البث المباشر

كونوا لنا قريً ظاهرة /حوار مع الشيخ علي الكوراني حول غيبة المهدي وغيبات الأنبياء /عنوان الحكاية هو: لم ينتظر شروق الشمس

الأحد 10 مارس 2019 - 14:45 بتوقيت طهران

(الحلقة: 231)

موضوع البرنامج:
كونوا لنا قريً ظاهرة
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول غيبة المهدي وغيبات الأنبياء (عليهم السلام)
عنوان الحكاية هو: لم ينتظر شروق الشمس

يا خاتم الآل الأولي طافت بهم

أنقي القلوب من القديمِ الأقدم

خف الفؤادُ بعزّ قدسك طائفاً

يستأنفُ الشوط الذي لم يُختم

فرأي النبي المصطفي وجمالهُ

في وجهك الوضاءِ والمبتسم

ورأي الوصي المرتضي وجلالهُ

في عزمك القهار والمتسنم

ورأي البتولَ كمالها متألقاً

بحنانها في قلبك المترحمِ

ورأي ندا السبطين تبسطُ فيضهُ

نوراً توحد قطُ لم يتقسم

ورأي علي جيدٍ تلألأ قطره

أثر الجراب وما حوي من مغنمِ

فأراه ربك في سجود طوافه

ما لا يري بين الحطيم وزمزم

عين البهاء مجللاً كرسيه

في عرشه وسط الشغاف وفي الدم

*******

بسم الله عصمة المعتصمين وله المجد والحمد خير الفاتحين وأزكي الصلاة وأتم التسليم علي معادن الرحمة محمد وآله الطاهرين.
نلتقيكم في حلقة أخري من برنامج شمس خلف السحاب وقد إفتتحناها بأبيات غراء لأحد أدباء الولاء يصوّر فيها بعض صفات خاتم الأوصياء ووريث الأنبياء مولانا إمام العصر (أرواحنا فداه) والفقرات الأخري في هذا اللقاء هي:
- وقفة عند إحدي أهم الوصايا المهدوية إخترنا لها عنواناً هو: كونوا لنا قريً ظاهرة
- ثم إجابة من خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن غيبة المهدي (عجل الله فرجه) وغيبات الأنبياء (عليهم السلام(
- ثم حكاية من حكايات الفائزين بألطاف والدلالات المهدوية الخاصة، عنوانها هو: لم ينتظر شروق الشمس

*******

معكم أيها الأحبة والفقرة التالية التي نسعي معاً لإستلهام وصايا إمام زمامنا (عليه السلام) للمؤمنين من خلال التأمل فيما روته المصادر المعتبرة من كلامه (عجل الله فرجه). عنوان الفقرة هو:

كونوا لنا قريً ظاهرة

روي في كتابي الإمامة والتبصرة وكمال الدين وغيرهما من كتب الحديث المعتبرة مسنداً عن محمد بن صالح الهمداني قال:
كتبتُ الي صاحب الزمان (عليه السلام): إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك (عليهم السلام) أنهم قالوا: قوّامنا وخدامنا شرارُ خلق الله.
فكتب (عليه السلام) [في الجواب يقول]: ويحكم: أما تقرؤون ما قال الله عزوجل «وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً»؟
ونحن والله القري التي بارك الله فيها وأنتم القري الظاهرة.
في النص المتقدم يصف مولانا امام العصر (أرواحنا فداه) الشيعة الصادقين لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين بأنهم القري الظاهرة التي تهدي الناس الي القري التي بارك الله فيها أي محمد وعترته (عليهم السلام).
وهذا الوصف مستلهم كما تلاحظون من التصوير القرآني البليغ الوارد في الآية الكريمة التي إستشهد بها الإمام المهدي (أرواحنا فداه) ويمكننا أن نستفيد من هذا الوصف عدة وصايا نبينُ بعضها فيما يلي: إن أهل المودة الصادقة لمحمد وآله (عليهم السلام) هم وسائط لنقل الفيض الإلهي والرحمات والهدايات الإلهية التي تصلهم من محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين: نقلها الي عموم الناس.
وهذه الحقيقة تتضمن أن يلتزم الشيعة الصادقون بعدة أمور أهمها:
أولاً: أن لا تكون دعوتهم للناس الي أنفسهم والي إتباعهم، بل يجب أن تكون دعوتهم لمحمد وآله صلوات الله عليهم، فهم عباد الله الكاملون وأولياؤهُ المعصومون وخلفاؤهُ المنزهون علي نحو الإطلاق.
وهذه أحدي علائم تمييز المؤمن الحقيقي عن أدعياء الولاية والمتاجرين بأسم أهل البيت (عليهم السلام)، فالمؤمن الحقيقي لا يدعو الناس الي نفسه ولا يهدف التزعم عليهم بأسم الولاية، بل يدعوهم الي هدي آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، والي طاعتهم التي فيها طاعة الله ورسوله (صلي الله عليه وآله)
أما الوصية الثانية: فهي أن يجتهد أهل المودة الصادقة لمحمد وآله (عليهم السلام) في التحلي بالأخلاق المحمدية في جميع شؤونهم وسلوكياتهم لكي يكونوا مظهراً لهم يتعرف الناس من خلاله علي أخلاق أئمتهم المعصومين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
والوصية الثالثة: هي أن ينقل الشيعة الصادقون كلام ووصايا أهل بيت النبوة ومواقفهم (عليهم السلام) للأخرين ولا يفرضوا عليهم أفكارهم وكلامهم وقناعاتهم تحت غطاء أنها أفكار وعقائد وكلام أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين.

