موضوع البرنامج:
من علائم صدق الإنتظار
مناصرة شبه عبدة الشمس والقمر للمهدي المنتظر
زر الحسين ولا تجفوه
عبثا فليس الفجر يستتر
و رؤاي يفرش دربها الشرر
أنا ها هنا شوق على يده
كل الدروب السود تنتحر
ولقد طرقت الباب من قدم
أيظل يقمع صوتي الحجر
أتظل تجمد لعنة غرقت
في بؤسها الأجيال والعصر
كلا فخلف الغيب بارقة
ستطل في عيني و تنهمر
سأغذ للفجر الفتى خطى
روحي ففيه الفوز و الظفر
و تسد أفواه الجحيم فلا
يبدو لنيران الهوى أثر
بسم الله وله الحمد والمجد صادق الوعد الذي وعد خلائقه أن يورث الأرض من يشاء من عباده الصالحين ليبسطوا بركاته في عباده وينشروا عدله في بلاده. والصلاة والسلام على أمنائه في خلقه والدعاة إلى صراطه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله.. الأبيات التي استمعتم لها آنفا هي من قصيدة للأديب المعاصر الأخ هاشم محمد وفيها إشارة جميلة إلى أثر الإعتقاد بالمهدي الموعود ورعايته عليه السلام للمؤمنين في حفظ أمل الفرج القريب في قلوب المؤمنين.
أيها الأعزاء، نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج مع الفقرات التالية:
عقائدية في معرفة صاحب الزمان – عليه السلام – بتعريف أهل البيت له، عنوانها: من علائم صدق الإنتظار
تليها إجابة خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن مناصرة شبه عبدة الشمس والقمر للمهدي المنتظر
والفقرة الثالثة إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية عنوانها: زر الحسين ولا تجفوه
أطيب الأوقات نتمناها لكم مع فقرات لقاء لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) معكم أيها الأحبة والفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي:
من علائم صدق الإنتظار
روى الشيخ الجليل الحافظ الخزاز في كتابه القيم (كفاية الأثر) بسنده عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه. ثم سكت فقلت له: يابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى عليه السلام بكاء شديدا ثم قال: إن بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: يابن رسول الله ولم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته.فقلت له: ولم سمي المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.
أيها الأحبة، قد يكون سبب بكاء الإمام الجواد – عليه السلام – عند ذكر المهدي المنتظر –عجل الله فرجه–، هو الشوق إليه ولما يحققه الله عزوجل على يديه من إقامة العدل وإنهاء الجور، وقد روي قريب من ذلك عن الإمام الصادق – صلوات الله عليه – إذ أنه بكى أيضا عند ذكر الإمام المهدي. وقد يكون الدافع لهذا البكاء هو التأثر لشدة الصعوبات والإيذاء الذي يتعرض له المهدي طوال غيبته – أرواحنا فداه –.
وبناء على هذا التفسير ينبغي للمؤمنين الإقتداء بأئمتهم بنظائر هذا التفاعل الوجداني الشعوري عند ذكر بقية الله المنتظر – عجل الله فرجه –.
أيها الإخوة والأخوات، وفي هذا الحديث الشريف يبين مولانا الإمام الجواد – صلوات الله عليه – أحد معاني تقليب سليلة المهدي بلقب القائم بالحق يضاف إلى المعنى المشهور وهو القيام بأمر الله بإقامة القسط والعدل الإلهي وإنهاء الظلم والجور، فمولانا الجواد يبين هنا معنى آخر منتزع من واقع الأمة قبيل ظهوره – عجل الله فرجه –، وهو كونه يظهر بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته عن الإعتقاد بها.
ويبدو من مجموع الأحاديث الشريفة الأخرى أن المقصود هنا، ليس موت الذكر النظري والإعتقاد النظري بإمامته – عليه السلام – بل الذكر والإعتقاد العمليين مع بقاء الذكر اللفظي والإعتقاد النظري، بمعنى الغفلة القلبية عن التفاعل الوجداني معه ومع قضيته عجل الله فرجه.
وهذا المعنى ينسجم مع بكاء الإمام الجواد – عليه السلام – عند ذكر سليله المهدي أرواحنا فداه، ففي ذلك إشارة كما أسلفنا إلى ضرورة حفظ المؤمنين لحرارة التفاعل الوجداني مع أمل الخلاص والشوق الدائم لظهوره – عجل الله فرجه –.
مستمعينا الأفاضل ونجد في حديث مولانا الإمام الجواد – صلوات الله عليه – بيانا دقيقا لأحد معاني تلقيب المهدي المنتظر بلقب المنتظر، وهذا المعنى يرتبط بغيبته الطويلة – عجل الله فرجه –، أي أنه بسبب هذه الغيبة ينتظر المخلصون ظهوره، فالإنتظار هنا متوجه لأصل ظهور الإمام بعد الغيبة وليس انتظارا لولادة المصلح العالمي، فهو إذن انتظار لمصلح موجود ينبغي العمل للمساهمة في تهيئة الأوضاع اللازمة لظهوره – عجل الله فرجه –.
ولذلك نلاحظ – مستمعينا الأكارم – أن إمامنا الجواد – عليه السلام – قرن الإنتظار بالإخلاص، أي أن منتظريه الحقيقيين هم المخلصون للرسالة الإلهية التي يحملها – عجل الله فرجه – ؛ وهؤلاء هم الذين يجسدون المعنى الحقيقي للإنتظار تمن خلال الإجتهاد في العمل بما ذكرته الأحاديث الشريفة من وسائل التمهيد لظهوره – عجل الله فرجه –، وأهمها السعي في التحلي بصفات أنصاره الحقيقيين إذ أن المستفاد من الأحاديث الشريفة أن توفر العدد اللازم من الأنصار الصادقين هو من أهم شروط ظهوره – عجل الله فرجه – و جعلنا من صادقي منتظريه و مخلصي أنصاره في غيبته و ظهوره.
أيها الإخوة والأخوات، وفي ختام هذا الحديث الشريف يبين مولانا الإمام الجواد – عليه السلام – إتجاهات الناس في تعاملهم مع غيبة الإمام المهدي – عجل الله فرجه – ويعرفنا بالفرقة الناجية منهم، نوكل الحديث عنها إلى حلقة مقبلة بإذن الله.. أما الآن فندعوكم للإستماع إلى الفقرة اللاحقة من البرنامج الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم الكريمة نستمع معا:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا معكم ومع هذه الفقرة من برنامح شمس خلف السحاب معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة السيد الأخ كريم عزيز من اليمن الظاهر يقول إطلعت على كتاب في قضية الإمام المهدي هو كتاب الغيبة للشيخ النعماني، في هذا الكتاب قرأت حديثاً. مضمون الحديث أنه عند ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف يخرج من هذا الأمر من كان يُظن أنه من أهله ويدخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر. فيقول ما معنى هذا الحديث سماحة السيد؟
الشوكي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين
نعم هذا الحديث موجود ومروي في مجموعة من الموسوعات الحديثية التي تعرّضت لقضية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهذا جانب او مفردة من مفردات قانون الإستبدال "فإن تتولوا يستبدل الله قوماً غيركم" فقانون الإستبدال قانون موجود ينطبق على عصر ماقبل ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى عصر مابعد ظهوره كما تعرفون أن الإمام عليه السلام يُطبّق العدل بجدّية وحدّية يعني لامجال إبّان ظهوره لمراعاة شخص على أساس الحق وعلى حساب الحق. هذا يدعو الكثير من الناس ربما منتمين الى الإسلام وحتى المنتمين الى مذهب اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم إنتماءاً عاماً طبعاً، المُنتمي إنتماءاً حقيقياً لايمكن أن يُجانب الإمام المهدي عليه السلام ولايمكن أن يرغب عنه الى غيره لكن الإنتماء العام يعني كثير من الناس يُسمّون بالمسلمين، يُسمّون بالشيعة، أتباع أهل البيت ولكنهم يحملون الأسم فقط ولم يتعمّق الإيمان والإنتماء في قلوبهم للدين هؤلاء عندما يظهر الإمام صلوات الله وسلامه عليه ويُطبّق العدل الألهي بحذافيره ولايستثني أحداً طبعاً هؤلاء الذين يحملون شراً في أنفسهم والذين يعيشون على معاناة الناس، الفاسدون، المفسدون حتى ولو كانوا منتمين الى هذا الدين او الى هذا التيار فإنهم سوف يتركون الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه كما وقف الكثيرون أمام أمير المؤمنين عليه السلام، هناك الكثير من الناس لم يُطيقوا عدل أمير المؤمنين عليه السلام فتركوه وذهبوا الى غيره. كما أن هناك مسئلة أخرى وهي أن مسئلة الإمام المهدي عليه السلام تُشكّل إختباراً حقيقياً لإيمان المؤمنين فلايبقى معه إلا المؤمن الحقيقي وهناك الكثير من الناس يسقطون في الإختبار ربما هم الآن يقولون لو ظهر الإمام لكنت معه ولقاتلت بين يديه ولأطعته إطاعة مطلقة ..والخ ولكن عندما يظهر ويكون الإختبار الحقيقي قد يسقط الكثير منا ويُجانب الإمام صلوات الله وسلامه عليه. في المقابل هناك ناس لاينتمون لهذه الأمة أصلاً، عبدة الشمس والقمر وربما بوذيين وهندوس وفضلاً عن النصارى وسائر الأديان الأخرى عندما يرون راية الحق وينظرون الى المبادئ والآيات والمعجزات التي يحملها سوف ينضمون اليه وينضوون تحت لواءه صلوات الله وسلامه عليه وعندنا في الأخبار مسئلة الأبدال، هناك الأبدال هم الأولياء الذين يستبدل الله عزوجل بهم واحداً بعد واحد، كلما مات واحد قام مقامه آخر هذا معروف في النصوص الدينية لكن وارد عندنا في الروايات يوم الأبدال يعني يتم تبادل المواقع يعني مثلاً قوم مع الإمام المهدي عليه السلام يتركونه ويذهبون الى جبهة أعداءه وقوم في جبهة أعداءه يتركون تلك الجبهة وينضمون الى جبهة الإمام المهدي عليه السلام وذلك يوم الأبدال كما ورد في الرواية فالقضية واردة وحتى لو لم تكن فيها رواية فالإقتضاء العام يقتضي هذه المسئلة والتاريخ يحدّثنا بالكثير من هذه الحالات والحمد لله رب العالمين.
أعزائنا المستمعين، في الفقرة التالية من برنامجكم شمس خلف السحاب ننقل لكم إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بالألطاف المهدوية، عنوان الحكاية هو:
زر الحسين ولا تجفوه
كتب آية الله الشيخ المرتضى الحائري – رضوان الله عليه – على الصفحة ۱۱۳ من مذكراته المخطوطة يقول: من القصص العجيبة التي شهدتها بنفسي قصة رجل كان في قم اسمه السيد (أشكاني) سمعت أنه تشرف برؤية مولاي الحجة بن الحسن – سلام الله عليه –. وللتوثق ما سمعت، ذهبت عصر أحد الأيام لزيارته بمعية صديقي القديم الشيخ عبد الوهاب روحي الذي تربطني به صداقة تمتد لخمسين سنة، يرافقنا أخي الشيخ مهدي الحائري.. ذهبت معهما لزيارة هذا الرجل في منزله الذي كان يقع في شارع محطة القطار في قم، فرأيته شيخا نير الطلعة تبدو عليه سيماء الصلاح والبصيرة ومعرفة الحق.. ورأيت عنده في غرفة الإستقبال جهاز المذياع وكان وجوده يومذاك خلاف سيرة المتظاهرين بالقدسية، فعلمت أن الرجل ليس من أهل الرياء والسمعة ولا يسعى إلى جمع المريدين حوله، سألناه عن قصة تشرفه بلقاء الإمام – عليه السلام –، فقال: أنا من أهل مدينة (خوي) كنت عسكريا أعمل في الجيش وقد درست في الكلية العسكرية في تركيا.. اتفق لي أنني حضرت ذات يوم مجلسا دينيا في طهران وكان الخطيب يتحدث عن الإمام صاحب الزمان – روحي فداه – فذكر عملا عباديا يسير به الله عزوجل لقاء صاحب الزمان لمن عمل به، فحفظت هذا العمل العبادي وعملت به فوفقني الله لرؤية مولاي – عليه السلام – وعرضت عليه حاجاتي.
مستمعينا الأفاضل، وتابع آية الله الشيخ مرتضى الحائري رضوان الله عليه نقل هذه حكاية هذا العبد النوراني الصالح المرحوم ( أشكاني ) فكتب يقول: لقد نقل لنا المرحوم أشكاني بكل طيبة خاطر ودون تردد تفصيل ذلك العمل العبادي وهو يشتمل تلاوة آية النور بعددمعين وفي وقت معين من الشهر القمري، لكنني لا أذكر تفصيله هنا خشية من أن يعمل به شخص عير مستعد للقاء الإمام – عليه السلام – فيعمل به ولا يتحقق له اللقاء فيضعف إيمانه و أكون أنا المسؤول عن ذلك عند الله.
وعلى أي حال فقد سألت الرجل سؤالين، الأول: هل رأيت الإمام – عليه السلام – معاينة ؟ ففهمت من جوابه أن رؤيته كانت على نحو المكاشفة، فقد قال مثلا: كانت الأوضاع تتغير فجأة وأنا جالس تحت كرسي التدفئة فأراه – عليه السلام – وأعرض عليه أسئلتي، كما كانت أراه في عالم الرؤيا الصادقة، منها أنني عندما جئت إلى مدينة قم المقدسة وقررت الإقامة فيها، كنت أستلم مبلغ (٥۰۰) تومان شهريا هو راتبي التقاعدي، فأردت معرفة تكليفي الشرعي جاه خمسة، فقد كنت متحيرا بين المرجعين المشهورين يومذاك، وهما السيد حسين البروجردي والسيد محمد الحجة التبريزي، فأديت ذلك العمل العبادي أي عمل تلاوة النور، فرأيت مولاي – عليه السلام – في عالم الرؤيا، ورأيت عنده السيد البروجردي وكان لا يرى الإمام فأشار – عليه السلام – للسيد البروجردي وقال ارجع إلى هذا.
وكان معي مقدار من الأوراق النقدية، فأعطيتها للسيد البروجردي، فأخذها ووضعها في جيبه وهو يبتسم..
وعندما ذهبت إلى السيد البروجردي لاحقا وجدته وجدته جالسا بالهيئة نفسها التي شاهدته عليها في عالم الرؤيا وتسلم مني الأوراق النقدية بالكيفية نفسها التي شاهدتها في رؤياي حتى شكل تبسمه!!
ومرة أخرى قبل هذه الحادثة كنت في مأمورية في مدينة كرمانشاه فرأيته – عليه السلام – فقال لي: منذ مدة وأنت مقيم في كرمانشاه ولم تذهب لزيارة أبي عبد الله الحسين وهذا جفاء له – عليه السلام – فاذهب لزيارته!
وبالفعل ذهبت لزيارة الحسين – عليه السلام – وهناك تشرفت مرة أخرى برؤية مولاي روجي فداه!
أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران أما السؤال الثاني الذي عرضه آية الله الشيخ مرتضى الحائري على هذا العبد الصالح وما يحمله من عبر وآثار العمل العبادي المشار إليه، فهذا ما نوكله إلى حلقة مقبلة من برنامجكم ( شمس خلف السحاب)، فقد انتهى الوقت المخصص لهذه الحلقة، نشكر لكم طيب الإصغاء ونجدد لكم خالص التحيات والدعوات.. في أمان الله.