البث المباشر

ولاية المهدي ومراتب الكمال/ مم اليأس قبل الظهور/ سآتيك بنفسي

السبت 16 مارس 2019 - 16:39 بتوقيت طهران

( الحلقة : 296)

موضوع البرنامج:
ولاية المهدي ومراتب الكمال
مم اليأس قبل الظهور
سآتيك بنفسي

كأني بميكائيل تحت ركابه

يناجيه إجلاله له وهو ناكس

كأني بإسرافيل قد قام خلفه

وجبريل من قدامه وهو جالس

كأني به في كعبة الله قانتا

يواهسه رب العلى ويواهس

كأني به من فوق منبر جده

لبردته عند الخطابة لابس

كأني بطير النصر فوق لوائه

وزأر ليوث أفلتتها الفرائس

خضم من الفتح المبين رعيله

تضيق به الفتح القفار الأمالس

تؤم وصي الأوصياء ودونه

ملائكة غبر وشوس أحامس

كرام أهانوا دون دين محمد

نفوسهم وهي النفوس النفائس


بسم الله وله الحمد اللطيف الخبير وأزكى صلواته على مجاري رحمته وبركاته ومعادن حكمته محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم أحبتنا وأهلا بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج اخترنا لمطلعه أبياتا تصور بعض طوائف أنصار المهدي الموعود من الملائكة والإنس عند ظهوره عجل الله فرجه، وهذه الأبيات من قصيدة مهدوية رائقة للفقيه الولائي الشيخ الحسن بن راشد الحلي من أعلام علماء الإمامية في القرن الهجري التاسع رضوان الله عليه. أعزائنا في هذا اللقاء فقرة عقائدية مهمة عنوانها: ولاية المهدي ومراتب الكمال تليها إجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال هو: مم اليأس قبل الظهور ثم حكاية تحمل أكثر من درس مهدوي عنوانها: سآتيك بنفسي أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم أعزائنا مع فقرات هذه الحلقة من برنامج (شمس خلف السحاب) تابعونا بالإستماع للفقرة العقائدية وعنوانها هو:

ولاية المهدي ومراتب الكمال

قال إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "من أقر بجميع الأئمة عليهم السلام وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله نبوته"، فقيل له: يابن رسول الله ممن المهدي، من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته".
وقال مولانا الصادق عليه السلام في حديث آخر مروي مع سابقه في كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق.قال: "إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا"، فقيل له: يابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ قال: "محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم". وفي كتاب الغيبة للشيخ النعماني مسندا عن ابن قصار قال: سئل أبو عبد الله الصادق عليه السلام: هل ولد القائم؟ قال عليه السلام: "لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي".
مستمعينا الأكارم، هذا الحديث الشريف ينطلق من إحدى الحقائق العقائدية القرآنية المهمة التي تؤكد النهي عن التفريق بين رسل الله وأوليائه بالتفريع، وتدعوا الموحدين إلى الإيمان بهم كمنظومة واحدة يكمل بعضها بعضا. فبعد بعثة سيد الأنبياء والمرسلين لا يمكن للموحد أن يكون إيمانه صحيحا إذا آمن بجميع الأنبياء وجحد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله، فهو بذلك يفقد آثار ما جاء به النبي الخاتم لإكمال التوحيد الخالص وما يقرب العباد إلى بارئهم عزوجل. والحكم نفسه يصدق على مولانا خاتم الأوصياء المهدي الموعود عجل الله فرجه لايكتمل إيمان الموحد إذا أدرك إمام زمانه إذا جحد إمامته ولم يتمسك بولايته سلام الله عليه.
الحقيقة الثانية التي يبينها مولانا الإمام الصادق عليه السلام في الأحاديث المتقدمة هي أن خاتم الأوصياء سلام الله عليه هو بالنسبة لمنظومة الوصاية والإمامة كجده المصطفى صلى الله عليه وآله فيما يرتبط بمنظومة النبوة والرسالة. فمن جحد ولايته ولم يتمسك بإمامته ولم يأتم به وقد أدرك عصر إمامته سواء في غيبته أو ظهوره، فلن يكمل إيمانه ولن يتمكن من طي ما قدره الله عزوجل من مراتب الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة.
ونجد مولانا الإمام الصادق عليه السلام ينبه المؤمنين بلغة غاية في الدقة والتشويق على ضرورة التمسك بإمامة بقية الله في أرضه وخليفته في عباده عندما يقول وهو الإمام المعصوم وجد المهدي: "لو أدركته لخدمته أيام حياتي". فكيف بسائر الموحدين من غير المعصومين عليهم السلام؟.
أيها الإخوة والأخوات، أما الآن فندعوكم للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسألتكم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نستمع معا للإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا اهلاً بكم ومرحباً، معكم ومع سماحة السيد محمد الشوكي وهو على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج مشكوراً، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخت ايناس في رسالة عبر البريد الالكتروني، الاخت ظاهراً طالعت كتاب الامام المنتظر في الفكر الاسلامي، نقلت منه بعض الاحاديث من ضمنها الاحاديث التي ترتبط باليأس، تقول مامعنى اليأس من ظهور الامام المهدي سلام الله عليه وهو قد ذكر في الكتاب انه من علامات الظهور، هل ان هذا اليأس يقع بين عموم المسلمين من المذاهب الاخرى ام بين الشيعة الذين هم لهم تعلق خاص واعتقاد خاص بالامام المهدي عليه السلام ثم كيف ينسجم مع علامة اخرى غيرها وذكرت في العلامات هي كثرة ذكر الامام المهدي كعلامة لظهوره سلام الله عليه؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمد
ايتها الاخت الكريمة بالنسبة الى الاياس واليأس وارد في الاخبار انه يظهر بعد اياس من الناس او بعد يأس من الناس، هذا اليأس اختي الكريمة، طبعاً انا لاارى في حدود ذكري يأس من الامام المهدي بالذات، كأنهم أيأس ما يقولون بشكل وارد في الاخبار او انه يظنون انه لافرج فاليأس من الفرج، من ...
المحاور: عفواً يمكن ان يكون اليأس من اصل الاصلاح والتغيير
الشوكي: نعم هذا هو الذي اريد ان اقوله فالوارد أياس مطلق، الناس قبل الظهور، تعرفون ان العالم سيجرب، هو جرب وسيجرب الكثير من النظريات لكي يحل مشاكله ولكي يرتقي بالمجتمع البشري الى حياة افضل لكن سوف يرى المجتمع البشري ان كل الحلول وكل النظريات البديلة عن الحل الالهي يعني الان البشرية تريد ان تجد لها حلاً بعيداً عن الله، بعيداً عن رسل الله، بعيداً عن كتب الله، بعيداً عن الدين، هذه الحلول ستتهاوى واحدة بعد الاخرى طبعاً تهاوى بعضها كالنظرية الشيوعية ايضاص بعضها في نظر التهاوي كالرأسمالية الان تعاني من مشاكل وهزات عنيفة خصوصاً في السنتين الماضية، تعرفون الوضع الاقتصادي والازمات الاقتصادية ولم يعرفوا كيف يحلونها وكذلك سوف تهوي هذه النظرية الرأسمالية الغربية وبعد هذه النظرية ربما تظهر تظريات اخرى جديدة لكنها لاتستطيع ان تحل مشكلة الانسان، سوف يظل الجوع، سوف يظل الفقر، سوف يظل المرض، سوف يظل الارهاب، عدم الامن، المشاكل البشرية فتصل البشرية الى حالة من اليأس خلاص، استنفذنا كل الاوراق ولانستطيع ان نحل المشكلة وليس هناك جل ووصلنا الى طريق مسدود عند ذلك يأتي الفرج الالهي ان شاء الله تعالى، ربما اذا كان المقصود الاياس من الامام المهدي هو من قبيل قوله تبارك وتعالى "بسم الله الرحمن الرحيم أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ" يعني حالة استنفار لكل الاوراق وهذه حالة الاستنفار وحالة اليأس هي التي ستؤدي الى ذكر المهدي، تؤدي ان يتجه الناس الى الحل الالهي والحل الرباني وعند ذلك ان شاء الله تعالى سوف يظهر صلوات الله وسلامه عليه وهذا تخطيط الهي، الله عزوجل قال للبشرية اعطيكم فرصة لكي تعتمدوا على عقولكم وانظروا هل تجدون حلاً لمشاكلكم ام لا، في نهاية المطاف وبعد قرون سوف يدركون انهم لايمكن ان يحلوا مشاكلهم او يبنوا مجتمعاً سعيداً وكل الحلول تتساقط ويصلون الى طريق مسدود ويقولون "سلمنا ياربنا ليس لنا الا لك وليس لنا الا وليك" عند ذلك يظهر صلوات الله وسلامه عليه.
أعزائنا إخوة الإيمان، أما حكاية هذه الحلقة من الحكايات الموثقة المتحدثة عن الفائزين بألطاف المهدوية الخاصة فعنوانها هو:

سآتيك بنفسي

مستمعينا الكرام، الحكاية التالية من الحكايات الموثقة التي نقلها عدة من المراجع والعلماء الأعلام منهم آية الله الشيخ محمد حسين الإصفهاني الغروي وآية الله السيد موسى الزنجاني عن والده السيد أحمد الزنجاني وغيرهم، ونحن ننقلها لكم من كتاب حياة آية الله الأراكي عن آية الله العلامة الجليل المولى الزاهد الشيخ محمد باقر الإصطهباناتي؛ قال رضوان الله عليه: عندما كنت مقيما في طهران لتحصيل العلوم الدينية، كنت أدرس أيضا بعض العلوم. وذات يوم جائني أحد العلماء وقال لي: هل يمكنك أن تدرسني كتاب شفاء الصدور على وفق الشريعة الإلهية المقدسة؟ وهذا الكتاب يتناول أصول الدين، ولم يكن لدي متسع من الوقت فاعتذرت، لكن الرجل أصر على طلبه، فقلت: ليس لدي هذا الكتاب ولا أستطيع تدريسه بدون مطالعة مسبقة. قال الرجل: لدي نسخة منه تبقى عندك في الليالي وأستفيد منها نهارا. فوافقت على طلبه وشرعنا في الدرس واستمر الحال على هذا المنوال مدة.
وذات صباح بحثت كثيرا على الكتاب فلم أجده ولم أتذكر أين وضعته وعندما جائني الرجل وأخبرته بالأمر قال: ينبغي البحث عن حل! ثم ذهب وعاد بعد يومين أو ثلاثة، وكانت في حجرتي ثلاث حافظات من قماش أضع فيهما لوازمي، فتوجه الرجل فورا إلى الحافظة الثالثة وفتحها وأخرج منها الكتاب وقدمه لي!.
مستمعينا الأفاضل، أدرك العالم الجليل الشيخ محمد باقر أن تلميذه ليس رجلا عاديا فاهتم بالسعي لمعرفة سره، قال رضوان الله عليه في تتمة حكايته: تعجبت كثيرا وسألته: كيف عرفت أن الكتاب في هذه الحافظة رغم أنني بحثت طويلا ولم أجده؟!.
فأخبرني بقصته، قال: لقد درست في حوزات العتبات المقدسة في العراق الفقه والأصول حتى بلغت مرتبة الإجتهاد فعدت إلى بلدتي وصرت مرجعا لأهلها في أمورهم الشرعية، وبقيت على ذلك مدة إلى أن فكرت في نفسي ذات يوم فشعرت أن دراستي لأصول الدين والعقائد غير كاملة فقررت أن أغادر بلدتي طلبا لدراسة العقائد، فاعترض أهل بلدتي على هذا القرار وقالوا: لقد أصبحت أستاذا عالما فلا حاجة لك بالدراسة، فأبيت وقلت: لا لازلت لكي أصبح عالما بحاجة إلى ثمان سنين لدراسة علوم أصول الدين. وجئت إلى طهران بهذه النية أبحث عمن أدرس عنده العقائد، وبقيت مدة في عزلة لا أنيس لي، وخلال هذه المدة ظهرت في فمي جروح آذتني كثيرا فكنت أشده بمنديل. وذات يوم رآني على هذه الحال رجل في الشارع فسماني بأسمي دون سابق معرفة وقال لي: لماذا لا تستخدم الدواء الفلاني لكي تبرأ من هذا المرض؟!!.
وعندما عدت إلى منزلي قلت لا خير من الإستفادة من هذا الدواء، فاستعملته فبرأت جروح فمي، وعلمت أن شفائي من الله به ببركة أنفاس هذا الرجل وعلمت أنه رجل مقدس فاشتقت لرؤيته ثانية وهذا ما تحقق لي إذ التقيته ثانية في الطريق فطلبت مصادقته فوافق، ثم علمت أنه من الأوتاد وقد كلفه مولاي صاحب الزمان وإمام العصر روحي فداه للإقامة في طهران لدفع الأذى عن المؤمنين.
وقد ذهبت إليه للعثور على الكتاب فأخبرني بمكانه، وهو الذي دعاني من قبل لدراسة أصول الدين عندك وأكد علي أن ألتزم الحضور في مجلسك.
أعزائنا المستمعين، فرح الأستاذ العالم الشيخ محمد باقر رضوان الله عليه بما سمع وطلب من تلميذه أن يعرفه بهذا العبد الصالح، فقال: ينبغي أن أستأذنه في ذلك، فذهب إليه وأخبره بطلب أستاذه وعاد إليه بالجواب التالي: لا أأذن بذلك، وإذا تقرر اللقاء فسآتيك بنفسي. فرضي العالم بذلك وأخذ يعرض على العبد الصالح أسئلته بواسطة تلميذه ويحصل منه على الجواب الشافي وبقي على ذلك مدة حتى اختفى تلميذه بعد حين وانقطع خبره عنه!!.
نشكر لكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)، تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعايته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة