البث المباشر

التوجه الي الله وخليفته/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الإمام المهدي والمواريث المحمدية/ومدّ نحوي يده النجاة

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:27 بتوقيت طهران

(الحلقة:246)

موضوع البرنامج:
التوجه الي الله وخليفته
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الإمام المهدي والمواريث المحمدية
ومدّ نحوي يده النجاة

 

يا غوث آل المرتضي ورداً تقي

كل الخلائق من مصير المعدم

لولاك لا أرض ربت أو أنبتت

إذ لا سحابة تمطر الغيث الهمي

كلاً تمدّ، عطاء ربك وافر

يجري بكفـّك يا صنيع الأكرم

فعدوّك الهدّام عجز مطلق

لو لا عطاؤك يا حليم الأحلم

ونصيرك المقدام أنت قوامه

لولاك لم ينصر ولم يتقدم

مولاي أدركني فقد بلغ الزبي

سيل التشوق بالصريع المغرم

إنصر محبك يا مناي فإنني

بك مستغيث في فنائك مرتمي

متوسل بك عائذ لك طالب

بك لائذ من همي المستعظم

قطعت أنياط الرّجا عن كل ما

لسواك يدعوني فأنت مقومي

أصلح أموري كلها في ليلة

قدرية تذرو قنوط توهمي

*******

بسم الله وله الحمد والمجد غياث المستغيثين وعصمة المعتصمين وأفضل الصلاة والتسليم علي النبي الكريم واله مصابيح الصراط المستقيم.
مطلع هذا اللقاء كان مقطعاً أخر من القصيدة المهدوية الغراء لأحد أدباء الولاء يشتمل علي حقائق أخري في معرفة إمام الزمان وآداب التمسك بولايته، نتوقف عندها في الفقرة اللاحقة وعنوانها هو: التوجه الي الله وخليفته
- تليها إجابة سماحة الشيخ علي الكوراني عن أسئلة بشأن الإمام المهدي والمواريث المحمدية
- ثم ننقل لكم حكاية أخري من حكايات الناجين ببركة التوسل الي الله عزوجل بوليه صاحب الزمان (عليه السلام) تحت عنوان: ومدّ نحوي يده النجاة

*******

منذ عدة حلقات ولنا وقفات عند مقاطع قصيدة في معرفة إمام العصر وآداب التمسك بولايته (عليه السلام) لأحد أدباء الولاء ولنا وقفة مع الأبيات التي إفتتحنا بها هذا اللقاء تحت عنوان:

التوجه الي الله وخليفته

ينطلق الأديب الولائي في هذه الأبيات من حقيقة عقائدية محورية ذكرتها وفصلت الحديث عن مصاديقها كثير من الأحاديث الشريفه المروية في أمهات المصادر المعتبرة.
الأحاديث الشريفة صرحت بأنه لو لا وجود الإمام المعصوم والحجة من الله لساخت الأرض بأهلها حسب تعبير هذه الأحاديث: أي لأختل نظام الحياة علي الأرض وهذا ما يحدث قبيل قيام القيامة حيث يرفع الإمام الحجة من الأرض كما نطقت بذلك الأحاديث الشريفة.
والسر في ذلك هو أن الإمام المعصوم هو وسيلة إنتقال الفيض والعطاء الرباني للخلق وهو خليفة الله في أرضه وبأمره الذي هو أمر الله عزوجل تدبر أصناف الملائكة شؤون الخلائق، أي الملائكة المشار إليهم في قوله تبارك وتعالي «فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا» وكذلك في سورة القدر المباركة.
وهذه الحقيقة العقائدية قد أثبتها الفلاسفة والحكماء وقررها علماء الكلام والعقائد وأثبتوا بالبراهين العقيلة مضمون النصوص الشريفة المصرحة بأن الأرض لا تخلو من الإمام الحجة ولم تخل منذ عهد آدم (عليه السلام) الي يوم القيامة وأستدلوا بها - كأحد الأدلة - علي وجود الإمام المهدي وغيبته (عجل الله تعالي فرجه).
في البيت الأول يشير الولائي الي أن تحمل الإمام المهدي لكل صعوبات عصر الغيبة هو عبادة ومرتبة سامية من الورد والذكر العملي لله عزوجل يقوم بها (عجل الله فرجه) من أجل أن يقي ويحفظ الخلائق وإنطلاقاً من إرادة الله أرحم الراحمين من الفناء والإنعدام، لأن رحيله (أرواحنا فداه) عن هذا العالم يعني إنعدامها وإنتهاء الحياة علي الأرض، كما يصور ذلك البيت اللاحق؛ فهو (عليه السلام) بمثابة الغيث الهمي أي المطر الوافر الذي ينزله الله تبارك وتعالي لكي يحي به الأرض وينبت به الزرع ؛ قال الأديب الولائي:

