موضوع البرنامج:
بين خاتم الانبياء وخاتم الأوصياء
حوار مع السيد محمد الشوكي معنى الدعاء بالفرج
حج مولاي نيابة عني
غاب عني الكوي وطيب الرقاد
حين جفني غدا حليف السهاد
يا غياث الصريخ ان جلب خطب
ودليلاً الى الرشاد وهادي
ملئ الكون بالضلالة فأنهض
عجلاً مرغماً أنوف الأعادي
وخذ الثأر وإملأ الارض قسطاً
بعد ظلم وظلمة وفساد
أيها القائم الذي نوره هدي
لكل من ضل عن سبيل الرشاد
فمتي تشتفي القلوب فهذا
في جفون المحب شوك القتاد
ونرى ظلمة الضلال أزيلت
وأبيدت بنورك الوقاد
*******
بسم الله وله الحمد والمجد الغفور الرحيم
والصلاة والسلام على أعلام صراطه المستقيم محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المتسمعين.
تحية طيبة نستهل بها لقاء جديداً من هذا البرنامج قرأنا لكم في مطلعه أبياتاً مهدوية للأديب الولائي الحاج عبد الحسين سكر رحمة الله عليه.
وتستمعون بعد قليل الى فقرة عقائدية عنوانها: بين خاتم الانبياء وخاتم الأوصياء
تليها إجابة ضيف البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: معنى الدعاء بالفرج
ثم حكاية موثقة عن احد الفائزين بالالطاف المهدوية عنوانها: حج مولاي نيابة عني
• نأمل لكم أعزاءنا أطيب الأوقات مع هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، تستمعون لها من إذاعة طهران
ندعوكم الى الفقرة العقائدية التي تحمل العنوان التالي:
*******
بين خاتم الانبياء وخاتم الأوصياء
روي في عدة من المصادر المعتبرة عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال : القائم من ولدي إسمه إسمي وكنيته وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم الى كتاب الله عز وجل، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني الى الله أشكو المكذبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلين لأمتي عن طريقته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
وقال – صلى الله عليه وآله – في حديث آخر : من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتةً جاهلية...
*******
أيها الأخوة والأخوات، يشتمل هذان الحديثان الشريفان على أساس عقائدي متين للإيمان بالمهدي المنتظر في عصر غيبته – عجل الله فرجه –.
فهما نموذجان لعشرات من الأحاديث الشريفة التي رواها الثقات عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وفيها يعرّف النبي الأكرم أمته بمختلف أجيالها بسليله خاتم الأوصياء الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.
وهذه ألأحاديث آلشريفة صدرت كما لايخفى عليكم مستمعينا ألأفاضل قبل ولادة المهدي المنتظر وقبل غيبته بأكثر من قرنين، وقد صدقهما الواقع التاريخي لاحقا وفي ذلك دليل وجداني واضح على صحتها.
لقد جمع آية الله الشيخ لطف الله الصافي ما يقارب الثلاثمائة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشتمل على المضمون المتقدم إجمالاً أو تفصيلا وأوردها في كتالبه القيّم ( منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ) وقد نقل هذه الاحاديث من المصادر الحديثية المعتبرة التي اقر علماء الحديث والرجال باعتبارها، كما ان في هذه الاحاديث كثير من ذوات الاسانيد الصحيحة حسب الموازين الرجالية، ولذلك لايمكن التشكيك بصحة مضمونها العام الذي يصرح بأن ألإمام الثاني عشر من عترته هو المهدي الموعود الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأن له غيبة طويلة ينتفع فيها من وجوده كما ينتفع بالشمس إذا غيبها عن ألابصار ألسحاب.
فما الذي يترتب على معرفة هذه الحقيقة، الإجابة تاتيكم اعزاءنا المستمعين بعد قليل.
*******
مستمعينا الاعزاء في الأجابة على هذا السؤال المتقدم نقول: مادام قد صح وثبت إخبار ألنبي ألاكرم صلى الله عليه واله – ومسبقا بهوية المهدي وغيبته – عجل الله فرجه، لذا فإن في إنكار وجود المهدي وغيبته هو في الواقع تكذيب لرسول الله وإنكار له صلى الله عليه واله وسلم – كما يصرح بذلك الحديثان الشريفان اللذان قرأناهما في بداية هذه الفقرة.
ومن خلال التأمل في نص الحديث الثاني وتصريح رسول الله – صلى الله عليه واله – بان انكار القائم من ولده يؤدي الى موت المنكر ميتة جاهلية، نستنتج – أيها الأخوة والأخوات – أن نبي الرحمة – صلى الله عليه واله – يدعو أجيال عصر الغيبة في الواقع الى الإيمان بأن المهدي الموعود هو في غيبته أيضاً إمام زمانهم الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية ويؤدي انكاره الى الوقوع في هذه الميتة أجارنا الله وإياكم منها.
وعلى ضوء فهم هذه الحقيقة ينبغي للمؤمن أن يكون مبايعاً للمهدي الموعود في عصر غيبته أيضاً.
وتلاوة دعاء العهد المبارك من الوسائل العملية التي هيأها لنا أئمة العترة المحمدية لحفظ وتجديد البيعة بأستمرار لإمام العصر – عجل الله فرجه –.
*******
نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران طيب متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وندعوكم أعزاءنا لمتابعته في الفقرة التالية الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم بشأن قضية الإمام المنتظر – نستمع معاً:
*******
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا، شكراً لكم على طيب المتابعة لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة السيد محمد الشوكي للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
المحاور: سماحة السيد الاخ ياسين محمد بعث عبر البريد الالكتروني برسالة يسأل فيها عن مصير الذين عملوا بأمر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي يأمر فيه بكثرة الدعاء، ينقل النص الوارد فيه التوقيع المهدوي "واكثروا من الدعاء بالفرج فأن في ذلك فرجكم" يقول ماهو مصير الذين عملوا بذلك، دعوا بهذا الدعاء وتوفوا ولم يدركوا ظهوره سلام الله عليه؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين اما بالنسبة الى مصيرهم فالحقيقة من مات موطناً نفسه على هذا الامر فهو كمن مات مع القائم ومع من ادرك القائم عليه السلام في فسطاطه وثوابهم وثواب دعاءهم لايضيع قطعاً عند الله تبارك وتعالى ولكن ينبغي ان نلتفت الى قضيتين مهمتين انه الدعاء للامام صلوات الله وسلامه عليه ليس بالضرورة ان يكون دعاءاً لنفس الجيل، تعرفون قضية الامام المهدي عليه السلام هي ليست قضية جيل او قضية شخص هي قضية البشرية جميعاً يعني والامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هو الشخص الذي اعده الله وادخره الله تبارك وتعالى لينقذ البشرية وليغير وجه التاريخ البشري وليقيم المجتمع الصالح، المجتمع العادل الكامل الذي يعبد الله تعالى ولايشرك به شيئاً "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امناً يعبدونني لايشركون بي شيئاً" وهذا ما سيتحقق على يدي الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
المحاور: ان شاء الله
الشوكي: وهو ان الانسان يدعو من جهة من الجهات الى اقامة هذا المشروع وظهور الامام عليه السلام الذي يحقق هذا المنجز الكبير "اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله" نحن نرغب وندعو الله عزوجل ان يحقق هذا الامر سواء في جيلنا او في غيره من الاجيال الاخرى هذا واحد، اثنين على الانسان ان يعمل بوظيفته...
المحاور: سماحة السيد عفواً كأن الاخ الفاضل ياسين محمد يؤكد على هذه الفقرة "ان في ذلك فرجكم" يعني الفرج الذي يعمل بهذا التكليف
الشوكي: نعم سأصل الى هذا، القضية الاولى اشرنا اليها وان مسألة الامام المهدي هو منجز لكل البشرية وينبغي لكل مؤمن ان يدعو الى تحقيق هذا الهدف الالهي الكبير ثانياً مسألة ان الانسان ينبغي ان يعمل بتكليفه يعني عليك ان تدعو فأنما ان ظهر الامام صلوات الله وسلامه عليه فبها ونعمت والا اذا لم يشأ الله عزوجل له ان يظهر فأنت قد اديت تكليفك، لو كنت في زمن الظهور فأن ذلك يعجل فأنت تدري ان مسألة الظهور غير مرتبطة فقط بدعاء الانسان هي مرتبطة بمجموعة عوامل يعلمها الله تبارك وتعالى وخاضعة للمشيئة الالهية ولكن على الانسان ان يعمل بوظيفته هذا من ناحية، من ناحية ثالثة انه قد يراد من الفرج هو الاعم من ظهور الامام سلام الله عليه ضمن الفرج الذي يأتي بأسباب اخرى هذا يمكن ويحتمل في الحديث وبعبارة اخرى ان الشيعة في زمن الغيبة لاشك انهم سيتعرضون الى ضغوطات كثيرة ومصائب عديدة ومحن شديدة، تضيق عليهم حلقات البلاء فعليهم ان يكثروا بالدعاء بالفرج واذا اكثروا بالدعاء بالفرج فأن الله تبارك وتعالى سوف يفرج عنهم اما بظهور الامام المهدي ان شاء ذلك او ان يفرج عنهم بأسباب اخرى، يكشف عنهم البلاء، يكشف عنهم الضراء والدعاء يرد البلاء والدعاء يكشف البلاء فعلى الانسان ان يدعو الله تبارك وتعالى ليفرج عنه والله عزوجل يستجيب فهو بذلك يعطيهم ويعليهم باباً من ابواب الفرج فأذا ضاقت الحلقات، والفرج يعني لو لم يكن من خلال الامام المهدي مباشرة بظهوره فلاشك بلطفه صلوات الله وسلامه عليه وانتم تعرفون ان الله عزوجل ينزل الرحمة ويزيل البلاء بأولياءه الكرام فهو على كل التقديرين يعني سواء كان الفرج عن طريقه مباشرة او لا غير مباشر فهو في النتيجة له بركات في هذا الوجود صلوات الله وسلامه عليه فربما يراد في ذلك "فأن في ذلك فرجكم" هو الاعم بأن يكون في ظهوره صلوات الله وسلامه عليه او ان يكون الفرج بأسباب اخرى ييسرها الله تبارك وتعالى للمؤمنين سواء كانت قضية فردية او قضية اجتماعية يعني بعض الاحيان انسان مؤمن يقع في مشكلة فيدعو الله بالفرج فيفرج الله عزوجل عنه او لا امة كاملة، الشيعة، المؤمنون بصورة عامة يقعون في ضائقة شديدة وفي بلاء عتيد فيدعون بالفرج فيفرج الله تبارك وتعالى عنهم هذا ايضاً احتمال وارد يعني في النص.
*******
أعزاءنا المستمعين، أما الآن فندعوكم الى حكاية هذه الحلقة من البرنامج، وقد إخترنا لها العنوان التالي:
*******
حج مولاي نيابة عني
ناقل الحكاية هو عالم رباني جليل ومرجع زاهد من كبار مراجع التقليد صاحب المقامات العلمية والعبادية السامية الذي عرف عنه قوة إرتباطه بإمام العصر – أرواحنا فداه – ورعاية الإمام له رضوان الله عليه إنه أية الله السيد محمد هادي الميلاني الذي تولى رعاية حوزة مدينة مشهد المقدسة ومرجعيتها على مدى ثلاثة عقود.
وقد نقل الحكاية عنه المؤرخ الثقة أية الله الشيخ محمد الشريف الرازي قدس سره الشريف – في كتابه ( كرامات الصالحين(.
ذكر الشيخ الرازي أنه كان ذات يوم في مجلس أيه الله الميلاني فنقل خطيب المنبر حكاية من أحد الكتب، فعلق السيد الميلاني عليها قائلاً: عليكم أن تنقلوا ما يطابق الموازين العقلية والشرعية، وتجتنبوا بكل شدة ما لا أصل له فالإنسان مسؤول عما يقوله...
وبعد هذه الموعظة، نقل المرجع الميلاني الحكاية التالية، قائلاً ما ملخصه:
توفر شرط الأستطاعة لأداء فريضة الحج في أخوين من السادة من ذرية النبي – صلى الله عليه وآله – من أهل تبريز، أحدهما كاسب والثاني عالم وخطيب ديني. فقال الكاسب لأخيه: يجب علينا السفر لأداء فريضة الحج في هذا العام.
ولكن السيد الخطيب إعتذر قائلاً: لقد دعيت لكثير من المجالس في هذا العام ولا فرصة لي الآن، إذهب أنت، وسأحج أنا في العام المقبل إن شاء الله.
وبقي السيد الخطيب على موقفه رغم شدة إصرار أخيه الكاسب عليه وكثرة ما قرأه له من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحث على الحج، فاضطر الى أداء فريضة الحج وحده، ولما عاد توفي أخوه قبل أن يحل موسم الحج المقبل.
*******
إشتد الأسى بالسيد الكاسب لوفاة أخيه قبل أن يتمكن من أداء فريضة الحج، وكان يؤذيه أكثر تفكيره بأحتمال أن لا يفوز بالعفو الإلهي لشدة لهجة الأحاديث الشريفة المحذرة من التهاون في أمر الحج لمن إستطاع إليه سبيلاً.
ولكن حدث ما أزال عن هذا الكاسب الورع أساه وأذاه، فقد أراه الله عز وجل في عالم الرؤيا الصادقة ذات ليلة أخاه وهو يعيش في روضة من رياض الجنة حيث قال له: لا تقلق يا أخي فقد نجوت...
فسأله: وكيف فزت بعفو الله؟
أجاب: بعد موتي سجنت في حفرة مظلمة مرعبة لتركي فريضة الحج، وتحت ضغط العذاب توسلت الى الله بأمي فاطمة الزهراء – عليها السلام – طالباً شفاعتها وقلت لها: أماه، أقر بأنني تهاونت في فريضة الحج، لكنني قضيت عمراً في قراءة تعزية ولدك الحسين – عليه السلام – فأنقذيني يا أماه.
*******
واثر هذا التوسل والإستشفاع المخلص بأمنا فاطمة الزهراء – سلام الله عليها – فتحت أبواب السجن وأخرجت منه ونقلوني الى محضرها – عليها السلام – وكان أمير المؤمنين – عليه السلام – حاضراً فطلبت منه أن يشفع لي عند الله لكي يعفو عني فأجاب: " يا بنت رسول الله، ماذا فعل، وقد قال الرجل مراراً من على المنبر للناس بأن من أستطاع الحج ولم يحج يقال له عند الموت: مت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، لكنه نفسه ترك الحج وهو مستطيع؟
فقالت – عليها السلام: أعثر على سبيل لنجاته، فأجاب – عليه السلام : ثمة سبيل واحد لكي يعفو الله عنه وهو أن تطلبي من ولدك المهدي أن يحج هذا العام نيابة عنه...
وهذا ما فعلته أمنا الزهراء – عليها السلام – وببركة ذلك عفي الله عني ونجوت من تلك الحفرة ونقلوني الى هذه الروضة والحمد لله.
*******
وبهذا إخوتنا مستمعي إذاعة طهران ينتهي لقاؤنا بكم ضمن هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب، تابعوا البرنامج في حلقته المقبلة بأذن الله، دمتم بكل خير وفي امان الله.
*******