البث المباشر

وصية نبوية لمؤمني عصر الغيبة/ خدمة الأئمة للمهدي المنتظر/ تجده في مصباحك

الأحد 14 إبريل 2019 - 15:02 بتوقيت طهران

(الحلقة : 373)

موضوع البرنامج:
وصية نبوية لمؤمني عصر الغيبة
خدمة الأئمة للمهدي المنتظر
تجده في مصباحك

بقية الله من أمست حقيقته

سراً بمخزن علم الله مكنونا

وابن الأئمة من آل النبي ومن

تم الكتاب به شرحاً وتبيينا

ومن به ينشر الاسلام رايته

فينطوي الكفر مخذولاً وموهونا

ومن يؤسس فيه الدين دولته

ويجعل الحق للتأريخ قانونا


بسم الله وله الحمد أرحم الراحمين والصلاة والسلام على نبيه المبعوث رحمة للعالمين حبيبنا الهادي المختار وآله الطيبين الأطهار.
سلامٌ من الله عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة منه وبركات بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ضمن المحطات الثلاث التالية:
تربوية عقائدية عنوانها: وصية نبوية لمؤمني عصر الغيبة
ثم إجابة عن سؤال الأخت سميرة نبيل بشأن: خدمة الأئمة للمهدي المنتظر.
وأخيراً حكاية موثقة يرويها العلامة الحلي اخترنا لها عنوان: تجده في مصباحك.
أطيب الأوقات واعظمها بركة نرجوها لكم مع فقرات لقاء اليوم وندعوكم الى الأولى وهي:

وصية نبوية لمؤمني عصر الغيبة

روى الحافظ الخزاز في كتابه القيم (كفاية الأثر في الأئمة الاثني عشر) بسنده عن رسول الله أنه (صلى الله عليه وآله) قال ضمن حديث مخاطباً وصيه الامام المرتضى:
"يا علي، أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، وستكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الخامس من ولد السابع من ولدك، تحزن لفقده اهل الأرض والسماء فكم مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران عند فقده... بأبي وامي سميي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه جيوب النور تتوقد من شعاع القدس، كأني بهم آيس من كانوا ثم نودي بنداء يسمع من البعد كما يسمع من القرب يكون رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين".
مستمعينا الأفاضل، هذا الحديث النبوي هو من جوامع الأحاديث الشريفة التي يهدينا فيه سيدنا النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- الى ما ينبغي لنا القيام والالتزام في عصر غيبة سليله خاتم الأوصياء المهدي الموعود –عجل الله فرجه-.
ففي مقدمة الحديث يخبر الذي لا ينطق عن الهوى –صلى الله عليه وآله- بوقوع هذه الغيبة قبل وقوعها بما يقارب الثلاثة قرون وفي ذلك إحدى دلائل النبوة المحمدية من جهة ومن جهة ثانية إشارة الى أن الغيبة المهدوية تشتمل على تمحيص الهي للعباد؛ وهذا التمحيص هو الذي يمهد لتحقق الوعد الالهي الصادق بملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً على يد المهدي المحمدي الموعود –عجل الله فرجه-.
إذن أن في عصر الغيبة يمتحن صدق الإيمان بالغيب وبالقرآن والأحاديث النبوية التي اشتملت على البشارة بالظهور المهدوي المبارك، كما أن في هذا العصر يجري امتحان كل وليجة وبطانة تدعي أنها تمثل اطروحة الانقاذ الالهي للبشرية فيظهر للناس زيفها وخواء ادعاءاتها وكونها لا تمثل الاسلام المحمدي النقي والموعود بأن يظهره الله في زمن المهدي على الدين كله ولو كره المشركون.
وعلى ضوء ما تقدم نفهم مستمعينا الاكارم أن من واجبات عصر الغيبة التي يهدينا اليها حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- هو واجب ترسيخ الايمان بالعقائد الحقة لمدرسة الثقلين والاعتقاد الصادق بالمهدي المنتظر واجتناب الفتن الصماء الصيلم التي حذرنا منها وهي التيارات التي أصمت الأهواء قلوب أشياعها عن سماع الحق واتباعه الأمر الذي جعل فتنتهم (صيلم) أي تقطع ارتباطهم بالولاية الالهية فترفع رايات ضلالة تحت شعارات الهدى.
ثم يبين الهادي المختار –صلوات الله عليه وآله الأطهار- السبيل العملي للقيام بهذا الواجب واجتناب فتن أئمة الضلالة؛ وهذا السبيل يتمثل تقوية الارتباط بأمام العصر –أرواحنا فده- من خلال دوام ذكره والتأسف لغيبته وفقدان إمكانات لقائه بيسر والتلهف لظهوره من خلال صدق الانتظار والاستعداد لذلك بالاجتهاد في التحلي بصفات انصاره المخلصين الصادقين جعلنا الله واياكم منه انه أرحم الراحمين.
ثم يهدينا نبي الرحمة –صلى الله عليه وآله- الى السبيل العملي لاجتناب فتن الضلالة وتيارات الأدعياء الذين يهلكون المسلمين ويبعدونهم عن الصراط المستقيم عبر شعارات اعادة المجد الاسلامي.
وهذا السبيل العملي يتمثل أولاً في معرفة صفات خاتم الأوصياء والمنقذ المنتظر –عجل الله فرجه-، فهو سمي رسول الله –صلى الله عليه وآله- الذي يشابهه في خلقه وخلقه والذي تجري فيه سنن الأنبياء ويظهر الله على يديه معجزات موسى الكليم –عليه وعليهم السلام-؛ والذي تظهر عليه سيماء وأنوار الهداية والتأييد الالهي تتوقد عليه من شعاع القدس.
هذا أولاً وثانياً ينبغي اضافة الى معرفة صفات المهدي الحقيقي معرفة علامات ظهوره الصحيحة خاصة الحتمية منها والتي يذكر الصادق الأمين منها في هذا الحديث الشريف منها علامة النداء السماوي الاعجازي الذي يسمعه القريب والبعيد؛ وهذا النداء يأتي بعد انتشار اليأس العملي من الظهور لطول الغيبة.