يا غوث آل المرتضي ورداً تقي

كلّ الخلائق من مصير المعدم

لولاك لا أرضٌ ربت أو أنبتت

إذ لا سحابة تمطر الغيث الهمي

الأبيات اللاحقة من الأبيات الخمسة التي إفتتحنا بها هذا اللقاء، تشير الي أحد المصاديق المهمة للحقيقة المتقدمة.
فهي أولاً تقرر أن الإمام ولي العصر (عليه السلام) هو خليفة الله في أرضه فهو (عليه السلام) واسطة لإيصال فيضه وعطائه تبارك وتعالي لجميع خلقه إتماماً للحجة علي عباده جميعاً المؤمن منهم والكافر.
بالنسبة للكافر فالله جل جلاله - وكما ثبت في البحوث العقائدية - يعطي الخلق القوي اللازمة للقيام بالأعمال ويدعوهم الي الصالحات وينهاهم عن السيئات.
لكنه - جلت حكمته - لا يسلب منهم هذه القوي فور إرتكابهم للسيئات بل يمهلهم عسي أن يتوبوا، ولكي ينالوا الثواب والعقاب بأختيارهم دون جبر يخالف العدل الإلهي.
وفهم هذه الحقيقة العقائدية يجيب عن تساؤلات تتلجلج كثيراً في صدور بعض المؤمنين بشأن سر عدم نزول العقاب الفوري ببعض الطواغيت والظلمة.
أما بالنسبة للمؤمن، فينبغي أن يعرف بأن نصرته لله ولإمام زمانه هو توفيق من الله عزوجل بناءً علي عزمه وإرادته له، ولولا هذا التوفيق الإلهي لما فاز بنعمة بنصره الله ووليه والتقدم والرقي بذلك في معارج الكمال، قال الأديب الولائي: مخاطباً خليفة الله المهدي أرواحنا فداه:

كلاً تمد، عطاء ربك وافر

يجري بكفـّك، يا صنيع الأكرم

فعدوك الهدام عجز مطلق

لولا عطاؤك يا حليم الأحلم

ونصيرك المقدام أنت قوامه

لولاك لم ينصر ولم يتقدم

وعلي أساس فهم الحقائق المتقدمة يتضح أحد أهم آداب بل وركائز التوحيد الخالص والتمسك بولاية حجة الله وخليفته إمام العصر أرواحنا فداه.
وهو أن يكون توجه الإنسان في كل شؤونه الي الله عزوجل بالتوسل الي خليفته وبقيته في أرضه، إليه يوجه قلبه ومودته وشوقه ومنه يطلب النجاة وبه يستعيذ من مضلات الفتن وبه يستغيث في الملمات.
أي أن يقطع رجاءه عن كل ما سوي خليفته الله وبقيته (عليه السلام) فهو وسيلة نزول النصر والتسديد والإنقاذ الإلهي وهو خليفة الله القادر علي أن يصلح أمور عبده في وقت قصير ويبعد عنه سائر الأوهام إذا صدق في توجهه إليه.
هذه المعاني هي التي يصورها الأديب الولائي في تتمة المقطع الذي إخترناه لهذه الحلقة من قصيدته المهدوية حيث يطلب بلغة وجدانية العون الإلهي من إمام عصره الهادي الي الله بأمره طالباً منه الإصلاح الفوري لأمره بما ينقله الي النصرة الصادقة لله عزوجل ويعينه علي طي مراتب القرب من الله، يقول الأديب:

مولاي أدركني فقد بلغ الزبّي

سيل التشوق بالصريع المغرم

إنصر محبك يا مناي فإنني

بك مستغيث في فنائك مرتمي

متوسل، بك عائذ لك طالب

بك لائذ من همّي المستعظم

قطعت أنياط الرجا عن كل ما

لسواك يدعوني فأنت مقوّمي

أصلح أموري كلها في ليلة

قدرية تذرو قنوط توهمي

*******

أما الآن ندعوكم للفقرة اللاحقة من البرنامج وفيها إجابات خبير البرنامج عن أسئلتكم بشأن القضية المهدوية.

الإمام المهدي والمواريث المحمدية

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا اهلاً بكم ومرحباً في هذه الفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم من برنامج شمس خلف السحاب، معنا مشكوراً سماحة الشيخ علي الكوراني بالاجابة عنها سماحة الشيخ سلام عليكم.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت خديجة من البحرين تسلم عليكم وتعرض على سماحتكم هذا السؤال، تذكر بعض الاحاديث الشريفة انه تكون مع الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه عند ظهوره فرس النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) المسمى ظاهراً اليربوع وناقته العضباء او الغضباء.
الشيخ علي الكوراني: العضباء بالعين.
المحاور: العضباء جزاكم الله خيراً وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق، الاخت تسأل هل الحيوانات الانفة الذكر حية الى يومنا هذا او ان الامام اذا قام بأحياءها او اذا احياها الله تبارك تعالى له ثم ما هي الحكمة في ان تكون هذه الحيوانات مع الامام المهدي (سلام الله عليه) عند ظهوره ولا يعلم انه ستكون هذه من وسائل النقل المألوفة في زمان الظهور؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم اولاً عليك وعليها السلام اختنا الكريمة صاحبة السؤال، بالنسبة الى آثار النبوة وهذه الاشياء او المركوبات للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائل النقل من الحيوانات نعم ورد انها كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ناقته العضباء التي هاجر عليها والتي قال دعوها فأنها مأمورة والتي حطت مكان المسجد الشريف في المدينة وكلها من الحيوانات الا البراق، البراق من الملائكة او من الاجهزة الربانية التي تخص السماء ولا تخص الارض.
طيب هذه الاشياء تكون مع الامام المهدي (سلام الله عليه)، انا ما دققت في سند الرواية التي تقول انها تكون مع الامام ولابد ان يحييها الامام لأنه مثلاً الحمار يعفور القى نفسه في بئر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) كذلك كان عنده بعير مرغ رقبته بقبره الشريف او في المكان والقى نفسه في بئر فأذن هذه الحيوانات ماتت وانتهت كيف تكون معه؟
لابد اذن لما يظهر الامام صلوات الله وسلامه عليه اول شيء تكون موجة عالمية عارمة من مظاهرات تأييد له لأن النداء السماوي بأسمه و"يا ايها الناس كفاكم ظلماً جاءكم المهدي فبايعوه" فيبحث الناس عنه، تكون موجة مظاهرات في العالم الاسلامي والعالم وبحثاً عن الامام (سلام الله عليه)، طيب لما يظهر الامام ليثبت للناس انه هو الموعود وهو الذي كان غائباً وهو الذي بشر به النبي (صلى الله عليه وآله) التاسع من ذرية الحسين (عليه السلام) في مجموعة علامات ومعجزات يظهرها الامام (سلام الله عليه) من ذلك مواريث النبي، مواريث رسول الله (صلى الله عليه وآله) يظهرها، الكتب التي كتبها بأملاءه وخط علي، العهد المعهود من رسول الله الى الامام المهدي برنامج عمل وعهد عهده اليه هذه كذلك مجموعة امور ثم حتى يظهر للناس خاصة لما يأتي الى المدينة بعد حوالي شهرين من ظهوره صلوات الله عليه حتى يثبت للناس يريهم الكثير من افلام ذلك الوقت، من الاحداث خاصة ظلامة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم يكشفها للناس، ممكن مما يظهره ويحييه الله على يديه هذه الوسائل وقد يري الناس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذه كمعجزة وآية كما ان اهل الكهف يحييهم الله ويكونون الى جنب الامام (سلام الله عليه) اذن هذا امر معقول لكن سند هذه الرواية بالذات تحتاج الى بحث وتحقيق والايات والمعجزات التي يظهرها الامام (سلام الله عليه) يحيي بعض الناس، يحييهم ويعترفون ويحاكمهم، يحيي ابراراً ويكلمون الناس لما يظهر يخرج ناس من قبورهم، يطلع المقداد ويحدث الناس مقداد ما جرى، سلمان الفارسي غيره وغيره الذين يحييون ويكونون من انصاره اذن احياء اموات امر طبيعي وقد يشمل ذلك ايضاً هذه الحيوانات التي كان يركبها النبي صلوات الله عليه واله بأعتبارها من مواريث الانبياء التي تبين للامة معجزة هذا الامام وارتباطه بجده (صلى الله عليه وآله) وشكراً.

*******

أما الآن فقد حان موعدكم مع حكاية هذه الحلقة من البرنامج وعنوانها هو:

ومدّ نحوي يد النجاة

نقل الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في الجزء الثاني من كتابه عشاق الإمام المهدي (عجل الله فرجه) عن أحد أخيار مدينة قوجان الايرانية هو العبد الصالح الحاج عباس إطمئنان حكايتين جرت له وحصل فيهما علي بركات التوسل الي الله عزوجل بوليه صاحب الزمان عليه السلام.
الحكاية الأولي ترتبط بأيام أدائه لفريضة الحج وبالتحديد عند قيامه بمنسك رمي الجمرات، قال الحاج عباس القوجاني ما ملخصه:
كان الإزدحام عند الجمرات شديداً أدي الي إنفصالي عن رفاقي ثم سقطت تحت الأقدام وشعرت بأن لا أحد يمكنه إنقاذي من الموت بعد أن فشلت محاولاتي المتعددة في القيام والنجاة، أخذت أشعر بصعوبة التنفس وضغوط الأقدام تشتد علي صدري فيأست وأيقنت من حلول أجلي ولكن في تلك اللحظات الصعبة خطر في ذهني أن أتوسل بأهل البيت وإمام زماني طلباً للنجاة.
وفوراً توسل الحاج عباس القوجاني الي الله عزوجل بأمام العصر وخاطبه قائلاً: يا مولاي إن نجاتي في يدك قال ذلك بقلبه إذ عجز عن النطق بلسانه بسبب إنقطاع أنفاسه وإثر هذا التوسل مباشرة رأي رجلاً بزي عربي ولا يلبس ملابس الإحرام يمد يده نحوه ويقول له: أعطني يدك!
ثم أخذ يده وأقامه.
يقول الحاج القوجاني: لقد رأيت الطريق يفتح أمامي بمجرد أن يشير هذا الرجل بيده المباركة الي هذه الجهة أو تلك، أخرجني من ذلك الإزدحام الشديد وأجلسني عند عامود لا أحد عنده، فجاءتني إمرأة بزي عربي أيضاً وقالت لي: ماذا تحتاج؟
فطلبت ماءً ... قدمته لي، فقمت وأردت قبل أن أشربه أن أشكر ذلك السيد علي إنقاذي لكنني لم أرّ أحداً فعرفت أنه مولاي (روحي فداه) وقد أنجاني الله ببركة التوسل به (عليه السلام).
ولهذا العبد الصالح كما أشرنا حكاية أخري فيها عبرة مهمة في رعاية الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وبصورة خاصة لمن يهتمون بأداء واجباتهم الشرعية وإصلاح ما بينهم وبين الله عزوجل هذه الحكاية سننقلها لكم بأذن الله في الحلقة المقبلة من برنامج شمس خلف السحاب، الي حينها نستودعكم الله ودمتم بكل خير.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة