دخلت المنطقة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر في منعطف تاريخي حقيقي، أعلن خلاله الفلسطينيون بعد 75 سنة على نكبتهم أنّ الرهان الإسرائيلي ومن خلفه الأميركي والأوروبي، على الوقت وتقادم الأجيال، بأن يكون كفيلاً بطمس القضية الفلسطينية والهوية العربية لفلسطين، وتطبيع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وهدر حقوق شعبها، كان رهاناً خاسراً.
فقد أفشل الفلسطينيون أنفسهم، المدعومون من جبهة عربية وإقليمية ودعم شعبي عالمي قلّ نظيره لأي قضية أخرى في العالم، كلّ مساعي أوسلو وما بعد أوسلو لمسح فلسطين وشعبها من التاريخ والجغرافيا على سواء، عندما قرروا القيام بعملية صدمت أكبر خبراء العالم العسكريين ومراكز الأبحاث العسكرية الغربية، وخالفت كلّ "المعقول" السياسي والعسكري والاجتماعي.
ولكن، في المقابل، خالف الغرب كلّ "معقولاته" منذ اللحظة الأولى للعملية، مؤكداً أنّ شعارات ضمان الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية هي تمويه يخفي عقيدةً عنصرية مريضة، كانت أولى إرهاصاتها الفاضحة على المستوى الرسمي العام الفائت ضد روسيا، وأضيف إليها اليوم عنصرية ضد العرب والفلسطينيين المسلمين وحتى المسيحيين المشرقيين، لعلها كانت السبب الأساس في عجزه عن توقّع أن يأتيه "طوفان الأقصى" من جهة هؤلاء الذين يوهمهم "دونه" على جميع الصعد.
وفي هذا السياق، أكّد المتخصص في القانون الإعلامي والناشط في مجال مواجهة الثقافات العنصرية الغربية، ليث معروف، والذي اتهمته السلطات الكندية مؤخراً بأنه معادٍ للسامية بسبب إعلان تضامنه مع فلسطين ورفضه للاحتلال الإسرائيلي، أكد أنّ دراسة السياق التاريخي والثقافي للمعركة الحالية لا يكشف فقط عن أسباب السياسات العنصرية الغربية ضد الفلسطينيين، بل يوضح كذلك ضخامة الإنجاز الفلسطيني بعد عملية "طوفان الأقصى" وحجم الخسارة التي مُني بها الغرب وليس فقط "إسرائيل".
الأوروبيون والأميركيون سبقوا الإسرائيليين
ويؤكد معروف أنّ الغرب "متجاوب بهذه الطريقة مع الصهيونية والسردية الصهيونية، لأنه قبل وجود هذه الحركة العنصرية، كان هناك الصليبيون، أي الأوروبيون منذ ألف سنة، وهم يحاولون أن يتقمّصوا هوياتنا، فالحملات الصليبية عندما بدأت قالت روما إنّ نهاية العالم قادمة، ولذلك يجب أن نطهّر فلسطين من الكفار حتى يعود المسيح، ودعت الملوك الأوروبيين وقالت إنهم سلالة أصدقاء المسيح عليه السلام ورفاقه، ولذلك لهم الحق في أرض فلسطين".
وأضاف معروف أنّ "هذا يشير إلى أنّ الصهيونية موجودة عند الأوروبي بوجود اليهودي الصهيوني أو من دونه، فهو كأوروبي لا يريد فقط أن يأخذ أرضنا فلسطين لأنها مهمة جغرافياً ولأنها ملتقى كل الثقافات ومساحة مهمة للتنقل التجاري في العالم، لكن لأنه يريد منذ عصور ومن قبل ظهور المسيحية حتى، أن يسيطر على هذه المنطقة التي هي مهد الحضارات التي يدّعي الآن أنه وريثها".
ويشير الباحث الفلسطيني-الكندي أنّه "عندما نتكلم عن الديانات الكنعانية، فالأوروبيون سرقوا آلهة كنعان وجعلوها آلهة الرومان وآلهة الإغريق، وسرقوا اللغة الآرامية وجعلوها اللغة اليونانية وبعدها اللاتينية، وثمّ تقمّصوا آلهة كنعان، وعندما احتلّ الإغريق والرومان مناطقنا، حاولوا أن يقولوا للسكان، قبل أن يخرج المسيح وقبل الإسلام، أنّ دياناتنا وحتى آلهتنا الكنعانية هم يعرفونها أكثر منّا".
تقمّص الثقافات وسرقة الهويات الحضارية عادة غربية
ويستخلص معروف أنّ "الصهيوني والغربي لديه هذه العادة في تقمّص الثقافات التي يحتلها، وهذا حصل في أمريكا وكندا، وحصل في أفريقيا الجنوبية، ونحن في فلسطين لسنا خارج السياق".
وعلى سبيل المثال، في كندا، فإنّ كثيراً من المواطنين الكنديين لا يعرفون معنى كلمة كندا، وهي من لغة شعب الموهوك عندما كان المحتل الفرنسي موجوداً، وأشار إلى مدينة هوشيلاجا وهي مدينة الموهوك التي هي الآن فوق مدينة مونتريال، وقال ما هذه؟ فقال له أحد الموهوك "كاناتا" أي "هذه قريتي"، وحين يأتي الكندي ويقول عن نفسه أنه هو الكندي، فماذا يعني ذلك؟ يعني أنه هو صاحب القرية والساكن الأصلي هو الغريب عن هذه القرية، أي الشعوب الأصلييين، يتابع معروف.
"الصهيوني والغربي لديه هذه العادة في تقمّص الثقافات التي يحتلها، وهذا حصل في أمريكا وكندا، وحصل في أفريقيا الجنوبية، ونحن في فلسطين لسنا خارج السياق".
ويضيف أنّه "في أفريقيا الجنوبية كذلك، المستعمِر الأبيض قال عن نفسه أنه Afrikaner وأنه متفوق على الشعوب الأصلية، أي الزولو في أفريقيا الجنوبية، الذين بحسب الغربي أصبحوا هم الغريبون عن هذه الأرض، أي أنهم هم ليسوا Afrikaner".
واليوم، عندما يقول الصهيوني عن نفسه إنه "سامي" أي شامي، ونحن الشاميون الأصليون نصبح معادين للشامية بلغته، فهو أيضاً يحاول أن يفعل كما فعل الأوروبي لآلاف السنوات، وهذا شيء جذريّ في الموقف في الثقافة الأوروبية الأنكلوسكسونية الجرمانية اللاتينية، في تقمّص وسرقة الأرض وتقمّص الثقافات التي يسرق منها الأرض، يستنتج الباحث الفلسطيني-الكندي.
الغرب نزل إلى ساحة المعركة دفاعاً عن أساطيره
ويربط معروف بين هذا السياق والوضع الحالي في فلسطين ودخول الأمريكي والغرب الجماعي الفاضح على خط دعم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومواجهة الفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ "الأمريكي حالياً يقول إنه يأتي باسم اليهودية والمسيحية، وهذه هي دياناتنا التي خرجت من أرضنا"، موضحاً أنّ الدفاع الفلسطيني عن الأرض لم يهشّم فقط أسطورة الجيش الإسرائيلي وقدراته، إنّما هشّم رأس العنصرية البيضاء كلها في هذا الكوكب، وهشّمها في نظر الإنسانية كلها، التي عاشت ألف سنة من العذاب تحت الهجمات الأوروبية والأمريكية حتى اليوم".
ويتابع أنه "لذلك، يأتي اليوم الغرب الجماعي ليُنقذ هويته، ليس فقط لينقذ مركزه كقائد أمريكي - أوروبي للعالم، بل الآن يحاول أن يُنقذ الهوية التي تقمّصها، لأننا بتحرير فلسطين سنستعيد هذه الهويات منه، وسيفقد القدرة على التحدّث باسم مسيحنا ابن مريم، وعلى أن يقتل باسمه، وسيفقد القدرة على التحدث باسم موسى عليه السلام محرر العبيد، وهو يستعبد الناس باسمه".
الدفاع الفلسطيني عن الأرض لم يهشّم فقط أسطورة الجيش الاسرائيلي وقدراته، إنّما هشّم رأس العنصرية البيضاء كلها في هذا الكوكب، وهشّمها في ناظر الإنسانية كلها، التي عاشت ألف سنة من العذاب تحت الهجمات الأوروبية والأمريكية حتى اليوم".
الغرب "المرسل من السماء" لاستعباد الأمم والشعوب
ولطالما برر الرؤساء الأمريكيون سياساتهم الاستعمارية والعديد من حروبهم بأنّهم رأوا السيد المسيح وقال لهم إنّ عليهم القيام بها، وإنهم مدفوعون بمهمات إلهية، وهي ادّعاءات قام عليها الاستعمار الأوروبي قبل ذلك، لا سيما في أفريقيا.
فقد زعم جورج بوش الابن أنه "كان في مهمة ومكلفاً من الله عندما قام بغزو أفغانستان والعراق"، حسب ما ذكر سياسي فلسطيني كبير في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 2005، حيث كشف بوش عن مدى حماسته الدينية عندما التقى وفداً فلسطينياً خلال القمة الإسرائيلية- الفلسطينية في منتجع شرم الشيخ المصري، بعد 4 أشهر من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وبحسب الوفد الفلسطيني، فقد قال الرئيس بوش لهم جميعاً: "أنا مدفوع بمهمة من الله.. وكان الرب يقول لي: جورج اذهب وحارب هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان. وقد فعلت ذلك. ثم قال لي الله: يا جورج، اذهب وأنهي الطغيان في العراق.. وقد فعلت ذلك".
وتابع بوش للوفد الفلسطيني في حينها أنه "الآن، مرة أخرى، أشعر أن كلمات الله تأتي إلي: اذهب وأعطِ الفلسطينيين دولةً، وحصّل أمن الإسرائيليين، واحصل على السلام في الشرق الأوسط.. ووالله إنني سأفعل ذلك".
إما تحرير أسرانا أو تحرير كامل الأرض.. لا يوجد حل ثالث
وبحسب الباحث الفلسطيني-الكندي ليث معروف، فإنّ "هوية الغرب حالياً مهددة، ووجود إسرائيل مهدّد، وكذلك الإمبراطورية الأمريكية وجودها مهدد بتحرير فلسطين.. وإذا لم يردّ الأمريكي الاعتبار، سيعود الأمر بكارثة عليه، وهذا ما سيحصل".
وأضاف: "تخيّل حالياً مثلاً نحن في هذه المعركة المفتوحة، وفي أيّ لحظة في إمكان الاسرائيلي أن يعترف بالهزيمة ويتبادل الأسرى، ومن وراءه الأمريكي سيعترف بالهزيمة، ولكن اعترافه بالهزيمة سيعني اندحاراً لكلّ قدرته في العالم، وسيعني أنّ ألف محارب فلسطيني هزموا إمبراطورية بكاملها، هذا إذا انسحب".
وتابع أنه "إذا لم ينسحب، وإذا نزل إلى الأرض كأمريكي لينقذ هذه المستعمرة الصهيونية، فطبعاً سيسقط له قتلى مثله مثل عبيده في المستعمرة الصهيونية، وهذا طبعاً سيؤدي الى انحطاط قيمته كإمبراطورية.. وكذلك حتى لو في وسط المعركة دخل حزب الله ودخلت قوى أخرى ثم تراجع الأمريكيون، ولم تصل الأمور لحرب مع إيران، ففي أيّ لحظة من توقف القتال، ستبدأ الكارثة في إسرائيل".
الاستراتيجية التي رُسمَت، الله يعطيهم العافية كل الاستراتيجيين الذين رسموا المخطط؛ وضعوا إسرائيل وأمريكا نفسها في معضلة من خيارين: إما الاعتراف بالهزيمة وتبادل الأسرى وهذا تفتت لإسرائيل فعلياً، وسوف يسارع بتفتيتها وضرب الهيبة الأمريكية، وإما الدخول في معركة هم خاسرون فيها مئة بالمئة.
ولكنّه لفت إلى أنّ "جميعنا شاهدنا القوات الخاصة الإسرائيلية كلها، والقوات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية، والقوات الخاصة في الموساد والشاباك، كيف فُتتوا وتم دوسهم في أرض المعركة خلال 7 ساعات"، متسائلاً إذا ما سيكون بمقدور "الأمريكي الذي لا علم له بتفاصيل الأرض ولا خبرة له في القتال في فلسطين وضد الفلسطينيين في أن يستطيع احتلال غزة أو تقديم المساعدة للإسرائيليين".
وشدد الباحث ليث معروف على أنّ "ما سيحصل في إسرائيل عندما يتوقف القتال هو أنهم سيذبحون بعضهم بعضاً، فهم كانوا يقتربون من أن يذبحوا بعضهم البعض في الشوارع قبل أن يدخلوا المعركة.. وفي أمريكا حالياً ينهشون بعضهم على مستوى القيادات الأمريكية، ولنتخيّل أن تقف المعركة بفوز الفلسطينيين وعدم قدرة الأمريكي على تدمير المقاتلين الفلسطينيين والأحزاب الفلسطينية المدافعة عن أرضها، فسوف تكون احتمالات الحرب الأهلية داخل أمريكا مرتفعة جداً، ويكفي أن ننظر إلى ترامب وبايدن كم هما مشتبكان مع بعضهما، وعلى مستوى قواعدهما الشعبية كذلك".
إمّا سيتحرر الأسرى بعملية تبادل أسرى واعتراف اسرائيلي بوقف القتال وبالهزيمة، أو ستتحرر كل فلسطين مع أسراها. لا يوجد حل ثالث للصهيوني.
وأشار معروف إلى أنّ "الخيارات المفتوحة للإسرائيلي والأمريكي هي الخيارات نفسها، وفي أيّ من مراحل هذه المعركة، حالياً أو بعد أسبوع أو اثنين ومهما جرى في المعركة، فسيكونان دائماً أمام خيارين، إما الاعتراف بالهزيمة وتبادل الأسرى، أو الانهزام عسكرياً، ولا خيار ثالث لأمريكا وإسرائيل".
ويتساءل معروف: "إلى أين سيوصلونها؟ إلى النووي؟ هذا جنون ولن يحصل.. فقبل ساعات رئيس بيلاروسيا قال سوف ندافع عن إيران إذا هوجِمَت، وهذه دولة تمتلك سلاحاً نووياً، يعني لا داعي لأن تدخل روسيا في المعركة النووية، بيلاروسيا قد تدخل في هذه المعركة. ماذا عن باكستان، وماذا سيحصل في باكستان إذا أمريكا استخدمت سلاحاً نووياً على جارتها إيران؟".
وختم معروف تحليله بأنّ "عصر الإمبراطورية الأمريكية انتهى قبل انتهاء المعركة، وإسرائيل انتهت قبل انتهاء المعركة.. من اليوم الأول من المعركة انتهت إسرائيل.. ومهما حصل بعد اليوم، بعد حديثنا الآن، هذه نهاية إسرائيل ونهاية الامبراطورية الأمريكية، حتماً".
ما سمعناه من الشواهد من المستعمرين المستوطنين الإسرائيليين الذين خرجوا في الأخبار والتلفزيونات الإسرائيلية، أنه فعلياً الجيش الاسرائيلي هو الذي فتك بالمستوطنين، وخاصةً في هذا الحفل الراقص الذي كان على الحدود مع غزة المحتلة.
مواجهة البروباغندا الغربية
كما أكّد معروف ضرورة مواجهة البروباغندا الغربية، مشيراً إلى أنّ "ما سمعناه من الشواهد من المستعمرين المستوطنين الإسرائيليين الذين خرجوا في الأخبار والتلفزيونات الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي هو الذي فتك بالمستوطنين، وخاصةً في هذا الحفل الراقص الذي كان على الحدود مع غزة المحتلة".
وأضاف أنّ "الفيديوهات موجودة، فعندما نزل المظليون الفلسطينيون بدأ الجيش الإسرائيلي باستهدافهم، وبين الفريقين كان هذا الحفل الموسيقي، ما يعني فعلياً أنّ معظم القتلى غير المسلحين، أي غير الذين كانوا يلبسون لباس الشرطة الإسرائيلية أو المخابرات الإسرائيلية، معظمهم قُتل على يد الجيش الإسرائيلي نفسه.
كما لفت معروف إلى ضرورة الالتفات إلى أنه "فعلياً، الفلسطينيون حرروا أكثر من 12 قاعدة إسرائيلية عسكرياً، هل من المعقول أن يكون هنالك فقط 120 قتيلاً أو 200 من الجنود الإسرائيليين؟ عدد الخسائر الإسرائيلية من قوات الجيش والشرطة والمخابرات والاحتياط تفوق الـ2000 بالتأكيد".
عندما نزل المظليون الفلسطينيون بدأ الجيش الإسرائيلي باستهدافهم، وبين الفريقين كان هذا الحفل الموسيقي، ما يعني فعلياً أنّ معظم القتلى غير المسلحين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي نفسه.
وتوجه معروف إلى المؤثّرين إعلامياً وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد العربية وفي الغرب، "الذين يقفون مع حق التحرر للشعب الفلسطيني وحقوق الإنسان عامة"، مؤكداً أنّ "عليهم اليوم التوجه بطريقة هجومية، فقد انتهى وقت الدفاع عن حق الفلسطيني في الكلام أو حقه أن لا يُقتَل، الفلسطيني الآن في أرض المعركة وهزم محتلّه، والآن الغرب بكل جيوشه فعلياً يهاجم الفلسطيني، فعلى كل مَن يعيش في الغرب خاصةً غير العرب وغير المسلمين، عليهم حالياً فرض أن يوقفوا حكوماتهم من المشاركة في التطهير العرقي والمجزرة في غزة".
ودعا معروف المتضامنين الأجانب إلى التحرّك بشكل كثيف دعماً لفلسطين وفي مواجهة داعمي "إسرائيل"، على غرار ما قام به العديد من المجموعات ضد مصانع الأسلحة الإسرائيلية في بريطانيا مثلاً، وإلى التحرك ضد وسائل بثّ الدعاية الإسرائيلية في المؤسسات الإعلامية الغربية.
"يجب الهجوم وتسمية الأشياء بما يجب أن تُسمى عليها، فالصهيوني هو عنصري حقير مستعمِر، ولا يجب أن نتحدث عن إسرائيليين مواطنين وعزَّل، فهذا مستعمِر سارق وناهِب، ويعرف أنه سارق وناهب، وقد أتى إلى أرضنا وأرضكم لأنه يريد أن يسرق وينهب".
الشعوب الغربية متضامنة مع فلسطين.. والإسرائيلي عاجز شعبياً
وأكّد ليث معروف أنّ "هذه الشعوب كلها معنا، وقد شاهدتم التظاهرات بمئات الآلاف، أما اليوم فلم تخرج تظاهرات مع إسرائيل إلا بالمئات فقط في الشوارع، فهم غير قادرين حتى أن يجيّشوا الناس في كندا وأمريكا، في ما خلا هذا الإعلام الحقير الذي يصرّ على الترويج للسردية الإسرائيلية".
وشدد على أنّه "على أرض الواقع الشعب الكندي والأمريكي والبريطاني والفرنسي كلّهم ضد هذه المجزرة، ولذلك عليهم الواجب أن يوقفوا هذه الحكومات التي تقول إنّها تمثلهم، وكما نحن نحارب في الأرض بدمنا هم عليهم هذا الواجب هناك"، مبيناً ضرورةً "الهجوم وتسمية الأشياء بأسمائها، فالصهيوني هو عنصري حقير مستعمِر، ولا يجب أن نتحدث عن مواطنين وعزَّل وكذا، هذا مستعمِر سارق ناهِب، ويعرف أنه سارق وناهب، وقد أتى إلى أرضنا وأرضكم لأنه يريد أن يسرق وينهب".
"لم تخرج تظاهرات متضامنة مع "إسرائيل" في الغرب إلا بالمئات فقط في الشوارع، فهم غير قادرين حتى أن يجيّشوا الناس في كندا وأمريكا معهم".
وتوجه معروف برسالة لأهل فلسطين وغزة والضفة، قائلاً إنّ "إخوتنا في غزة شرّفوا كل العرب وكل المسلمين وكل أحرار العالم، بالملحمة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما أنّ شعبنا الصامد في غزة بدمائه، هذا القتل العلني الذي يحصل لأبنائنا، نفسه هذا الدم أيضاً يحرر فلسطين. وإخوتنا في الضفة هم طبعاً محجوزون بكل هذه المستعمرات حولهم وبينهم وبالعملاء الموجودين، ولكنهم قاموا بما عليهم ويُكملون المواجهات كل يوم، ونستمع للمواجهات على الحواجز اٌسرائيلية والهجمات على المستوطنات الصهيونية، أكملوا أكملوا، فالحرية في الأفق قريباً جداً".
تحذير من خطر محدق بالجاليات العربية في الغرب
ونبّه معروف الحكام العرب إلى ضرورة الالتفات إلى الأخطار المحدقة "بجاليتنا في المغترب، التي حملت خلال العقود الفائتة كل هم الدفاع عنّا إعلامياً، لأن إعلامنا في اللغات الأجنبية ضعيف جداً، وهذه الجاليات حملت هذا الهم لعقود وكثير منهم فقدوا أعمالهم وشُوّهَت سمعاتهم، ومع ذلك تقدموا وحاربوا وفازوا في معركة الوعي في المجتمعات الغربية".
"الآن هي اللحظة التي يجب أن يأخذ فيها موقف علني رؤساء وملوك العرب والمسلمين للتحذير أن جالياتنا في المغترب نحن ننتبه إليهم ولن نقبل أن يُهجَم على حقوقهم أو يُعتقلوا ويُنكَّل بهم بسبب حقهم في الكلام والإعلام".
ولفت الباحث الفلسطيني-الكندي الذي يتعرض حالياً للملاحقة القانونية في كندا على خلفية تضامنه مع فلسطين، أنّ "الدول الغربية حالياً أخذت كلّ جالياتنا رهائن، فالجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة حالياً هم رهائن في دول أوروبا وأميركا الشمالية، وهم تحت التهديد بالسجن إذا رفعوا العلم الفلسطيني أو إذا لبسوا كوفية، أو إذا قالوا أنهم مع المقاومة، أو إذا خرجوا وتظاهروا، أو إذا كتبوا مقالاً".
وأشار معروف إلى "التهديد بالقتل كما حصل للطفل الفلسطيني ذي الـ6 سنوات في شيكاغو منذ أيام"، محذراً من استمرار هذه التصرفات العدوانية وتفاقها مع استمرار الصراع واحتمالات التصعيد.