أقبل فديتك سيدي

يا حلم كل الأنبياء

أنت النعيم بلا قذى

بل أنت بلسم كلّ داء

ولأنت حامل عزتي

وهويتي طول البقاء

وأرى كرامة أمتي

تعلو بفضلك في السماء


أيها الاخوة والاخوات وصلت للبرنامج عبر البريد الالكتروني رسالة من الأخت الكريمة سميرة نبيل وهي تحتوي على سؤال بشأن حديث قرأته عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- يذكر فيه امام زماننا المهدي –أرواحنا فداه- ثم يقول: (لو أدركته لخدمته أيام حياتي).
الأخت سميرة نبيل تستغرب هذا التعبير وتسأل عن معنى خدمة الامام المهدي هنا وكيف يخدمه جده الصادق وهو –عليه السلام- إمام معصوم؟ نستمع لخلاصة جواب العلماء والأحاديث الشريفة عن هذا السؤال من زميلنا الأخ عباس باقري:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته
سلام على أختنا الكريمة سميرة نبيل من البحرين. بالنسبة لسؤال هذه الأخت الكريمة أود الاشارة أولاً الى أن هذا التعبير لم يختص بالامام الصادق عليه السلام، هنالك احاديث متعددة عن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم تحمل هذا المعنى مثلاً أمير المؤمنين سلام الله عليه في حديث رواه العلامة المجلسي نقله في الجزء الحادي والخمسين من موسوعة البحار يقول في احدى خطبه "أنظروا اهل بيت نبيكم فإن لبدوا فإلبدوا وإن إستنصروكم فأنصروهم" الى أن يقول "ليفرجن الله برجل منا اهل البيت" الامام يقول "بأبي إبن خيرة الإماء" الامام يتفدى الامام المهدي. كذلك في حديث آخر موجود في نهج البلاغة يتمنى شوقاً الى رؤيته "هاه هاه" او "آه آه"وأومأ الى صدره الشريف وقال "شوقاً الى رؤيته". الامام الباقر سلام الله عليه في حديث مروي في غيبة النعماني رضوان الله عليه يقول "لو أدركت ذلك" بعدما يذكر علامات ظهور الامام المهدي سلام الله عليه "لإستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر" وفي حديث آخر يقول "بأبي وأمي المسمى بإسمي والمكنى بكنيتي". لاحظوا هنا "بأبي" قول الامام الباقر سلام الله عليه وهذه الرواية رواها أبو حمزة الثمالي رضوان الله عليه يقول "بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً" نفس هذا التعبير يشير الى سر هذا الإهتمام من أئمة أهل البيت سلام الله عليهم بالإمام المهدي وتصريحهم بخدمته "لخدمته أيام حياتي"، "لأستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر"الأمر يرتبط بسعة المسؤولية، سعة واهمية الوعد الإلهي الذي يحققه الله على يد الامام المهدي. الامام المهدي سلام الله عليه هو الموعود بأن يحقق الله تبارك وتعالى على يديه كل آمال الأنبياء، اهداف الرسالات الإلهية، الأهداف المشروعة والأماني المشروعة للصالحين من عباد الله تبارك وتعالى على مدى التاريخ الانساني. يقيم الدولة الإلهية العادلة بالكامل التي يشرق فيها النور الإلهي بمختلف مراتبه ومصاديقه. بطبيعة الحال مثل هذه المسؤولية يحبها ويحب أن يساهم فيها كل انسان فكيف بالأئمة المعصومين سلام الله عليهم؟ اذن الأمر لايتعلق هنا بأفضلية الامام المهدي سلام الله عليه عن غيره. هناك روايات متعددة تفيد بأنه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الائمة هو الامام امير المؤمنين سلام الله عليه ولكن نلاحظ امير المؤمنين سلام الله عليه يستخدم امثال هذه العبارات المؤثرة التي نقلنا بعض نماذجها، فالأمر يتعلق بهذا التوحيد الخالص ادى أئمة اهل البيت بحيث يتمنون ويتفدون ويعلنون عن استعدادهم لإستبقاء أنفسهم وقضاء حياتهم في خدمة من يحقق الله تبارك وتعالى على يديه هذا الوعد الإلهي الصادق بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. جعلنا الله وإياكم أيها الأحبة من المساهمين في خدمة مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في اطار هذه الروح التوحيدية المحمدية العلوية الخالصة. وفقنا الله وإياكم لكل خير.
شكراً لزميلنا الأخ عباس باقري على هذه التوضيحات، ولازلتم أحباءنا تستمعون لبرنامج (شمس خلف السحاب) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
ننتقل بكم أيها الاطائب الى أجواءالحكايات الموثقة التي نقلها العلماء الاعلام والتي تحمل لنا دروس حسن التمسك بولاية مولانا امام زماننا بقية الله المهدي –أرواحنا فداه-؛
فمعكم والفقرة التالية التي تحمل عنوان:

تجده في مصباحك

أيها الأطائب الدرس المحوري الذي تحمله الحكاية التالية هو أن مولانا خليفة الله المهدي –عليه السلام- يوصينا فيها بالالتجاء الى الله عزوجل عند الشدائد بالأدعية المروية عن أهل بيت النبوة –عليهم السلام- لعظيم ما فيها من دروس التوحيد الخالص والابتعاد عن جميع اشكال الشرك.
والحكاية نقلها الفقيه التقي آية الله العلامة الحلي في آخر كتابه القيم (منهاج الصلاح) ونقلها مباشرة عن صاحبها السيد ابن طاووس في كتابه القيم (مهج الدعوات) كما ذكر آية الله النوري في كتاب (جنة المأوى).
قال العلامة الحلي –رضوان الله عليه- عند ذكر دعاء (العبرات):
(هوالدعاء المعروف المروي عن الصادق جعفر بن محمد –عليهما السلام- وله من جهة السيد السعيد رضي الدين محمد بن محمد الآوي –قدس الله روحه- حكاية معروفة... أنه كان مأخوذاً مع شدة وضيق –أي معتقلاً محبوساً- عندأمير من أمراء السلطان (جرماغون) –وهو من ملوك المغول-، فرأى هذا السيد الرضي في نومه الخلف الصالح المنتظر –صلوات الله عليه- فبكى وقال: يا مولاي إشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة .
فقال –عليه السلام-: أدع بدعاء العبرات
فقال السيد الرضي الآوي: ما دعاء العبرات.
قال –عليه السلام-: انه في مصباحك –يعني في كتابك الخاص بالأدعية والعبادات.
فقال السيد: يا مولاي ما هو في مصباحي.
قال – عليه السلام-: انظر تجده...
فانتبه السيد رضي الدين الآوي من منامه وصلى الصبح وفتح كتاب (المصباح) فلقي مكتوبة فيها هذا الدعاء بين أوراق الكتاب، فدعا به أربعين مرة.(
مستمعينا الأطائب، ويتابع العلامة الحلي نقل هذه الحكاية المعبرة وظهور بركة العمل بهذه الوصية المهدوية في التوجه الى الله عزوجل بدعاء العبرات الجليل؛ قال –رضوان الله عليه-:
)وكان لهذا الامير امرأتان احداهما عاقلة مدبرة وهو كثير الاعتماد عليها، فجاء في نوبتها فقالت له: أخذت أحداً من أولاد أمير المؤمنين علي؟ فقال لها: لم تسألين عن ذلك؟ فقال: رأيت شخصاً وكأن نور الشمس يتلألؤ من وجهه ... فقال: أرى بعلك أخذ ولدي وهو يضيق عليه... فقلت: يا سيدي من أنت؟
قال: أنا علي بن أبي طالب...
فطلب الأمير نوابه فقال: من عندكم مأخوذ؟ فقال: شيخ علوي أمرت بأخذه، فقال: خلوا سبيله وأعطوه فرساً يركبها ودلوه على الطريق .. فمضى السيد الى بيته.(

مولاي رحماك بالانسان تنسفه

مطامعٌ أرعبت حتى الشياطينا

عجل فقد جف منا كل منتهل

فلا نرى مورداً للحق يروينا

وحرر الجيل من أطماع أنمرة

جنت فسار بها التأريخ مجنونا

وسير الموكب الحيران إن له

من التبرم ندباً بات يشجينا


وبهذا نصل أيها الاكارم الى ختام حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) شاكرين لكم كرم المتابعة.
ولكم دوماً من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران أجمل الدعوات دمتم في رعاية الله سالمين والحمدلله رب العالمين

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة