاية من الحكايات الموثقة في سجل توثيق الكرامات المهدوية في مسجد صاحب الزمان – عليه السلام – في ضاحية جمكران، وقد أوردها العالم المتتبع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد القاضي الزاهدي الكلبايكاني في الجزء الثاني من كتابه (عشاق الإمام المهدي) وقد كتبها في سجل توثيق الكرامات المذكورة سماحة العالم الورع الشيخ رضا المقدسي إمام جماعة المسجد الجامع في منطقة (قلهك) في العاصمة الإيرانية طهران. ننقل لكم ترجمتها بعد قليل فابقوا معنا مشكورين:
جاء في إفادة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ رضا المقدسي المحفوظة في سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان – عليه السلام – في جمكران، ما نص ترجمته:
)حدث في ظهيرة اليوم السادس عشر من شعبان المعظم سنة ۱٤۱٦ للهجرة أن صبياً يبلغ التاسعة من عمره سقط من أعلى بناية في منطقة (ضراب خانه) في طهران فصاح (يا صاحب الزمان).
فهرع الحاضرون في المكان الى محل سقوطه لإغاثته بسرعة وهم على يقين من تعرضه لأذى وجراحات شديدة أو وفاته، لكن التعجب استولى عليهم وهم يرونه يقوم من موضع سقوطه سالماً ويسير على قدميه، احتشدوا حوله مذهولين وسألوه: ما الذي جرى يا فتى؟
أجاب بسكينة تثير مزيداً من العجب؛ فقال:
كنت أتابع بنظراتي من فوق البناية شخصاً استهوتني حالته وهو يسير، فلما غاب عن بصري انحنيت لكي أتابع النظر، ولم ألتفت الى استمراري في الإنحناء إلا وأنا أفقد توازني، فهويت ساقطاً الى الأرض من فوق البناية، اضطربت بشدة من الخوف لكنني وفي تلك اللحظة خطر في ذهني فجأة ما شهدته وسمعته من أبي وأمي وهم يستغيثان في كل شدة بالإمام صاحب الزمان، وهنا وجدت نفسي أستغيث وأصبح مثلهما: يا صاحب الزمان أدركني.
وإثر ذلك مباشرة التفت الى سيد جليل يحتضنني ويضعني على الأرض سالماً في هذا الموضع!(
يبقى أن نشير هنا مستمعينا الأفاضل أن دموع المصلين في المسجد الجامع منطقة (ضرابخانه) في طهران قد تفجرت شوقاً عندما نقلت لهم هذه الحكاية بعد الصلاة في اليوم نفسه.

عيني يؤرقها البعاد ومهجتي

سالت على خدي مع العبرات

إن عسعس الليل اختليت بوحدتي

أرعى النجوم بأعين هملات

وأمثل الموعود طيف مهابة

فتبثه ألم النوى آهاتي

يا حبي المنشود عدني مرة

أن ألتقيك قبيل حين وفاتي

فإذا رأيتك سوف أهوي ساجداً

وأذوق طعم الوصل في ركعاتي


لكم منا مستمعينا الأطائب أطيب الشكر على طيب استماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة