البث المباشر

شكوك الغيبة وموالاة العترة/معنى حديث إصلاح الله أمر المهدي في ليلة واحدة/ستحتاج إليه غداً

الأربعاء 13 مارس 2019 - 14:42 بتوقيت طهران

(الحلقة : 264)

موضوع البرنامج:
شكوك الغيبة وموالاة العترة
معنى حديث إصلاح الله أمر المهدي في ليلة واحدة
ستحتاج إليه غداً

هو ابن الإمام العسكري محمد التقي

 

النقي الطاهرالعلم الحبر

 

سليل علي الهادي ونجل محمد الجواد

 

ومن في أرض طوس له قبر

 

علي الرضا وهوابن موسى الذي قضي

 

ففاح على بغداد من نشره عطر

 

وصادق وعد إنه نجل صادق

 

إمام به في العلم يفتخرالفخر

 

وبهجة مولانا الإمام محمد

 

إمام لعلم الأنبياء له بقر

 

سلالة زين العابدين الذي بكي

 

فمن دمعه يبس الأعاشيب مخضر

 

سليل حسين الفاطمي وحيدر الوصي

 

فمن طهرنمى ذلك الطهر

 

له الحسن المسموم عم فحبذا الإمام

 

الذي عم الورى جوده الغمر

 

سمي رسول الله وارث علمه

 

إمام على آبائه نزل الذكر


بسم الله وله خالص الحمد الرؤوف الرحيم وصلاته وسلامه على أعلام صراطه المستقيم محمد وآله الطاهرين السلام عليكم إخوة الإيمان ورحم الله الأديب الولائي ابن العرندس العلي على هذه الأبيات التي إستمعتم لها آنفاً والتي فيها تعريفٌ لطيفٌ لإمام عصرنا المهدي أرواحنا فداه وليس ببعيد عن مضمون هذه الأبيات تدورالفقرة العقائدية في هذا اللقاء: وعنوانها هو:شكوك الغيبة وموالاة العترة ويلي هذه الفقرة اتصال هاتفي وإجابة من سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال هو: معنى حديث إصلاح الله أمرالمهدي في ليلة واحدة أما حكاية هذه الحلقة ففيها قبسة من نورالرأفة المهدوية عنوان الحكاية هو: ستحتاج إليه غداً نأمل أن تقضوا أطيب الأوقات مع فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب…تستمعون لها مشكورين من إذاعة طهران.

*******


معكم ايها الأحباء، الفقرة العقائدية في البرنامج وعنوانها هو:

شكوك الغيبة وموالاة العترة


روى الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص والشيخ النعماني في كتاب الغيبة والطوسي في كتاب الغيبة والصدوق في كمال الدين وغيرهم مسنداً عن الإصبغ بن نباته رضي الله عنه قال: أتيتُ أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام- فوجدته متفكراً ينكتُ في الأرض. فقلتُ: يا أميرالمؤمنين، ما لي أراك متفكراً تنكتُ في الأرض أرغبةً فيها؟ فقال- عليه السلام: " لا والله فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكني فكرتُ في مولودٍ يكونُ من ظهري الحادي عشرمن ولدي، هوالمهدي، يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوامٌ ويهتدي فيها آخرون ". قال الإصبغ: فقلتُ: يا أميرالمؤمنين وإن هذا لكائن؟ فقال –عليه السلام-: " نعم كما أنه مخلوق وأنّى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيارهذه الأمة مع أبرارهذه العترة ". قال الأصبغ: قلت: وماذا يكون بعد ذلك؟ قال- عليه السلام-: " ثم يفعل الله ما يشاء فإن له ارادت وغايات ونهايات ".

*******


مستمعينا الأكارم، أثارأحد العلماء من أهل المعرفة الى أن تفكرالأمام علي- عليه السلام- يرتبط برأفته بالخلق وسعيه- عليه السلام- لتوفيرما يحتاجه الناس في عصرالغيبة للإهتداء الى الحق المهدوي والنجاة من عواقب عدم معرفة إمام زمانهم في عصرغيبته- عجل الله فرجه. ولذلك كان جواب أميرالمؤمنين- عليه السلام- على سؤال الأصبغ بن نباته- رضي الله عنه- تعريفاً جامعاً وكاملاً بخاتم الأوصياء وبغيبته- عجل الله فرجه-، فحمّله هذا التعريف ليكون أمانةً في عنقه يتناقلها الرواة الثقاة علامةً تُعرف من جهة بالإمام المهدي وهويته-عليه السلام- وتخبرعن غيبته قبل وقوعها بزمانٍ طويل، لكي تكونَ بذلك عوناً للمؤمنين حقاً وطالبي الهداية صدقاً، تساعدهم على دفع شكوك وشبهات عصرالغيبة.

*******


ويشتمل هذا الحديث العلوي المبارك على بيان علامة مهمة من علائم المهتدين حقاً من الذين ينجون من الضلالات بمختلف أشكالها في عصرغيبة المهدي من آل محمد- صلى الله عليه وآله.هذه العلامة هي التي يبينها لنا مولانا أميرالمؤمنين بقوله عليه السلام في وصف المهتدين في عصرالغيبة المهدوية:

أولئك خيار هذه الأمة مع ابرار هذه العترة


. أي أن الذي ينجي الإنسان من الإنحرافات ويجعله من خيارالأمة المحمدية هو أن يكون مع الأبراروهم عترة رسول الله- صلى الله عليه وآله-، ووصف أن يكون معهم- عليهم السلام- هو تعبيرٌآخرعن الإلتزام بولايتهم والتمسك بحبلهم والأخذ بوصاياهم وإتباع أوامرهم أي أن يرسخ المؤمن الصادق في قلبه مودتهم وفي سلوكه طاعتهم التي فيها طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله-.

*******


اعزاءنا المستمعين، وثمة قضية مهمة يشيرإليها إمامنا مولى الموحدين الوصي المرتضى سلام الله عليه في الحديث المتقدم، وذلك عندما أجاب الأصبغ بن نباته في نهاية الحديث مؤكداً على حتمية وقوع غيبة الإمام الحادي عشرمن ولده- عليه وعليهم السلام-، وقوله: " ثم يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات وغايات ونهايات ". ففي هذه العبارة إشارة الى أن حكمة الله في تربية عباده وإيصال المستعدين منهم الى كمالهم المنشود ودرجات الإيمان العالية، اقتضت وقوع الغيبة هذه، وأن لها غايات تتحقق فتكون مقدمة لظهوربقيته في أرضه المهدي المنتظر- عجل الله فرجه. نشكرلكم أعزاءنا طيب المتابعة لفقرات البرنامج وندعوكم للإستماع الى الإتصال الهاتفي التالي والفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم.

*******


  •  : بسم الله الرحمن الرحيم السلام على احبائنا مستمعي اذاعة طهران شكراً لهم على جميل المتابعة لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومنها هذه الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسألتكم، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي، سلام عليكم سماحة السيد الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته المحاور: سماحة السيد عدة رسائل في الواقع وتكرر السؤال عن الحديث النبوي ان الله تبارك وتعالى يصلح المهدي في ليلة واحد، في عدة رسائل لكن مضمون السؤال بصورة مفصلة في رسالة الاخت نبيلة عبر البريد الالكتروني تسأل عن معنى هذا الحديث النبوي، كيف ينسجم مع عصمة الامام المهدي حسب عقيدة اهل البيت عليهم السلام ثم هل ان هذا الحديث مروي من طرق الفريقين ام فقط من كتب الجمهور؟ تفضلوا سماحة السيد الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين لا هذا الحديث ايضاً مروي في كتبنا بأكثر من طريق وان الامام المهدي عليه السلام شبهاً من موسى، هكذا الحديث يقول كيف؟ قال "يصلح الله له امره في ليلة" هذا الحديث وارد ايضاً في كتبنا، غاية الامر ينبغي ان نفقه الحديث... المحاور: عفواً سماحة السيد ظاهراً النص المشهور في كتب الجمهور يصلحه، "المهدي يصلحه الله في ليلة واحدة"، النص الذي تفضلتم به الان فيه تمييز دقيق "يصلح امره" الشوكي: لابأس هو كلاهما يصلحه ويصلح امره هو يرجع بمعنى يصلحه يعني يعده المحاور: اذن اشكال الاخت يرتفع لأنه مافي تعارض بينه وبين العصمة الشوكي: لا لايوجد تعارض هنا الاصلاح ليس بمعنى ان هناك فساد فيصلح وانما الاصلاح، اصلحه بمعنى هيأه، اعده بهذا المعنى ولهذا لااشكال من هذه الناحية ولم يستشكل به احد من الناس يعني بمعنى انه حتى النص الاول يصلحه الله في ليلة بمعنى انه يعده يهيأه في ليلة واحدة وعندنا في الروايات انه يصلح الله امره في ليلة ويرجع الامر الى هذا المعنى ولاتنافي بينهما وينافي العصمة وانما الاشكال اين؟ وقع الحديث ان هذا النص يدل ان الامام صلوات الله وسلامه عليه سوف لن يعاني معاناة طويلة يعني اذا كان يصلحه الله عزوجل او يصلح امره كلا النصين في ليلة واحدة كما هو حال موسى عليه السلام وطبعاً موسى كما هو واضح كان نبياً ومعصوماً ولاشك ولاريب في ذلك فأذا كان الله عزوجل يصلحه في ليلة واحدة اذن لاحروب، لادماء، لاقتال، لاجهود، الناس تغمض عيناً وتفتح عيناً واذا كل شيء، الظالمين كلهم ماتوا، عم السلام والعدل وانتهت القصة في ليلة واحدة، بعضهم يفهم من هذا الحديث ذلك وهناك نظرية تتحدث عن ان قضية الامام المهدي عليه السلام سوف تحدث بطريقة اعجازية، بلا عناء ولاكلفة هذه النظرية قديمة يعني كانوا يأتون الى الائمة سلام الله عليهم يقولون ان الناس يقولون ان الامام سلام الله عليه اذا قام لايريق محجمة دم ولايوقظ نائماً او ان الامور ستصلح له هكذا فيجيب الامام عليه السلام "لأستقامت لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث ادميت جبته وكسرت رباعيته" فهناك اتجاهان، ناقشت الاتجاهات في كتابي الاخير "اسلوب الانتصار عند الامام المهدي سلام الله عليه" وذكرت انه يصلح الله امره في ليلة ليس المقصود منها ان كل المشروع المهدوي ينجز بليلة واحدة كيف وان الروايات تتحدث عن حروب وجبهات يخوضها الامام صلوات الله وسلامه عليه في الداخل والخارج ولكن المراد ان يصلحه الله او يصلح امره يعني في ليلة واحدة يعد الامور له اعداداً ويهيأ له الامور تهيئة سريعة صلوات الله وسلامه عليه بحيث يكون ظهوره مباغتة وهذه هي احدى وسائل الانتصار والقوة في جبهة الامام المهدي عليه السلام والدليل على ذلك ان هذه الروايات شبهت الامام المهدي عليه السلام بموسى، كيف ان الله اصلح له امره في ليلة كذلك الامام المهدي عليه السلام يصلح له امره في ليلة، طيب موسى عليه السلام لم ينتصر على فرعون ولم يخرج ببني اسرائيل ولم يؤسس دولة بني اسرائيل في ليلة واحدة كما هو واضح وانما في تلك الليلة عندما ذهب يقتبس لأهله ناراً الله عزوجل كلفه بالرسالة وكلمه واعطاه التعليمات وبعثه الى فرعون وقومه فالمقصود اذن من ان الله يصلحه في ليلة او يصلح امره في ليلة الامام المهدي عليه السلام كما في موسى انه يعده، يهيأ له الامور بطريقة سريعة بحيث ظهوره يشكل مباغتة للاخرين، هذا هو المعنى وفصلت هذا المعنى في مجال اخر، من اراد الرجوع اليه فليرجع وهذا من ناحية العصمة كما قلت لامنافات بينه وبين العصمة لأن المقصود ليس يصلحه كأنه فيه فساد ثم يصلحه بهذا المعنى وانما يصلح شأنه المرتبط برسالته وبمهمته وبمشروعه صلوات الله وسلامه عليه.

*******


اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران، أما الآن فمع حكاية أخرى من الحكايات ألموثقة للفائزين برواية الطلعة المهدوية الرشيدة والغرة الحميدة عنوان حكاية هذه الحلقة هو:-

ستحتاج إليه غداً


نقل الحكاية التالية المحدث المتتبع وصاحب المؤلفات المتعددة في الحديث والرجال والعقائد وغيرها آية الله الشيخ علي النمازي الشاهرودي في كتابه المطبوع بالفارسية تحت عنوان ( إثبات الولاية). وقد نقلها رضوان الله عليه عن المرجع الديني آية الله السيد محمود الشاهرودي – قدس سره- وهومن معاريف مراجع الدين في النجف الأشرف. وملخص الحكاية هو أن أحد تلامذه العلامة الورع أية الله الميرزا حبيب الله الرشتي رضوان الله عليه، وإسمه هو الشيخ أسد الله شك في مضمون أحد الأحاديث الشريفة المرتبطة بأميرالمؤمنين سلام الله عليه. فدعا الشيخ اسد الله ربّه الجليل تبارك وتعالى أن يعرفّهُ الحق فيما يرتبط بمضمون هذا الحديث الشريف، فإستجاب الله دعاؤهُ وهيأ له الحل في رؤيا صادقة في عالم المنام من نوع الرؤى الصادقة التي هي للمؤمن جزءٌ من سبعين جزءً من أجزاء النبوة الصادقة كما صحت بذلك أحاديث أهل البيت- عليهم السلام. بل وأكثرمن ذلك تفضل الله عزوجل على عبده الشيخ أسد الله بقضاء حاجة أخرى كان الشيخ قد أضمرها في قلبه ولم يصرح بها لأحدٍ من الخلق‼.

*******


في تلك الرؤيا الصادقة شاهد الشيخ أسد الله مولاه أميرالمؤمنين الإمام علي- عليه السلام-، فبادره القولَ مبيناً له مضمون الحديث الشريف الذي شك فيه…. يقول الشيخ أسد الله في بيان تتمه رؤياه الصادقة:ثم قال لي- عليه السلام-: هل زال شكك الآن؟ قلت: نعم يا مولاي ثم قلت: يا أميرالمؤمنين، هل وفقني الله طوال عمري لرؤية مولاي وسيدي وإمام زماني روحي فداه أم لا؟ أجاب – عليه السلام- : قد وفقك الله لذلك قلت: متي؟ قال:عندما أتيت الى زيارتي في مشهدي في ذلك اليوم الذي أخذت مكانك للصلاة جوارقبري من جهةِ قدميّ فجلب إنتباهك سيدٌ يصلي أمامك، فقد أنست كثيراً بصوته وهويتلو القرآن في صلاته، فقررت أن تهبّهُ نصف ما كان معك من المال بعد إنتهاء صلاته، ثم ازداد أنسك بقراءتِهِ للقرآن فقررت أن تهبه كل ما كان معك من المال … لكنه عندما أنهى صلاته إلتفتَ إليك وقال لك مبادراً من قبل أن تفصح له عن شيء:ستحتاجُ غداً الى ما معك من المال، فلا ضرورة أن تهبه ليّ … كان هذا السيد هو إمام زمانك!

*******


نعم أيها الأخوة والأخوات، وكان الأمركما أخبرعنه مولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام- في تلك الرؤيا الصادقة التي عَلم الشيخ أسد الله بما تذكره منه أمرذلك السيد، فأمتلأ قلبه سروراً وبهجة بما علم وحمداً لله على جميل صنعه عزوجل بأزالة شكه وتوفيقه لرؤية الطلعة الرشيدة لإمام زمانه ومعرفة لطيف رأفته بالمؤمنين. وها نحن نصل بتوفيقه اخوة الإيمان الى ختام حلقة أخرى من برنامج شمس خلف السحاب إستمعتم لها من اذاعة طهران تقبلوا أخلص تحياتنا والسلام عليكم.

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة