موضوع البرنامج:
المهدي وإحياء الأرض
موت عبدالله وظهور المهدي عليه السلام
كنت كالطفل بين يديه
يا كالئ الدين الحنيف
والأرض من خطب الصروف
ومجليا داجي الضلال
بنور رشدٍ منه موف
بك يرتجي ضعف القوي
وقوة العاني الضعيف
أترى نقرعلى الهوان
وأنت من شم الأنوف
*******
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الهداة الى الله. السلام عليكم أيها الأعزاء: لقاء هذا اليوم من برنامج شمس خلف السحاب، إفتتحناه بأبيات مهدوية للشاعر الحسيني الحاج عبد الحسين الحياوي رحمة الله عليه. ونحن معكم في هذه الحلقة والفقرات التالية: فقرة عقائدية عنوانها: المهدي وإحياء الأرض، وإجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سوال بشأن: موت عبدالله وظهور المهدي عليه السلام، ثم إحدى الحكايات الموثقة للفائزين بلقاء ولي العصر ارواحنا فداه عنوانها:كنت كالطفل بين يديه.
*******
أطيب الأوقات نتمناها لكم ايها الأخوة والأخوات، مع فقرات البرنامج وأولاها العقائدية وعنوانها:
المهدي وإحياء الأرض
في حديث مسندٍ رواه الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين قال مولانا الامام الحسين –عليه السلام: "منّا إثنا عشر مهدياً أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي وهو الامام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون".
*******
يبين لنا مولانا الامام الحسين – سلام الله عليه – في هذا الحديث الشريف عدة من أصول عقيدة مدرسة الثقلين، القرآن والسنة في المهدي المنتظر – عجل الله فرجه. وقد تحدثنا – في حلقةٍ سابقةٍ عن ثلاثه من هذه الأصول التي ذكرها الحديث الشريف، وننتقل الآن للحديث عن الأصل الرابع وهو الإعتقاد بأن الله عزوجل يحي بالمهدي الأرض بعد موتها، فما المقصود بذلك؟ مستمعينا الأكرام، تحدثت عدة من الأحاديث الشريفه عن إحياء الله في عصر الظهور المهدي للأرض بعد موتها ملقية الأضواء على المقصود من هذا الإنجاز الذي لا نظير له في التاريخ البشري . ولهذا الإحياء عدة من المصاديق تشير إليها الأحاديث الشريفة كما سنتطرق لذلك فيما يلي ... فكونوا معنا:
*******
الأول هو إخراج الأرض لأفلاذ أكبادها كما عبرت عن ذلك الأحاديث الشريفة، وقد فسر هذا التعبير بأمرين يتحققان في عصر ظهور المنقذ المهدوي عجل الله فرجه، الأمر الأول: هو إخراج ثروات أرضية كثيرة البركة لم يعهدها الإنسان كما وكيفاً من قبل ويشمل ذلك الثروات المعدنية والزراعية والأحجارالكريمة وغيرها من الثروات التي سيكون لها عظيم الأثر في الرقي والتطور الرفاهي للمجتمع البشري. الأمر الثاني: هو إحياء من مات قبل ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه من الصالحين وفق قانون الرجعة. لكي يساهم هؤلاء في تربية المجتمع الإنساني وإيصاله الى مراتب الكمال العليا، إضافة الى بلوغهم أنفسهم مراتب من الرقي والكمال المعنوي كانوا مستعدين لها ولكن لم تتهيأ لهم ظروفها في حياتهم الأولى وتوفاهم الله قبل بلوغها، ولكونهم مستعدين لها، أوجب الله على نفسه لطفاً منه ورحمة أن يحيهم الله عزوجل في زمن ظهور الإمام المهدي لكي يبلغوا هذه المراتب ويجتهدوا في السعي لها مع الشروط اللازمة مع حضور الإمام وقيام حكومة العدل الالهي. وقد أشارت لهذا المعنى عدة من الأحاديث الشريفة. أما المصداق الثاني والمهم لإحياء الأرض بعد موتها، فهو إحياؤها بالعدل بعد أن أماتها الطواغيت بالجور. وهذا الإحياء يكون بالإستثمار الصحيح لها والذي يكون سبباً لإنتفاع الجميع بها وفق قوانين العدل ودون إضرار بأحد من مخلوقاتها بل مع حفظ سلامتها.
*******
الكرام حان الآن موعدكم مع ضيف البرنامج وإجابته عن بعض أسئلتكم بشأن القضية المهدوية، نستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي: المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة السيد محمد الشوكي الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته المحاور: سماحة السيد الشوكي الاخ احمد كريم من الامارات بعث برسالة يقول فيها تشيع في محافل المؤمنين عبارة من يبشرني بموت عبد الله ابشره بالقائم او بظهور القائم، يقول ان بعض المؤمنين يطبقونها على الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، يسأل عن مدى صحة هذا التطبيق، صحة هذه العبارة وورودها عن الامام المعصوم سلام الله عليه؟ سماحة السيد تفضلوا الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين. نعم هذه رواية موجودة في كتب الحديث والكتب التي تتحدث عن قضية الامام المهدي سلام الله عليه، كتب الغيبة وغيرها والذي اتذكره ان الرواية صحيحة من حيث السند يعني من حيث سندها هي رواية صحيحة حسب ما هو عالق بذهني ولكن من حيث المضمون الحقيقة هذه العبارة خالية من ذكر المشخصات والمميزات التي يمكن من خلالها ان نطبقها على شخص بعينه يعني لاتوجد هناك مشخصات لعبد الله هذا، من هو؟ من يكون؟ قرائن مذكورة في الرواية يمكن ان تطبق على الشخص غير الاسم فقط، فقط الاسم هو الموجود فأما مشخصات اخرى فلا توجد فيها هذه الرواية لذلك نرى بعض الباحثين بل بعض العلماء حاول ان يطبقها على اخر ملوك بني العباس الذي هو المستعصم واسمه ايضاً عبد الله. اعتقد حسب ما في بالي وفي خاطري السيد الامين رحمة الله عليه، السيد محسن الامين في الاعيان يشير الى هذا المعنى انها مرتبطة بآخر ملوك بني العباس الذي هو الملك المستعصم بالله واسمه عبد الله. هذه القضية، مسألة علامات الظهور وربطها ببني العباس الحقيقة الكثير من علامات الظهور تشير الى هذا المعنى اما صراحة تذكر بني العباس او تشير اليهم بفلان وآل فلان تقية كانوا لايصرحون بأسمهم الائمة سلام الله عليهم، الائمة الذين كانوا يعيشون في ظل حكومة بني العباس كانوا لايصرحون بأسمائهم لهذا يقولون فلان او دولة فلان او ماشابه ذلك. هذه الروايات الحقيقة تحتاج الى دراسة وتحتاج الى تمحيص، الى الان لم اجد انها ممحصة في الكتب التي كتبت حول الامام المهدي عليه السلام والحقيقة نحن بحاجة الى جهد علمي لفك هذا الارتباط هل القضية ان هناك دولة لبني العباس سوف تأتي في اخر الزمان ام لا ان القضية كانت مرتبطة بدولة بني العباس السابقة ولكن كما قلنا ضمن قانون البداء "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب" كان ممكن ان يقع في ذلك الزمان، هذه قضية تحتاج الى دراسة لكن المهم ان مسألة عبد الله الحقيقة كما قلت غير الاسم لاتوجد مشخصات يمكن ان يعتمد عليها وتشكل عاملاً للجزم في تطبيقها على الملك السعودي او غير الملك السعودي، هذا احتمال من الاحتمالات اما الجزم به فلا اعتقد ان هناك باحثاً يمكن ان يجزم بهذا الامر وانا اقول للاخوة الكرام واحاول دائماً ان اذكر بهذه المسألة اولاً من حيث الاساس اخواني قضية الامام المهدي عليه السلام حتم لاريب فيه لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر الامام سلام الله عليه كما في احاديث النبي صلى الله عليه واله هذا واحد، اثنين البشرية سائرة بأتجاه ذلك اليوم وهناك الكثير من العلامات البعيدة والاجواء واضح تحققها كما في الاخبار الشريفة عن اخر الزمان لكن اخر الزمان هو ليس فترة خمس سنوات او ست سنوات او سبع سنوات لما نقول عصر الظهور ليس هو سنتين او ثلاث او اربع سنوات هو عصر من العصور، مرحلة زمنية ممتدة لذلك انا نصيحتي للاخوة الكرام ان الانسان يعمل بوظيفته ويمهد على مستوى الذات، على مستوى اخر يدعو بالفرج ليلاً ونهاراً لكن مسألة توقيت وتطبيق هذا لايمكن لأحد ان يجزم بها، نعم في العلامات الكبرى، العلامات المحتومة التي اولاً قريبة من الظهور يعني بينها وبين الظهور الا اشهر وبعضها الا ايام فهذه اولاً علامات قريبة وثانياً علامات حتمية ليست خاضعة لقانون البداء، اذا زهرت هذه العلامات بأمكاني او بأمكان غيري ان يتحدث اما قبل ذلك فهي قضايا موجودة يمكن ان تقع ويمكن ان لاتقع، يمكن ان تطبق او لاتطبق ولكن الجزم الجزم ارجو ان لايفهم كلامي غلطاً، الجزم بذلك لايملك احداً ان يجزم به ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعجل في فرج الامام صلوات الله وسلامه عليه وانهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، نسأل الله عزوجل ان يعجل في ظهور وليه القائم المنتظر وان تكون هذه بوادر لهذا وذلك املنا ورجائنا ودعائنا ان شاء الله.
*******
كونوا معنا أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران وحكاية اليوم من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، والتي تحمل العنوان التالي:
كنت كالطفل بين يديه
مستمعينا الأفاضل، الحكاية التالية رويت في عدة من المصادر المعتبرة ونحن – في هذا اللقاء ننقلها من كتاب (دار السلام) لآية الله العالم الجليل الشيخ محمود الميثمي العراقي – قدس سره الشريف – وهو من أعلام علماء القرن الهجري الثالث عشر وقد نقلها مباشرةً عن معاصره العالم الورع الشيخ علي رضا الإصفهاني – رضوان الله عليه – والذي نقلها بدوره مباشرةً عن صاحب الحكاية وهو المرجع الديني الزاهد آية الله السيد مهدي القزويني – رضوان الله عليه: قال الشيخ علي رضا الإصفهاني، زرت السيد مهدي القزويني أيام إقامته في النجف الأشرف وقلت له: أنتم والحمد لله قد بلغتم مراتب سامية في الكمالات العلمية والعملية، وقد صرت فريد عصرك في الطاعات والعبادات والأذكار والرياضات الشرعية، فلا يمكن أن لاتكون قد فزت بلقاء إمام العصر – أرواحنا فداه، وإني لأحب أن تحدثني بذلك إن كان قد حصل لك هذا الفضل . أجاب السيد القزويني: لم يحصل لي أن التقيته – روحي فداه – وأنا عارف بهويته، ولكن حصلت لي ثلاث وقائع علمت بعدها – بالعلم العادي – بهويته –عليه السلام – ثم نقل السيد القزويني الحلي هذه الوقائع الثلاث، وقال عن الأولى ما ملخصه: بعد انتهائي من إلقاء درسي اليومي المعتاد في مضيف منزلي في الحلة خرج الطلبة والعلماء ولم يبق أحد غير اثنين من مشائخ وفضلاء علماء الحلة إذ كانوا يتباحثون في بعض مسائل الدرس. وكنت قد كتبت في تلك الأيام رسالة فقهية بشأن أحكام مبحث تداخل الأغسال الواجبة والمستحبة، وكنت أحضر معي هذه الرسالة الى مجلس الدرس للتباحث بشأن مسائلها. وفجأةً دخل شخص عليه كامل ملامح الهيبة والجلالة، كان يرتدي زي أشراف العرب ولكن بزي العلماء ولأهل الحلة بل وبزي أشراف الموصل. ولما دخل عبر الباب هيمنت علي هيبته وجلالته، فقمت – دون إختيار مني إكراماً وتعظيماً، و وضعتُ له بساطا ًومتكئتي وجلست الى جانبه، وهذا مالم أفعله من قبل لأحد لا من الأشراف ولا الحكام ولا العلماء.... جلس الرجل في المكان الذي أعددته له دون مجاملة، وهذا مما لم يفعله أحدٌ معي من قبل .... جلست عنده وقد سُلبت القدرة على التكلم.
*******
ويتابع آية الله السيد مهدي القزويني الحلي نقل حكايته فقال – رضوان الله عليه: ثم أشار الرجل الى الرسالة التي أحضرتها للدرس، وقال: ما هذه؟ أجبت: رسالةُ كتبتها في الفقه. قال: في أي مسألة. قلت: في مبحث تداخل الأغسال، فقال: إقرأ لنرى! لقد كان يتكلم بعربية لم أسمع أفصح منها، فأخذت الرسالة وبدأت أقرأ مثلما يقرأ الطفل المبتدئ بتعلم العربية بين يدي إستاذ قاهر. كان يكمل قراءة العبارات التي أتلكأ ُ في قرائتها وكأنه كان يحفظها عن ظهر قلب، وكان ينبه أيضاً على الأخطاء والإشتباهات فيها، الى ان وصلت الى فقرة قال عنها: هذه لم تكتب بصورةٍ ٍصحيحة. وبين لي وجه الخطأ في المسألة والوجه الصحيح فيها بصورة لم يبق معها مجال لغير التصديق والتسليم. لقد وجدت فيه إحاطة وحضوراً علمياً بالأحكام الفقهية وكأنها جميعاً بالنسبة له من البديهيات الأولية.
*******
ونبقي أيها الأعزاء مع آية الله المرجع الكبير السيد القزويني – قدس سرهوهو ينقل تتمة الحكاية قائلاً: وبعد الإنتهاء من أمر الرسالة الفقهية تلك، سألت الرجل عن محل قدومه فقال: من الموصل. وفي تلك الأيام كان أهل الموصل قد تمردوا على حكم باشا بغداد العثماني، فحاصرتهم عساكر أحمد باشا أو صالح باشا التي ذهبت من بغداد الى الموصل لإنهاء تمردهم، وكان لي أصدقاء في الموصل، لذلك كنت متشوقاً لمعرفة أخبارهم، فسألته عنها فذكر اسم ذلك القائد العسكري أحمد أو صالح باشا وقال: الآن دخل الموصل واحتلها. قال ذلك وقام فقمت – دون إختيار – تعظيماً وشيعتة حافياً الى باب المضيف، وعندما خرج انتبهت لحالي وقلت للعالمين اللذين كانا حاضرين في اللقاء: من هو هذا الرجل، وما هذه الأخبار الغيبية التي جاء بها، لقد كان هذان العالمان مندهشين مثلي، فخرجت من فوري بلا عباءةٍ خارج المضيف وأجلت النظر طويلاً في الزقاق فلم أر له أثراً وسألت عنه الذين كانوا في الزقاق فأجابوا: لم نر أحداً بهذه الصفات يخرج من بيتك! ثم ذهبت الى الخان الذي ينزل فيه المسافرون والغرباء وسألت عنه من المقيمين في الخان، فقالوا: لم ينزل هنا أحداٌ بهذه الصفات. فذهبت الى منزل شخص ينزل عنده عادة القادمون من الموصل وسألته: فقال: لم يأت أحدٌ من الموصل بهذه الصفات وليس في الموصل مثل هذا الشخص. فكتبت التأريخ الذي ذكره الدخول القائد العثماني للموصل باليوم والساعة وراجعت التأريخ عندما وصل خبر فتح الموصل فوجدته مطابقاً للخبر. ومع هذه الشواهد والقرائن لم يبق لدي شك في أن هذا الرجل كان سيدي ومولاي صاحب الزمان – عليه السلام!
*******
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب دمتم بكل خير وفي أمان الله.
*******