ونقلاً عن صحيفة رأي اليوم، فقد اعترف رئيس شعبة الأسرى والمفقودين السابق في جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) رامي ايغرا، بأنّ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار لم يضعف بل ازداد قوّة خلافا لكلّ التقديرات.
واعتبر إيغرا في حديثٍ إذاعيٍّ مع الإذاعة العبريّة (103 إف.إم) أنّ رئيس وزراء الكيان الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو وافق على صفقة مروعة لـ"اسرائيل" بسبب الضغط الشعبي والدولي.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ قال المسؤول الأمنيّ في الكيان الإسرائيليّ:" إنّ الصفقة الحالية تعني أنّنا سنستعيد عدداً قليلاً جدا من المختطفين، وستعيد حماس لتكون صاحبة السيادة في غزة".
وادّعى ايغرا بأن السنوار لا يُريد صفقةً، ولا توجد لديّه أيّ نيّة، ولم يضعُف خلافا لكلّ التقديرات أوْ سببٍ للموافقة عليها، إنّه بات قويا، وأصبح صاحب القول الفصل في حركة (حماس)، ومن الجهة الأخرى، إذا نظر السنوار إلى العالم فإنّه يرى أنّ كلّ ما أراد تحقيقه تحقق.
من ناحيته، قال الكاتب والمحلل الصهيوني بن درور يميني، في مقال نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة:" يحيى السنوار حقق كل ما يريده من الحرب ويدير ما وصفها بـ “لعبة الشطرنج” بنجاح مذهل ضد "إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ على "تل أبيب" القبول بصفقة تسوية مع حركة حماس".
وأوضح هذا المحلل الصهيوني بأنّ السنوار أراد إعادة طرح القضية الفلسطينية دوليا، ونزع الشرعية عن وجود "إسرائيل"، وإفشال تطبيع السعودية مع دولة الاحتلال، وضعضعة العلاقات الأمريكيّة الإسرائيلية، وقد حقق ذلك كله.
وقال إنّه نتيجة لذلك على "إسرائيل" القبول بصفقة تسوية مع حماس، وإلّا ستعمّق فشلها في ظلّ عدم القدرة على تحقيق النصر المطلق وأهدافها المعلنة من الحرب.
وتابع بن درور يميني أنّ البديل عن الصفقة هو استمرار الخسائر "الإسرائيليّة" بمقتل الجنود وعدم قدرة النازحين الصهاينة على العودة الى منازلهم في غلاف غزة وشمال "إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية، وتراجع الموقف "الإسرائيلي" دوليا.
وأضاف:" انّ كلّ ما يحققه الجيش "الإسرائيلي" من نجاحات تكتيكية في غزة ،سرعان ما يتحول لنجاحٍ إستراتيجيٍّ لحماس، لافتا في الوقت عينه الى أنّه لا طائل من استمرار الحرب ويجب إنهاؤها بقبول الصفقة حتى ولو كانت سيئة لأنّها تعني انتصار حماس".
يذكر انه في بيان صدر مؤخراً، دعت مصر وقطر والولايات المتحدة الكيان الإسرائيلي وحركة حماس الى استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في 15 آب/أغسطس في الدوحة أو القاهرة.
هذا وكانت مصر وقطر والولايات المتحدة تقود منذ اشهر مفاوضات غير مباشرة بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق بسبب رفض تل أبيب مطلب حماس إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ومن ناحية أخرى، أكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان لها مساء الأحد، أنه بدلاً من البدء بمفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة ينبغي تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها في المفاوضات السابقة.
وفي بيان لها، طالبت حماس الوسطاء في مصر وقطر تقديم البنود المتفق عليها في مفاوضات الثاني من تموز /يوليو المقبل، معتبرة بدء جولات جديدة من المفاوضات أو طرح مقترحات جديدة ما هو إلا غطاء لاعتداءات الكيان الإسرائيلي.
وأضافت حماس بأنها شاركت في العديد من جولات المفاوضات وقامت بالمرونة اللازمة والتفكير الإيجابي بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني في تنفيذ عملية تبادل الأسرى.