موضوع البرنامج:
حجة الله في عصرنا
المهدي وذراري قتله الحسين (ع)
وذهب كل الشك
سيدي إن اتيت وائتلق الكو
ن... وحفت من حولك العشاق
وتلت في الغابات لحناً جديداً
للربيع الغصون والأوراق
فإنظرن ان انا وجدت والا
قتل المخلص المحب الفراق
فاطرقن لحدي المضيق فاني
تحت الأنقاض لم أزل اشتاق
سوف تهتز أعظمي وتحييك
سلامٌ أيها الميثاق
ربّ بالعهد أربعين صباحاً
فكني من قبري فهذا الوثاق
فكني التحق بنورك في الأرض
وطاب اللقا وطاب اللحاق
بسم الله وله الحمد والثناء إذ رزقنا محبة وموالاة صفوته الرحماء محمداً وآله الأوصياء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله
معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج إخترنا لمطلعه أبياتاً جميلة في بيان عمق المودة لامام العصر المنتظر أرواحنا فداه وهي من قصيدة مهدوية للأديب الولائي الأخ زكريا بركات أما الفقرة العقائدية التي ستأتيكم بعد قليل فعنوانها هو:حجة الله في عصرنا
تليها إجابة عن سؤال بشأن:المهدي وذراري قتله الحسين (ع(
أما الفقرة الأخيرة فهي حكاية مؤثرة لأخ مصري إهتدى لمعرفة المهدي الموعود بأشارة حسينية، إخترنا لهذه الحكايه العنوان التالي:وذهب كل الشك
أطيب الأوقات وأنفعها نرجوها من الله لنا ولكم مع فقرات هذا اللقاء من برنامج (شمس خلف السحاب(
معكم ايها الأحبة والفقرة العقائدية في اللقاء نقدمها لكم تحت عنوان
حجة الله في عصرنا
في كتابه القيم (كفاية الأثر في الأئمة الأثني عشر) روى الحافظ الجليل الشيخ (الخزاز) من أعلام المحدثين في القرن الهجرى الرابع بسنده عن الشيخ عثمان بن سعيد العمري أول سفراء المهدي في الغيبة الصغرى قال:
)سئل أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روى عن آبائه عليهم السلام "أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة" وإن "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". فقال: إن هذا حق كما أن النهار حق. فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال: ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج وكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة)
مستمعينا الأفاضل، في الحديث المتقدم يبين لنا مولانا الإمام الحسن الزكي العسكري (عليه السلام) عدة من الحقائق المهمة فيما يرتبط بعقيدة مدرسة الثقلين عن الإمام المهدي الموعود –عجل الله فرجه-.
الحقيقة الأولى هي أن الإمام المهدي –عليه السلام- هو حجة لله عزوجل على عباده حتى في غيبته، وهذا الأمر يستلزم قيامه –صلوات الله عليه- بما يقتضيه كونه حجة لله على خلقه، حتى في عصر غيبته وإن كان بأساليب خفية أشارت اليها الأحاديث الشريفة.
وهذا يدعونا الى القول بأن ما ورد عن النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- من تشبيه الإنتفاع بسليله وخليفته المهدي في غيبته بالانتفاع بالشمس إذا غيبتها السحاب كما ورد في حديث جابر الأنصاري المروي في كتاب كمال الدين ... نقول: إن هذا التشبيه يعني أن الإنتفاع بالمهدي في غيبته يكون في أحد مصاديقه بما ينتفع بحجة الله على الخلق.
وهذا يعني أن باب الإنتفاع بإمام الزمان –أرواحنا فداه- قد أبقاه الله عزوجل مفتوحاً في الغيبة، والمطلوب من المؤمنين طرق هذا الباب والله جلت قدرته قادر على إيصال الجواب اليهم.
مستمعينا الأطائب، أما الحقيقة الثانية التي يشير اليها مولانا الإمام الحسن العسكري –سلام الله عليه- في حديثه المتقدم، فهي أن سنة الله عزوجل في عدم إخلاء أرضه من حجته المعصوم على عباده هي التي إقتصت غيبة الثاني عشر من أوصياء خاتم الأنبياء –صلى الله عليه وآله-.
بمعنى أن غيبة الإمام المهدي –عجل الله فرجه- جاءت رحمة من الله بالخق لأنها إجراءٌ لابد منه لحفظ إستمرار وجود حجة الله على خلقه لكي ينتفع الخلق من وجوده كما ينتفعون بالشمس وهي خلف السحاب.
وعلة ذلك أن المهدي الموعود هو آخر الأئمة الإثني عشر الذين إختارهم الله عزوجل لخلاقة نبيه الأكرم –صلى الله عليه وآله-، وهم فقد المؤهلون لأن يكون حجة لله على عباده بعد رسوله الأعظم، وقد تجرأت حكومات الطغيان والظلم والفساد وفي ظل فقدان العدد الكافي من أنصار الحق على تعقيب هؤلاء المعصومين –عليهم السلام- بالقتل والتشريد والعزلة عن الأمة.
وإشتدت وتشتد حملات الطغاة ضد الإمام المهدي خاتم الأئمة الإثني عشر لأنه هو الموعود بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، ولذلك كان لابد من حفظ خاتم الأوصياء –أرواحنا فداه- من هجمات الطغاة الى أن تتأهل البشرية لظهوره، وفي الوقت نفسه ابقاء باب الإنتفاع منه كحجة الله على خلقه مفتوحاً... وهذا ما رتبته الحكمة الإلهية من خلال إسلوب تغييبه بالصورة التي يكون الإنتفاع بوجوده مستمراً كما ينتفع بالشمس إذا غيبتها السحاب عن الأبصار.
-أيها الأخوة والأخوات ندعوكم الآن للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج ومع زميلنا الأخ عباس الباقري.
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الأطائب، معكم في برنامج شمس خلف السحاب وهذه الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم.
مستمعينا الفاضل أشرنا في لقاء سابق الى ان مجموعة كبيرة من الأسئلة التي تتحدث او ترتبط بالعلاقة بين الملحمة الحسينية وقضية مولانا الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وصلت للبرنامج فقمنا بتصنيفها ضمن أسئلة محورية نُجيب عنها إستناداً لما ورد في كلمات العلماء الأعلام وتحقيقاتهم. سؤال هذه الحلقة يتردد في الكثير من الأذهان، يقول لماذا أكدت الأحاديث الشريفة أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام؟
في الواقع هنالك إجابة في الأحاديث الشريفة نفسها التي تتحدث وتقول "لرضاهم عن فعال آباءهم". يعني عندما سائل يسأل الإمام الصادق سلام الله عليه على أنه لماذا يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام وهم ليسوا المباشرين لعملية القتل وأنه "ولاتزر وازرة وزر أخرى"، هذا المضمون كيف ينسجم مع هذا القول؟ الإمام المهدي عليه السلام وُصف في الأحاديث الشريفة بأنه المنصور إلاهياً وأنه هو ولي دم الإمام الحسين عليه السلام يعني الآخذ بثأر الإمام الحسين فالإمام المعصوم يُجيب على هذا الإعتراض: نعم لاتزر وازرة وزر أخرى لكنه يقتلهم لرضاهم بفعال آباءهم. هذا الجواب من الإمام سلام الله عليه يفتح لنا آفاق الإجابة عن هذا السؤال يعني في الواقع ليس المقصود من الذراري هنا الإنتماء النسبي لقتلة الإمام الحسين وهناك من بني امية الذين ورد عنهم في زيارة عاشوراء قاطبة ومنهم سعد الخير وهو من أصحاب الإمام الجواد سلام الله عليه. دخل على الإمام الجواد يبكي، سأله الإمام عن سر بكاءه قال كيف لاأبكي وانا من الشجرة الملعونة. الإمام الجواد يتبسم قائلاً: ياسعد الخير لست من الشجرة الملعونة أنت منا. أما سمعت قول ابراهيم الخليل صلوات الله على نبينا وآله وعليه السلام: من تبعني فهو مني. انت تابع لنا، أنت من تبعة محمد وآل محمد، خرجت من بني امية وأصبحت من آل محمد صلوات الله وسلامه عليه. اذن الإنتساب هنا ليس المقصود الإنتساب النسبي، عندما تقول الروايات ذراري قتلة الحسين يعني السائرين على نهج الطغيان الأموي الذي أدى الى واقعة وفاجعة الطف الدامية، أدى الى إستهتار فئة قليلة بثروات الناس وإستعبادهم للآخرين، أدى الى طغيان هؤلاء بحرمان الناس من بركات التوجّه الى الدين الحق والعمل بما يُرضي الله تبارك وتعالى والوصول بذلك الى مراتب الكمال. اذن خلاصة الجواب عن هذا السؤال هي أن المقصود مما ذكرته الأحاديث الشريفة بأن الإمام المهدي يقتل بني أمية ويستأصل بني أمية او يستأصل ذراري وأبناء قتلة الحسين المقصود السائرين على النهج الأموي في محاربة الدين الحق. شكراً أحبائي لطيب المتابعة لفقرة هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب، تابعوا ما تبقى منها مشكورين.
حان الآن أيها الأكارم موعدكم مع حكاية هذه الحلقة والتي إخترنا لها العنوان التالي:
وذهب كل الشك
مستمعينا الأفاضل بتأريخ الرابع والعشرين من شهر جمادي الثاني سنة ۱٤۳۲ للهجرة، نشر الأخ علي بدر من مصر قصة اهتدائه لإعتناق مذهب أهل بيت الرحمة المحمدية –عليهم السلام- على موقع مركز الأبحاث الإسلامية على شبكه الانترنت، وذلك تحت عنوان (بنور فاطمة والحسين عليهما السلام دخلت المدينة).
وقد خصصنا حلقة كاملة من برنامج (بالحسين إهتديت) لنقل قصته كاملة، أما هنا فننقل منها ما يرتبط بموضوع برنامجكم (شمس خلف السحاب) فتابعونا على بركة الله عزوجل.
أيها الأطائب، بعد أن يستعرض الأخ المصري علي بدر ظروف نشأته والاسباب التي دفعته لخوض رحلة البحث العلمي للوصول الى المذهب الحق والنتائج التي توصل إليها يخلص في نهاية ما كتبه عن قصة هدايته الى بيان المرحلة الأخيرة منها بقوله:
)كنت اقتنعت تماما بمذهب ال البيت –عليهم السلام- الا نقطة واحدة فقط وهي مولانا الحجة بن الحسن (عليه السلام) كيف متى ولد وكيف غاب وكنت في ايام اربعينية مولانا الحسين (عليه السلام) وكنت اتابع الفضائيات ووجدت روحي هائمة مع الامام الحسين (عليه السلام) فتوجهت الى الله قائلاً: يا رب لم تبقى الا هذه النقطة فوجهني يا رب الى ما تحبه وجهني يا رب الى اؤليائك يا رب انا جاهدت وبحثت ولم تبقى الا هذه النقطة فان كان وليك موجود وامام الزمان حي وجهني اليه وبعد هذا الدعاء فتح الله عزوجل ابواب الهداية واسعة أمام الأخ علي بدر، قال (حفظه الله) في تتمة حكايته: ونمت فرأيت رؤيا والرسول يقول: (الرؤيا الصادقة جزء من النبوة) فرأيت كأن الزمان عاد بي الى زمن واقعة كربلاء واني في ملابس الحرب احاول اللحاق بابي عبدالله عليه السلام افديه نفسي واموت بين يديه ولكني وصلت متاخرا وهو في النفس الاخير فضممته الى صدري وكنت ابكي بحرقة عليه فنظر الي (عليه السلام) وقال بارك الله فيك يا ولدي ثم نظر الى السماء وقال "اللهم دل المسلمين على قائم ال محمد وعجل بفرجه الشريف يا ارحم الراحمين"
أيها الأخوة والأخوات، لقد وجد الأخ المصري علي بدر في هذه الرؤيا الصادقة مصداقاً لما أكدته الأحاديث الشريفة من أن الرؤيا الصادقة هي من الوسائل الهداية الألهية خاصة في عصر الغيبة كما روي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام-، يقول هذا الأخ في ختام حكايته:
)هنا انتبهت من نومي ولم يكن في قلبي الا محمد واله (عليه السلام) وهكذا ادخلتني مولاتي وابنها باب المدينة (عليه السلام) ويمر يوم او يومان وكنت عند صديق لي عنده كتاب الطبقات الكبرى للشعراني شيخ الاسلام في عصره يذكر فيه الامام القائم (عليه السلام) وقال ان احد المشايخ اسمه الشيخ يوسف العراقي رأى الأمام (عليه السلام) وانه اعطاه ورد يعمله كل يوم وانه سال الامام عن تاريخ ولادته المباركه فاجابه انها في اواخر المائة الثالثة من الهجرة؛ الله اكبر ذهب كل الشك من قلبي وانا الان اتوسل الى الله بهم بعد ان عرفت ائمة الحق في ان اتبع مذهب الحق.
شكراً مولاتي الزهراء وامامي الحسين ومولاي القائم عليكم السلام لانتشالكم لي من ظلمات الجهل الى نور باب المدينة وهكذا اعلنت اتباعي لال محمد اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان علياً ولي الله يا رب هذه وديعه لي عندك فردها لي يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتاك بقلب سليم
والى هنا ايها الإخوات والأخوات ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.