*******

لا زلنا معكم أعزاءنا في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وقد حان موعدكم مع خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيبكم عن بعض أسئلتكم للبرنامج:

غيبة المهدي (عجل الله فرجه) وغيبات الأنبياء (عليهم السلام)

المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته، وسلام على شيخنا الكريم الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ، الاخت زهراء الموسوي بعثت لنا رسالة مفصلة ملخصة السؤال الذي فيها عن غيبة صاحب الزمان سلام الله عليه الامام المهدي نقلت لنا مجموعة من الاحاديث فيها تصريح بان نوع من التشابه بين غيبة الامام المهدي سلام الله عليه وغيبات الانبياء، تقول ما هي هذه الغيبات ولماذا لم يسجل التاريخ لنا او قصص الانبياء حدوث غيبات مشابهة لغيبة الامام المهدي (عج الله فرجه الشريف)؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم من الغيبات الواضحة التي سجلها الله عز وجل في القرآن غيبة موسى عندما فر من فرعون الى الاردن وبقي سنين غاب عن بني اسرائيل وكانوا يتوقعون متى يأتي ويدعون بدعاء هذا مسجل، بعد ذلك الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ۱۲٤ الف نبي الرسل منهم ۳٦۰ والله عز وجل يقول لرسوله (صلى الله عليه وآله) في القرآن وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ، معناها انه حياة الرسل هؤلاء ۳٦۰ ما نعرفها كلها فكيف الانبياء ولما الله عز وجل يقول فيهم غيبات يكفينا نموذج غيبة موسى سلام الله وذو القرنين ورد انه ضرب على قرنه وغاب عن قومه ثم رجع وضرب على قرنه الاخر ثم غاب بعد ان دعاه الى الله والى اخره، هذا وجه من وجوه الشبه، فالامام (سلام الله عليه) غيبته لها ابعاد اخرى واحد من ابعادها شبيهة بغيبة الانبياء سلام الله عليهم والا هي ليست كغيبة الانبياء فيها شبه، يعني الان حالة المؤمنين الذي ينتظرون يشبهون من كان ينتظر، وغيبة النبي عيسى عليه السلام الان الفين سنة تقريباً وهو غائب وسيعود، فاذن شبه الامام بالانبياء في غيبته لا يعني ان حقيقة غيبته كحقيقة غيبتهم، الامام عنده مهام معينة على الارض ولذلك غاب على الارض ويقوم فيها ويؤديها حتى يظهر ولا ينكشف وجه الحكمة من غيبته حتى يظهر ويكشفه هو صلوات الله وسلامه عليه ويبين ماذا كان يعمل.
المحاور: الاخت ايضاً تسأل هل كان الانبياء في غيباتهم يقومون ايضاً بمهام النبوة من الهداية من باقي ايصال كلمة الحق لمن يستطيعون وهل كان الناس يعرفونهم خلال تحركهم في فترات غيبتهم؟
الشيخ علي الكوراني: قلت ان المعلومات قليلة بغيبة موسى (عليه السلام) ما كان يقوم في الدعوة لانه كان يعمل بمنطقة شعيب، وشعيب كان النبي وهو كان يسمع كلامه وارسل في طريق عودته (سلام الله عليه)، ما عندنا ان الانبياء في غيبتهم كانوا يقومون، والامام (سلام الله عليه) الان ما يعمل في المجتمع من نوع عمل الانبياء في دعوة الناس ايضاً يعمل بالعلم اللدني عنده برنامجه الخاص (سلام الله عليه(
المحاور: سماحة الشيخ السؤال الاخير في رسالة الاخت زهراء الموسوي، تقول هل ما ورد في بعض الاحاديث من ذكر رموز معينة يهتدى بها الى مدة الغيبة وهل يمكن الاعتماد عليها؟
الشيخ علي الكوراني: لا اذا صح وجود رموز فهي لا تفيد اكثر من الظن والظن لا يمكن الاعتماد عليه في توقيت ظهوره (سلام الله عليه) ونحن منهيون عن التوقيت ومطالبون بالتسليم والرضا والامل.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً لكم، وشكراً لاخواننا واخواتنا وهم يتابعون ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

مع جزيل شكرنا لكم أيها الأحبة علي طيب المتابعة لفقرات برنامجكم شمس خلف السحاب ندعوكم أعزاءنا للفقرة التالية وهي حكاية موثقة عن الإلطاف المهدوية عنوانها هو:

لم ينتظر شروق الشمس

راوي حكاية هذه الحلقة آية الله السيد كاظم القزويني رحمه الله، وقد رواها بناءً علي طلب مؤلف كتاب عشاق الإمام المهدي (عليه السلام) سماحة الشيخ أحمد القاضي الزاهدي الذي نقلهما في الجزء الأول من كتابه المذكور. والحكاية جرت مع السيد القزويني مباشرة، كتب رحمه الله يقول:
في سنة إثنتين وتسعين وثلثمائه والف للهجرة كلفني أحد المراجع بمهمة توزيع الرواتب الشهرية علي طلبة الحوزة وفي الليلة الأولي للشهر- وكانت ليلة جمعة- لم يكن لدي المبلغ اللازم من المال لدفع الرواتب الشهرية للطلبة، كنت بحاجة لألف دينار، فكرتُ طويلاً في كيفية إقتراض هذا المبلغ الكبير وممن أقترضه فلم أتوصل الي من يستطيع أن يقرضني هذا المبلغ، في تلك الحالة لجأتُ الي كتابة رقعة الحاجة الي الإمام ولي العصر (سلام الله عليه)، وكان مضمون خطابي هو: إذا كانت قصة آية الله السيد مهدي بحر العلوم في مكة صحيحة فتفضل بتهيأةِ المبلغ المطلوب.
وقبل أن نتابع نقل حكاية السيد كاظم القزويني (رضوان الله عليه) نود الإشارة الي أن حكاية السيد مهدي بحر العلوم المذكورة هي الحكاية المشهورة التي نقلها آية الله الميرزا النوري في جنة المأوي وملخصها أن السيد بحر العلوم أقام في مكة عدة سنين بهدف تشييد وتصحيح أماكن المعالم الأساسية للمسجد الحرام بسبب حدوث تغييرات خطيرة فيها، وقد مرّ اثناءها بأزمةٍ مالية شديدة كانت تهدد إكمال هذه المهمة فتدخل الإمام صاحب الزمان (عجل الله فرجه) وهيأ المبلغ الذي يحتاجه السيد عبر حوالةٍ مالية وبواسطة أحد الأخيار.
وبعد هذا التوضيح نعود الي حكاية السيد كاظم القزويني، فبعد أن ذكر لجوعهُ الي كتابه رقعة الحاجة لصاحب الزمان (عليه السلام) وطلبه منه تهيأة المبلغ الذي يحتاجه لدفع رواتب طلبة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة، قال (رحمه الله): وفي الليلة نفسها ألقيت رقعة الحاجة في ضريح الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). وإثر ذلك وقبل طلوع الشمس من فجر تلك الليلة - وكانت ليلة جمعه كما تقدم - جاء الي منزلنا أحد تجار بغداد، وبعد أن تناول طعام الإفطار قدم لي مبلغاً كان بالظبط ألف دينار عراقي، فتأثرت بشدة وتوجهت الي مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) وخاطبته بالقول: فديتك يا مولاي هيأت المبلغ ولم تنتظر حتي طلوع الشمس.
وإما مسك ختام هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب فهو المقطع التالي المستلهم من دعاء عصر الغيبة المروي عن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) فنتوجه به الي الله عزوجل قائلين: اللهم أنت العالم غيرُ المعلّم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك، في الإذن له بأظهارأمرِهِ وكشف ستره، فصبرنا علي ذلك حتي لا نحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ولا كشفَ ما سترت ولا البحث عما كتمت، فلا ننازعك في تدبيرك ولا نقول: لمَ وكيف وما بال ولي الامر لا يظهر وقد إمتلأت الأرض من الجور، ونفوض أمورنا كلها إليك يا أحكم الحاكمين ويا خير الفاتحين برحمتك يا أرحم الراحمين.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة