موضوع البرنامج:
مطهر الأرض ومقدساتها
المرأة ونصرة المهدي
راض عن الثلث
قسما بأنك موعد لا يخلف
ولأنت حق لم يشبه تخلف
ولأنت يا خير الأنام مواقف
وبكل جزء من حياتك موقف
حجبت عن الأنظار طلعتك التي
بجمالها يشدو المحب ويهتف
عجل فداؤك أنفس نذرت بأن
تلقاك مذعنة وأنت المنصف
لو لا وجودك في الحياة لأصبحت
أيامنا نهباً لمن لا يعطف
فمتى نرى علم الظهور مرفرفاً
يجتث كل ضلالة تستنزف
ونراك بين الناس تجمع شملهم
بعد التفرق رغم من يستنكف
وتعيد للقرآن دولته التي
فيها السلام على الجميع يرفرف
في طلعة تمحو الظلام وينزوي
ليل بغيض عز فيه المنصف
تتلهف الأبصار رؤيته كما
شوق السقيم إذا رأى من يسعف
بسم الله وله عظيم الحمد والمجد رب العالمين وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على حبيبه وحبيبنا المصطفى الأمين وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج المهدوي إفتتحناه بأبيات منتخبة من قصيدة في مدح مولانا خليفة الله المهدي _عجل الله فرجه_ للأديب الولائي المعاصر الأخ عبد المطلوب الهاجوج.
وبعد قليل تستمعون الى فقرتنا العقائدية وعنوانها في هذا اللقاء هو: مطهر الأرض ومقدساتها
تستمعون بعدها الى إجابة خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال الأخت زهراء الموسوي بشأن: المرأة ونصرة المهدي
أما حكاية هذه الحلقة فتشمل على وصية مهدوية بشأن موارد صرف الحقوق الشرعية، عنوان الحكاية هو: راض عن الثلث
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم أعزائنا مع فقرات هذه الحلقة من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
في الفقرة العقائدية التي إخترنا لها العنوان التالي:
مطهر الأرض ومقدساتها
قال الإمام علي الرضا _عليه السلام_:
"يوم الوقت المعلوم هو يوم خروج قائمنا أهل البيت.. الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه.."
الكلام النوراني المتقدم هو-مستمعينا الأفاضل- جزء من حديث طويل رواه الشيخ الصدوق _رضوان الله عليه_ في كتابي (كمال الدين) و(عيون أخبارالرضا)، وفيه يعرفنا مولانا الإمام علي بن موسى _عليه السلام_ بأن (يوم الوقت المعلوم) الذي ذكر القرآن الكريم أن الله عزوجل أمهل الشيطان إلى حلوله ليس هو يوم القيامة بل هو يوم ظهور قائم آل محمد _صلى الله عليه وآله_، كما تحدثنا عن ذلك مفصلا في الحلقة السابقة من هذا البرنامج.
وفي تتمة كلامه يعرف مولانا الرضا _عليه السلام_ أجيال الناس إلى يوم القيامة بهوية قائم أهل البيت النبوي _عليهم السلام_، فيذكر أنه الرابع من ولده، أي الإمام الثاني عشر من أئمة العترة المحمدية، فهو خاتمهم لأن النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ قد صرح مراراً بأن الخلفاء الإلهيين من بعده وإلى يوم القيامة هم إثنا عشر لا أكثر ولا أقل وقد روي هذا المعنى في روايات ثابتة من طرق السنة والشيعة وبها استدل علماء الإمامية كأحد أدلة إثبات إمامة أئمة أهل البيت _عليهم السلام_، فهم وحدهم الذين انطبقت عليهم الشروط المستفادة من روايات حديث خلفاء النبي الإثني عشر.
أيها الاخوة والأخوات، ثم يعرف مولانا الإمام الرؤوف على الرضا _عليه السلام_ هوية قائم آل محمد –صلى الله عليه وآله-، بذكر صفته الثانية وهي كونه ابن (سيدة الإماء) وفي ذلك إشارة الى سمو مقام السيدة الجليلة (نرجس) والدة مولانا الإمام الحجة المهدي –أرواحنا فداه-.
ثم يذكر مولانا الرضا _عليه السلام_ الصفة الثالثة للقائم المهدي وهي كونه _عجل الله فرجه_ الذي يشك الناس في ولادته وهذا ما جرى بالفعل بسبب التكتم الشديد على أمر ولادته الذي قام به والده الحسن العسكري – حفظاً له من بطش طواغيت بني العباس الذين سعوا لمنع ولادة المهدي أو قتله وليداً لعلمهم بأنه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وينهي حكمهم الجائر.
والصفة الرابعة التي يذكرها إمامنا الرضا _عليه السلام_ للقائم المهدي هي كونه صاحب الغيبة، أي الذي تكون له غيبة قبل ظهوره، وكل هذه الصفات قد أخبر عنها الإمام قبل وقوعها، ثم جاءت الوقائع التأريخية مصدقة لها ولتظهر للناس أحد أدلة إثبات مهدوية ابن الحسن العسكري –عليهما السلام- فقد كان فعلا الرابع من ولد الإمام الرضا وولدته أمة صالحة شهدت الروايات أنها سيدة الإماء في صلاحها وصبرها وسمو منزلتها عند الله عزوجل، كما أن الشك في ولادته قد وقع بين الناس وكانت له غيبة أيضاً.
أيها الأخوة والأخوات، وفي طي هذا الكلام يبين مولانا الإمام الرضا _عليه السلام_ صفة مهمة أخرى لقائم آل محمد _صلى الله عليه وآله_ وهي أنه ولي الله الذي يحقق الله عزوجل به وعده فيطهر به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم.
وفي استخدامه –عليه السلام- لتعبيري تطهيرها من كل جور وتقديسها من كل ظلم، إشارة لطيفة الى اقتران إقامة العدل الإلهي في كل الأرض بتقديسها، أي جعل كل الأرض مقدسة لأنها ستكون جميعها مسجداً ومعبداً لعبادة الله عزوجل وحده لا شريك، كما أشار لذلك قوله عزوجل في الآية الخامسة والخمسين من سورة النور المباركة "وعد الله الذي آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً"
تابعوا أحباءنا مستمعي إذاعة طهران، صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، برنامجكم شمس خلف السحاب بالإستماع لإجابات خبير البرنامج عن أسألتكم في الإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على خبير البرنامج معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي سلام عليكم سماحة السيد
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: سماحة السيد الاخت زهراء الموسوي بعثت للبرنامج برسالة في الواقع عبرت فيها عن جميل المشاعر اتجاه امام العصر سلام الله عليه والصدق في طلب نصرته وايضاً سألت بعد ان سلمت عليكم
الشوكي: عليكم السلام
المحاور: نعم سألت عن قضية ماورد في دعاء العهد من طلب الرجعة في زمن ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، انا اختصر مضمون الرسالة تقول هل ان القتال بالسيف هو هذا الطلب خاص بالمؤمنين ام يشمل ايضاً المؤمنات، تقول انا كمؤمنة كيف اكون من انصار المهدي صاحب الزمان سلام الله عليه، مالذي افعله للوصول الى هذه المرتبة؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين
بداية تحية للاخت الكريمة واسأل الله تعالى لها خير الدارين ونصرة الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه، الحقيقة نحن تحدثنا في اكثر من برنامج ربما واجبنا على اكثر من سؤال حول دور المرأة في قضية الامام المهدي سلام الله عليه وقلنا ان للمرأة دوراً، سيكون لها دوراً كبيراً في قضية الامام المهدي عليه السلام ودور فاعل كما كان للمرأة دور كبير في كل الاحداث الكبرى التي مرت في التاريخ، التاريخ الانساني وحتى تاريخنا الاسلامي وكذلك اشرنا الى ان هناك فعاليات مختلفة يمكن ان تقوم بها المرأة، ادوار مختلفة ثقافية تعبوية تربوية الخ منها ايضاً البعد الجهادي، المشاركة في الجهاد اياً كانت هذه المشاركة بحسب ماتستطيع طبعاً نحن نعرف ان المرأة موضوع عنها الجهاد بالسيف لكن هناك اعمال اخرى، اعمال لوجستية، امدادات، تطبيب، مداواة الجرحى كما كانت المرأة تفعل حتى في حروب النبي صلى الله عليه واله وسلم وحتى الجهاد بالسيف لو امر الامام بذلك لضرورة ما واوجب على المرأة وبأمكانه ان يوجب الجهاد على الجميع هذا من حهة واما من جهة مسئلة كيفية الوصول الى ان يكون الانسان من انصار الامام سلام الله عليه طبعاً لابد ان نعرف ان المرأة سوف تكون من انصار الامام عليه السلام بل حتى من صفوة اصحابه وكما اشرنا في حلقة من الحلقات هؤلاء ۳۱۳ ، هؤلاء الصفوة من الاصحاب جملة منهم من النساء المؤمنات والمجاهدات الواعيات البصيرات فأذن المرأة تكون حاضرة في نصرة الامام، في جبهة الامام وسوف تؤدي ادوارها في ذلك الدورالجهادي بأقسامه المتعددة والمناسبة لها. كيفية الوصول الى هذه المرحلة؟ الى ان يكون الانسان من انصار الامام سلام الله عليه؟ طبعاً لاشك ان ذلك بتوفيق من الله تبارك وتعالى لكن التوفيق الالهي ايضاً هو مرتبط بالجهد البشري "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" فهناك توفيق الهي صحيح، الله عزوجل يمن على من يشاء بهذا التوفيق ولكن ليس اعتباطاً وانما هو مرتبط ايضاً بالانسان، ان تكون من انصار الامام المهدي عليه السلام هذا مرتبط بك، مرتبط بمدى وعيك، مرتبط بمدى بصيرتك، مرتبط بمدى عمق ايمانك واستعدادك للتضحية والفداء في سبيل الدين وفي سبيل العدل يعني لو ظهر الامام الان سلام الله عليه فكيف سيكون موقفك؟ الاخت الكريمة كيف سيكون موقفها؟ طبيعي ليس كل الناس ستنصر الامام كأجداده، كجده الحسين عليه السلام، كجده النبي صلى الله عليه واله وسلم هناك من نصره، هناك من خذله وحتى من تحول الى اعداءه، الى جبهة اعداءه كذلك لو ظهر الامام المهدي سلام الله عليه اليوم ليس كل الناس ينصرونه، ينصره اهل الصدق، ينصره اهل الوفاء، اهل الايمان، اهل الوعي، اهل البصيرة اما الذين لايمتلكون ذلك قد لاينصرون الامام سلام الله عليه ربما يتخلون عنه او ربما اعوذ بالله يكونون في جبهة اعداءه. لدينا في بعض الاحبار انه احدى المعارك التي يخوضها الامام سلام الله عليه مع اعداءه هناك المتحولون بمعنى التحول في الجبهات، يسمونه يوم الابدال يعني هناك جماعة مع الامام ينضمون الى اعداءه، يتركون جبهته ويذهبون الى جبهة اعداءه وهناك من في جبهة الاعداء ينضمون الى جبهة الامام صلوات الله وسلامه عليه، اذن القضية تحتاج اولاً الى وعي والى بصيرة وتحتاج الى ايمان عميق. من لايملك الايمان الكامل والصدق في الايمان والوعي والبصيرة والحب بلا شك ايضاً الى الامام والمودة له والاستعداد للتضحية وليس الجميع يملكون الاستعداد للتضحية، قد لايكون ممن ينصر الامام سلام الله عليه فعلى الانسان ان يحقق ذلك في نفسه ويوطن نفسه على ذلك ويدعو الله عزوجل لأنه من دون التوفيق الالهي، ايضاً هناك مع الامام الحسين سلام الله عليه بعض الاشخاص، طبعاً بعض الاشخاص لم ينصروه اصلاً وبعضهم جاءوا معه في منتصف الطريق وتراجعوا، هناك بعض الاشخاص الى يوم عاشوراء بل بعضهم قاتل مع الامام الحسين ولكن لم يستمر وترك الامام الحسين لوحده وانصرف فيحتاج الى توفيق الهي لذلك علينا نحن ان نوفر كل هذه الامور، ان نعيش عمق الايمان، صدق الايمان، نوطن انفسها على التضحية للامام وفي سبيل الدين ثم ندعو الله عزوجل ان يوفقنا لذلك لأن الدعاء مهم جداً اذا الله عزوجل لم يوفق الانسان للخير فلم يتوفق ابداً ونسأله تعالى ان يجعلنا والاخت الكريمة وجميع الاخوة والاخوات من انصاره واعوانه سلام الله عليه.
أما الآن فقد حان موعدكم أيها الأعزاء مع حكاية هذه الحلقة وعنوانها هو:
راض عن الثلث
حكاية هذه الحلقة ينقلها العالم التقي آية الله الشيخ مرتضى الحائري اليزدي _رضوان الله عليه_ وهو من علماء الأخيار ومن أصدقاء الإمام الخميني –قدس سره-، وقد دونها في الصفحة الثامنة والثلاثين من كتاب مذكراته، وقد نقلها عن آية الله العالم الورع السيد روح الله الخاتمي.
والحكاية ترتبط بآية الله المرجع الجليل السيد المجدد محمد حسن الشيرازي مؤسس الحوزة العلمية الإمامية في مدينة سامراء وصاحب فتوى تحريم التنباك التي يذكر أنه _رضوان الله عليه_ أصدرها بتوجيه من صاحب الزمان _سلام الله عليه_ وبها دفع عن ايران خطر السيطرة البريطانية الإستعمارية.
هذه الحكاية تعبّر عن أحد مصاديق توجيه إمام العصر –أرواحنا فداه- للعلماء الأتقياء وتهذيبه ورعايته لهم، ننقلها لكم فتابعونا على بركة الله.
نقل آية الله الشيخ مرتضى الحائري _رضوان الله عليه_ أن آية الله السيد المجدد الشيرازي _قدس سره الشريف_ بعث لوكيله في مدينة كربلاء المقدسة، وكان من العلماء الذين يثق بهم، رسالة يوصيه فيها بتحرّي المزيد من الدقة والإحتياط في صرف الحقوق الشرعية التي تصله من المؤمنين من الخمس وغيره من الأموال الشرعية، ثم يعلل تأكيده على هذه الوصية بقوله في رسالته لوكيله:
سمعت في منامي أن هاتفاً يخاطبني بالقول: إن الإمام الحجة صاحب العصر _عليه السلام_ قد جاء الى الحرم (يعني حرم الإمامين العسكريين عليهما السلام) وأمر أن يحضر له دفتر صرف الحقوق الشرعية. فأخذت الدفتر الذي كنت أسجل فيه أسماء الأشخاص الذين كنت أعطيهم من سهم الإمام –عليه السلام- من أموال الخمس، وذهبت إليه _عليه السلام_ ثم سلمت عليه وجلست بين يديه فأمرني أن أقرأ موارد صرف هذا السهم من أموال الخمس.
فقرأت له هذه الموارد، فقال: لست راضياً عن صرف الخمس في كثير من هذه الموارد، وأتذكر أنه قال (على ما يبدو) إني راض عن صرف الخمس في ثلث هذه الموارد.
فقلت له، يا مولاي، أنا لا أطيق أكثر مما أقوم به، فأمر غيري بتولي هذه المهمة وسأكون تابعا ومطيعاً له.
فتبسم مولاي إمام العصر _عليه السلام_ وقال:
يجب عليك أن تواصل أنت القيام بهذه المهمة، ولكن ينبغي أن تدقق أكثر في حسن إنجازها.
وختم آية الله المجدد السيد محمد حسن الشيرازي رسالته لوكيله في مدينة كربلاء المقدسة قائلاً:
ولهذا السبب أوصيك –وأنت وكيلي- بتحري المزيد من الدقة والإحتياط في صرف أموال الخمس، عملاً بأمر مولاي صاحب الزمان _عليه السلام_.
جعلنا الله وإياكم أعزائنا من العاملين بوصايا إمام زماننا المهدي _أرواحنا فداه_ ومن خيار أنصاره في غيبته وفي ظهوره _عجل الله فرجه_ إنه سميعٌ مجيب.
وبهذا ينتهي لقاء اليوم من برنامجكم شمس خلف السحاب قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.