تشير الأحداث في الولايات المتحدة إلى أن مجموعة من الأثرياء الذين يدعمون الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة، قاموا بجمع تمويلات بمئات الآلاف من الدولارات في الأيام القليلة الماضية لإطلاق حملة ضد "إلهان عمر"، السياسية المؤيدة للفلسطينيين.
وإن إلهان عمر، التي تحاول تقديمها كممثلة للحزب الديمقراطي في دائرتها الانتخابية من خلال فوزها في الانتخابات داخل الحزب، تمكنت من جمع ثلاثة أضعاف ما جمعه منافسها الديمقراطي "دون صامويلز" في هذه الدائرة الانتخابية من الميزانية.
تعتبر لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية، والمعروفة باسم "إيباك"، إحدى أكبر وأقوى مجموعات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يبلغ عدد أعضائها أكثر من 100 ألف عضو، تنفق ملايين الدولارات كل عام في الاستثمار في التأثير على السياسات الأمريكية وتعزيز المطالب الصهيونية.
منذ وقت ليس ببعيد، ومن خلال إنفاق مبلغ ضخم من المال، تمكنت "أيباك" من إزاحة "كوري بوش"، المرشح الديمقراطي الذي لم يكن مؤيدًا لمنظمة الضغط هذه، من الجولة الانتخابية.
ورغم أن "إلهان عمر" لم تشهد تحديا كبيرا من "أيباك" في الجولة التمهيدية لانتخابات هذا العام، إلا أن مجلة "إنترسبت" أفادت عن اكتشاف مجموعة في الفضاء الإلكتروني تحمل عنوان "صهاينة من أجل دون صامويلز وضد إلهان عمر".
وينشغل أعضاء هذه المجموعة بجمع الأموال لتحل محل "إلهان عمر"، وهي مرشحة ديمقراطية أخرى، "دون صامويلز"، لدخول انتخابات الكونجرس في نوفمبر المقبل.
وبحسب موقع Intercept، فقد ورد في إحدى رسائل هذه المجموعة أنه خلال 24 ساعة، تم جمع ما يقرب من 100 ألف دولار من الأموال لمحاربة "إلهان عمر".
آلية الدعم المالي في الانتخابات الأمريكية
في الانتخابات الأمريكية، لا تقتصر المساهمات المالية على ما يساهم به الأشخاص العاديون والمنظمات غير الحكومية بشكل مباشر في مقر الحملة الانتخابية. يجوز للمواطن الأمريكي، بشكل غير مباشر ودون أي صلة بمقر الحملة الانتخابية لأحد المرشحين، إنفاق الأموال للإعلان لصالحه أو ضد منافسيه.
ويقوم المواطنون والمنظمات وجماعات الضغط الأمريكية بذلك من خلال منظمات خاصة تسمى "لجان العمل السياسي" أو "PACs".
وتنقسم هذه اللجان حالياً إلى نوعين:
لجان تابعة لمقرات المرشحين، وتقوم بجمع مبالغ مالية محدودة لمقرات الحملة الانتخابية، ولجان مستقلة عن مقرات المرشحين، وتقوم بجمع مساهمات غير محدودة.
والفئة الثانية تعرف بـ "Super Pack" وبخلاف الفئة الأولى لا يجوز إعطاء الأموال التي جمعتها إلى مقر الإعلان ويجب صرفها بشكل مستقل.
ولأن «"Super Pack"» ليس لها حدود على مقدار الأموال التي يمكن أن تحصل عليها، يمكن للمرشحين أن يزيدوا بشكل كبير من فرصهم في الفوز في الانتخابات من خلال إنفاق مبالغ ضخمة من المال، وهو الأمر الذي اعترض عليه العديد من الأميركيين باعتباره مصدرا للفساد.
وبحسب موقع ميدل إيست آي، فإن اللوبي الصهيوني أنفق الكثير من الأموال لانتخاب ديمقراطيين معتدلين في الانتخابات الأمريكية هذا العام من أجل منع الممثلين التقدميين مثل "إلهان عمر" من تولي مناصبهم. النواب الذين انتقدوا علناً تصرفات الكيان الصهيوني وأعلنوا دعمهم لفلسطين.
ورغم أن نشاط اللوبي الصهيوني في الانتخابات الأمريكية كان شائعا منذ فترة طويلة، إلا أنه مع بداية حرب غزة، زاد اللوبي الصهيوني بشكل كبير من جهوده لمواجهة الشخصيات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة.
كما أن "إلهان عمر" ليست غريبة على هجمات الجماعات المؤيدة للصهيونية. ومنذ فوزه بانتخابات الكونغرس عام 2018، أصبح أحد الأهداف الرئيسية لهجمات أنصار الصهيونية.
parstoday