البث المباشر

سبل القيام بواجب الانتظار/حتمية علامة الخسف بالبيداء/حضور في مجلس الحسين

الإثنين 15 إبريل 2019 - 14:14 بتوقيت طهران

(الحلقة : 379)

موضوع البرنامج:
سبل القيام بواجب الانتظار
حتمية علامة الخسف بالبيداء
حضور في مجلس الحسين

قائم الحق قطب أمان

وبأمر الاله يرعى وراها

من ضباه متى تبسم برق

أضحك الدين والعدى أبكاها

فاذا اجتاز في القفار مروراً

تنبت الورد والندى قفراها

ومتى من بنانه فاض سيبٌ

طاولت أغنياءها فقراها

بسم الله والحمدلله غاية آمال العارفين ومجيب دعوة المضطرين والصلاة والسلام على أبواب رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم اخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء اليوم من برنامجكم المهدوي هذا... نعرفكم أولاً بعناوين محطاته الرئيسة؛
الأولى الخاصة باستلهام وصايا أهل البيت –عليهم السلام- لمؤمني عصر الغيبة وعنوانها في لقاء اليوم هو: سبل القيام بواجب الانتظار
ثم إجابة عن سؤال الأخت غفران الحياوي بشأن: حتمية علامة الخسف بالبيداء.
اما عنوان حكاية هذا اللقاء فهو: حضور في مجلس الحسين
وتتخلل هذه الفقرات ابيات مهدوية للأديب الولائي العالم الشيخ عبدالحسين الكربلائي –رضوان الله عليه- تابعونا والفقرة التربوية التالية تحت عنوان:

السبل العملية للقيام بواجب الانتظار

روي في كتاب كمال الدين مسنداً عن العبد الصالح السيد الكريم عبدالعظيم الحسني صاحب المزار المبارك في مدينة (ري) الايرانية، قال:
دخلت على سيدي محمد بن علي –يعني الامام الجواد –عليه السلام-؛ وانا اريد ان اساله عن القائم، اهو المهدي او غيره، فأبتدأني -عليه السلام- [قبل أن أسأله] فقال:
يا أبا القاسم، ان القائم منا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً بالنبوة وخصنا بالامامة، إنه لو لم يبق من الدنيا الا يومٌ واحدٌ لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وان الله تبارك وتعالى يصلح امره في ليلة كما أصلح امر كليمه موسى –عليه السلام- [خرج] ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي.
ثم قال الامام الجواد –عليه السلام-: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.
مستمعينا الافاضل، كما لاحظتم في نص هذا الحديث الشريف فان مولانا الامام محمد الجواد –عليه السلام- يصرح بوجوب انتظار سليله الامام المهدي في غيبته –عجل الله فرجه-، فالامام يقول بكل وضوح (إن القائم منا هو المهدي الذي يجب ينتظر في غيبته(
إذن، فأنتظار ظهور المهدي الموعود هو من تكاليف وواجبات مؤمني عصر الغيبة، بل أفضلها ومن أهمها كما يصرح بذلك مولانا الامام الجواد في ختام حديثه –صلوات الله عليه- حيث يقول: (أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج).
فما معنى انتظار الفرج المهدوي؟ وما هي السبل العملية للقيام به كواجب وبالصورة التي تجعله أفضل أعمال مؤمني عصر الغيبة؟ ثم لماذا صار العمل الأفضل في هذا العصر؟ نبحث معاً عن الاجابة بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين:
أيها الاخوة والاخوات، معنى انتظار الامر هو ترقب وقوعه وحصوله، وعليه فان انتظار ظهور الامام المهدي الموعود –عجل الله فرجه- يعني ترقب خروجه وفي كل حين، اذ ان معنى الترقب يتضمن معنى امكانية حصول الامر في كل وقت.
وحيث أن من الثابت عقائديا في وجدان كل مسلم أن ظهور خاتم الأوصياء المحمديين يكون مقترناً بتحقيق الله وعده لخلقه على يديه، أي أن يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً؛ من هنا نفهم ان انتظار ظهوره المقدس يتضمن أيضاً ترقب بدء حركته الاصلاحية الكبرى التي يقيم بها الدولة الالهية العادلة ويظهر دين الله على الدين كله لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وواضحٌ ان هذا الامر يستلزم ان يكون المؤمنون مستعدون لمؤازرة المصلح المحمدي المنتظر في تحقيق الهدف المتقدم واقامة الدولة الالهية العادلة. وقد صرحت بذلك كثيرٌ من الاحاديث الشريفة واشار اليه الامام الجواد –عليه السلام- عندما أردف قوله بوجوب انتظار الامام المهدي في غيبته بالتذكير بوجوب طاعته عند ظهوره.
وعلى ضوء ما تقدم يتضح ان قيامنا ومؤمني عصر الغيبة بواجب انتظار ظهور امامنا المهدي في غيبته –عجل الله فرجه-، يستلزم أولاً ان نكون باستمرار في حالة توجه الى امام زماننا نترقب ظهوره –أرواحنا فداه- في كل حين فلا نغفل عن ذلك بسبب المشاغل الحياتية اليومية، ولعل من أفضل الاساليب العملية لتوفير الركن الاول من أركان العمل بواجب انتظار الظهور المهدوي المقدس، هو الالتزام بالدعاء لتعجيل الفرج المهدوي كل يوم والدعاء بحفظ مولانا –عليه السلام-.
أما الركن الثاني للقيام بواجب الانتظار فهو الاجتهاد عملياً بالتحلي بجميع الصفات الايمانية العقائديه والسلوكيه اللازمة للاستعداد لنصرة المهدي المنتظر وطاعته –عليه السلام- عند ظهوره بتنفيذ المهام اللازمة لاقامة دولة العدل الالهي ومجاهدة الاعداء؛ أي تطويع النفس لصفات أنصاره المخلصين المذكورة في الاحاديث الشريفة وهي في الواقع صفات احباء الله تبارك وتعالى وجنده الصادقين.
ومما لا شك فيه أن التحلي بهذه الصفات أفضل أعمال المتقربين عملياً إلى الله تبارك وتعالى ولذلك صار انتظار الفرج المهدوي أفضل اعمال المؤمنين كما بشرنا بذلك امامنا الجواد في مسك ختام حديثه –عليه السلام- وفقنا الله واياكم لكمال العمل باهم واجبات عصر الغيبة اي صدق انتظار الظهور المهدوي المقدس.

عجبت من علاه سبع شداد

تستمد العطاء من مولاها

حاجب عنده ابن مريم والخضر

له كل خدمة أداها

وبه يقتدي المسيح فينوي

لصلاة وراء يقوها

نتابع مستمعينا الافاضل من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
وقد حان الآن موعد الإجابة عن سؤال اختنا الكريمة غفران الحياوي من العراق، تقول هذه الأخت الكريمة:
هل أن الخسف بالبيداء من العلامات الحتمية لظهور المهدي –عجل الله فرجه-؟
وما هي آثار هذه المعجزة الالهية في التمهيد لظهور امام العصر ونصرته؟
أخونا الحاج عباس باقري يلخص في الدقائق التالية جواب الأحاديث الشريفة وتحقيقات العلماء عن سؤال الاخت غفران الحياوي، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة وسلام على أختنا الكريمة غفران الحياوي. اخت غفران بالنسبة للخسف بالبيداء وردت الكثير من الأحاديث الشريفة بشأنه ومن طرق الفريقين ايضاً، هناك بعض العلامات الواردة فيما يرتبط بظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وردت في المصادر المشتركة يعني وردت من طرق جمهور المسلمين ومن طرق اهل البيت عليهم السلام. حادثة الخسف بالبيداء من العلامات الأساسية لظهور الامام المهدي التي ورد ذكرها في الأحاديث الصريحة في الكتب الأولى والمعتبرة عند مختلف فرق المسلمين بالنسبة لمصادر الجمهور هنالك حديث أم سلمة المشهور الذي ورد بأسانيد متعددة عن ام المؤمنين أم سلمة صلوات الله وسلامه عليها عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فيه تصريح بالخسف بالبيداء، جيش السفياني يخسف به في البيداء وكذلك من طرق أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، هنالك روايات متعددة أغلبها ايضاً وردت في المصادر المعتبرة الأولى يعني في تفسير علي بن ابراهيم، في الكافي، في غيبة النعماني، كمال الدين هذه الكتب وغيرها في جملة الأحاديث الشريفة ورد ذكر الخسف بالبيداء وفيه ايضاً تطبيق للآيات الكريمة يعني فيها اشارة من الأحاديث أن هذه العلامة من مصاديق قول الله تبارك وتعالى "وأخذوا من مكان قريب". فيما يرتبط هل أن هذه العلامة هي علامة حتمية أم لا؟ كثرة ذكرها ضمن العلامات الحتمية يعني الخسف بالبيداء يذكر ضمن الحوادث في ظهور السفياني، تعلمون أن الأحاديث الشريفة تذكر هذا المضمون أن الخسف في منطقة البيداء القريبة ما بين مكة والمدينة وهي منطقة معروفة يقع بجيش السفياني الذي يسعى لقتل الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، يلوذ الامام روحي له الفداء بالبيت المكرم في الكعبة المشرفة وتكون هذه الإتجاهة لبيت الله مقدمة إعلان الامام المهدي سلام الله عليه لظهوره ولبدأ حركته الاصلاحية الكبرى، هذا الأمر يشير الى أنها علامة أساسية وقد تكون بمستوى العلامة الحتمية خاصة مع قوة العبارات التي تذكر هذه العلامة ضمن الأحاديث الشريفة. أما عن آثار هذه المعجزة الالهية في التمهيد للظهور واضح ملاحظة هذه العلامة أن هذه العلامة تذكر الى جوار النداء السماوي بإسم الامام المهدي، يؤخذ أنها نوع من التأييد يعني إعلان التأييد الالهي للامام المهدي روحي له الفداء فتكون فيها آثار على إتمام الحجة على الناس ودعوتهم لنصرته صلوات الله وسلامه عليه عندما يعلن بدأ حركته خاصة مع قربها كما أشرنا من إعلانه سلام الله عليه بدأ حركته الاصلاحية الكبرى وخروجه. اذن هذا الأمر ايضاً يقوي كونها من العلامات الحتمية يعني ينظر اليها كجزء من التحرك، كجزء يمهد حركة الامام المهدي سلام الله عليه. كما تلاحظون الامام المهدي ورد في الروايات الشريفة بأنه ينصر بالرعب، احد وسائل نصره هي الرعب. هذه الآية من الآيات التي فيها إنذار للظالمين، إنذار لأعداء الامام المهدي أمثال السفياني وغير الامام المهدي الذين يسعون لقتل الامام المهدي سلام الله عليه، إنذار لهم بأنه منصور حتى على نحو الاعجاز الالهي وآية كبرى بأن يخسف بالجيش الذي يطارد او الجيش الذي يسعى لقتل الامام سلام الله عليه في البيداء. شكراً لكم أيها الأحبة ورزقنا الله وإياكم نصرة مولانا صاحب الزمان في غيبته وفي ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف.
نشكر الأخ عباس باقري على توضيحاته، ونصل الآن أيها الاكارم الى حكاية هذا اللقاء من الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف الالهية ببركة التوسل الى الله بخليفته أمام زماننا المهدي –أرواحنا فداه-؛ تابعونا والحكاية التالية تحت عنوان:

حضورٌ في مجلس الحسين

نستفيد من الحكاية التالية مستمعينا الأطائب عدة من الدروس العملية والوصايا المهدوية منها أهمية المشاركة في الشعائر الحسينية ومجالس العزاء الحسيني التي تشير الحكاية الى حضور الامام المهدي –أرواحنا فداه- فيها.
ومن هذه الدروس أو الوصايا الاهتمام بالدعاء بتعجيل فرج ظهور –عجل الله فرجه- ويتأكد هذا الأمر في المجالس الحسينية.
وهذه الحكاية –مستميعنا الأعزاء- من الحكايات الموثقة في سجل توثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في ضاحية جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة، وراويها وشاهدها هو أحد خدمة هذا المسجد المقدس كما نقل ذلك مؤلف كتاب (كرامات المهدي)، ويرجع تأريخ وقوعها الى شهر محرم الحرام سنة ۱٤۱٤ للهجرة، ننقل لكم ترجمة ما قاله هذا الخادم المهدوي بعد قليل فأبقوا معنا:
قال هذا الأخ حفظه الله: (في ليلة عاشوراء من شهر محرم سنة ۱٤۱٤ للهجرة كنت أقوم بعملي في مسجد جمكران، عندما إنتبهت الى رجل قد سيطرت عليه حالة شديدة من الابتهاج والانفعال، كان يبادر الى ضم وتقبيل كل من لقيه من خدمة المسجد، وهذا ما فعله معي أيضاً فقد ضمني وقبلني وهو يبكي، فأمسكت به بود وسألته عن سبب تقبيله لخدمة المسجد وسر سروره فقال:
أصبت بالشلل منذ عدة سنوات بسبب حادثة اصطدام، ولم يستطع الاطباء معالجتي من الشلل واقتصرت معالجاتهم على الاصابات الاخرى، اذ أن الحبل الشوكي قد اصيب بصدمة لم يكن بالامكان ترميمه، كنت اتوسل الى الله كل ليلة بأهل البيت –عليهم السلام- طالباً للشفاء، وقد جئت الى اليوم الى مسجد جمكران بمعية عائلتي اذ أنني قد أحسست ظهر اليوم بتحسن حالتي بعد أن توسلت بمولاي صاحب الزمان –روحي فداه-؛ ومنذ نصف ساعة فقط في عالم المعنى نوراً باهراً في المسجد وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها قط وترائى لي مولاي أمير المؤمنين والحسين وأبوالفضل العباس والمهدي صلوات الله عليهم...
أصابني ارتباك شديد مما رأيت ولم أدر ما افعل فتلطف بي مولاي بقية الله وهدأ –روحي فداه- من روعي وقال لي:
لقد شوفيت وعوفيت ... قل للمؤمنين ان يدعو لي بالفرج ثم قال لي: سيقام الليلة في هذا المسجد مجلس عزاء سنحضره.
يقول خادم المسجد: لقد أهدى هذا الرجل خاتماً ذهبياً للمسجد وذهب مسروراً، وفي أواخر تلك الليلة جاء للمسجد موكب من مدينة تبريز الايرانية وأقاموا مجلساً حسينياً مؤثراً للغاية تفجرت فيه بقوة مشاعر الولاء، وعندما تذكرت ما قاله هذا الرجل وأجهشت بالبكاء.

لنبي الهدى معاليه تنمى

قد زكا فرعها وطاب شذاها

واليه انتهت جميع المعالي

اذ تعد وكان منه ابتداها

ينثر المناقب في الاكارم حتى

ضاق عن وسع جانبيه فضاها


لكم منا أيها الاطائب أطيب الشكر على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعايته آمين والحمدلله رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة