البث المباشر

التكافل الإيماني وحسن الإستعانة بالله / حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الأحاديث التي تذكر قتل الخنزير في عصر الدولة المهدوية / لازلت أسير النفس، إعمل بالوصايا

الأحد 10 مارس 2019 - 14:18 بتوقيت طهران

(الحلقة : 226)

موضوع البرنامج:
التكافل الإيماني وحسن الإستعانة بالله
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الأحاديث التي تذكر قتل الخنزير في عصر الدولة المهدوية
لازلت أسير النفس، إعمل بالوصايا

ضاق الفضا بنا يا خير مدخر

والجور أوقد في أحشائنا لهبا

عجل فديناك فا لا حشاء في شعل

لعلنا من عداكم نبلغ الاربا

وننظر العدل مبسوطا و نتشرا

وفي الأعادي غراب البين قد نعبا

فقم تلاف الهدي و أنقذ بقيته

وشيد الدين يابن الساده النجبا

عطفا وعفوا وإن كنا العصاة فمن

يعفو سواك عن العاصي إذا غضبا

*******

وله الحمد والمجد والثناء الغفور الشكور العليم وأزكي الصلاة وأتم التسليم علي مصابيح النهج القويم والصراط المستقيم المصطفي الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
كان مطلع هذه الحلقة أبيات في التشوق لظهور مولانا خاتم الأوصياء بقية الله المهدي (عجل الله تعالي فرجه) من إنشاء الأديب الحسيني المهدوي الحاج عبد الحسين شكر (رضوان الله عليه).
وبعد هذه المقدمة نلتقيكم ضمن المحطات التالية:
- طائفة أخري من وصايا إمام العصر (أرواحنا فداه) إخترنا لها عنوانا هو: التكافل الأيماني وحسن الأستعانة با لله
- ثم إجابة لسماحة الشيخ الكوراني عن سؤال بشأن الأحاديث التي تذكر قتل الخنزير في عصر الدولة المهدوية
- تليها حكايتان من حكايات الفائزين بالهداية المهدوية الخاصة وضعنا لها عنوانا هو: لازلت أسير النفس، إعمل بالوصايا

*******

الفقرة الخاصة باستلهام وصايا إمام زماننا (عليه السلام) وقد إخترنا لها في هذه الحلقة العنوان التالي:

التكافل الإيماني وحسن الإستعانة بالله

في رسالة رواها الشيخ الصدوق في كمال الدين صدرت عن مولانا الأمام الحجة المهدي (عجل الله فرجه) وفيها يعزي سفيره الثاني محمد بن عثمان بمناسبة وفاة والده الشيخ الجليل عثمان بن سعيد سفير الأول للامام في غيبته الصغري، قال (عليه السلام): «أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عزوجل ولداً مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه.
وأقول الحمد لله، فأن الأنفس طيبة بمكانك وما جعله الله عزوجل فيك وعندك، وأعانك الله وقواك وعضدك ووفقك، وكان الله لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعينا».
جاء كلام إمامنا ولي العصر (عليه السلام) تتمة لفقرة متقدمة من الرسالة المشار اليها وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهم الوصايا التي تتضمنها مثل الدعوة للتسليم لأمر الله جل جلاله والرضا بقضائه وحسن تدبيره لشؤون عباده وكذلك الدعوة للاجتهاد في إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) ونشر القيم الالهية التي دعوا لها.
أما المقطع المتقدم من كلامه (سلام الله عليه) ففيه عدة وصايا ضمنية أخري للمؤمنين يمكن استلهامها من التدبر في هذا النص منها:
أولا: دعوة المؤمنين الي تقوية مشاعر الأخوة الأيمانية بحيث يتأثروا لما يصيب إخوانهم من مصائب وإبتلاءات وكأنها تصيبهم هم.
هذه الوصية يمكننا أن نستلهمها من ملاحظة قول الأمام (عليه السلام) لمحمد بن عثمان عن مصيبة فقد والده )رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا.(
أن الأمام منزه عن المجاملات والكلام الذي لاينطبق مع الواقع ولذلك فأنه حقا قد تآثر بتلك الرزية وأوحشه فراق ذلك العبد الصالح وهذا لا يكون إلا مع ترسخ محبة المؤمنين وصدق مواساتهم في قلب المؤمن.
ثانياً: أما الوصية الثانية فيمكننا أن نستلهم من قوله (عليه السلام: ()فسره الله في منقلبه).
فاضافة الي تعليمنا آداب الدعاء لأموات المؤمنين نستلهم من هذه العبارة أعزائنا المستمعين وصية لنا بأن نسعي في حياتنا الدنيا الي استحصال ما يكون ببركته سرورنا في الحياة الأخري. ومحور ما فيه السرور عند الأنتقال الي الدار الأخرة كما تعرفنا النصوص الشريفة صدق الأيمان بالله وحسن الظن به والتمسك وبولاية أوليائه المعصومين سلام الله أجمعين.
ثالثاً: ويمكننا إستلهام وصية ثالثة نجدها في قوله (عليه السلام) متحدثا عن سفيره الأول: (وكان من كمال سعادته أن رزقه الله ولد مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه) فنجد في هذه العبارة حثا ضمنيا علي أن يهتم المؤمنون بأمر صلاح أبنائهم وأن يكونوا من عباد الله الصالحين ويستعينون بالله علي ذلك ويدعون الله عزوجل لأن يرزقهم الذرية الصالحة ففي ذلك كمال السعادة، وتواصل البركات عليهم بعد وفاتهم.
والوصية الرابعة: نستلهمها أيضا من العبارة السابقة وهي أن يقتدي الأبناء المؤمنون بصالحي أبائهم ولايغفلوا عن الدعاء لهم والترحم عليهم وفعل الخيرات وإهداء ثوابها لهم.
تبقي الوصية الخامسة: في النص المتقدم وهي التي نستلهمها من الفقرة الختامية في هذه الرسالة المهدوية حيث يقول (عليه السلام): وأقول الحمد لله، فإن الأنفس طيبة بمكانك، وما جعله الله عزوجل فيك وعندك، أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك وكان الله لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعينا.
ففي هذه الكلمات النورانية تعليم بليغ للمؤمنين لأدب الدعاء لأخوانهم خاصة عند توليهم للمهام الحساسة التي تحتاج الي مزيد من التوكل والأستعانة بالله جل جلاله.
كما أن فيها وصية للمؤمنين بأن يستعينوا هم أنفسهم بالله عزوجل ويطلبوا النصرة والمعونة والرعاية منه عزوجل ويستكفوا به في جميع شؤونهم. رزقنا الله وإياكم ذلك.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني اهلاً ومرحباً بكم:

الأحاديث التي تذكر قتل الخنزير في عصر الدولة المهدوية

المحاور: السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ احد الاخوة بعث لنا عبر البريد الالكتروني بملاحظة ذكر فيها بعض الاحاديث الشريفة عن ابن عباس، قال لا يبقى يهودياً ولا نصرانياً ولا صاحب ملة الى صار الى الاسلام حتى ترفع الجزية ويقتل الخنزير، وروح الله عيسى (عليه السلام) هو الذي يقوم بذلك، وسؤاله الاخر هو هل يمكن ان نستفيد من هذه الاخبار ان المرحلة الحالية لاعدام الخنازير هي مقدمة تتم في عصر ظهور الامام المهدي وان في ذلك اشارة الى قرب الظهور ان شاء الله؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا الحديث روته مصادر اخواننا السنة بشكل مستفيض، انه المسيح (عليه السلام) سينزل فيكم ويصلي خلف المهدي وانه يكسر الصليب ويقتل الخنزيل، هذا ما رواه اخواننا السنة، ولكن المروي عندنا بشكل آخر ما فيها انه يقتل الخنزير المهم انه قتل الخنزير وكسر الصليب هذه من عمل نبي الله عيسى (سلام الله عليه)، وهذا كيف يكون لما ينزل يأمر بكسر الصلبان وقتل الخنازير لانه ينزل يستقبلونه الاوروبيين والكنائس والفاتيكان والشعوب، فاذن هو ما يبدأ بهذا (سلام الله عليه)، يبدأ اول شيء بطرح اتفاقية بين الغرب وبين الامام المهدي (سلام الله عليه) وبعد ذلك يبدأ العمل في المجتمع الغربي بالتدريس سبع سنوات يعمل النبي عيسى (عليه السلام) في المجتمعات الغربية اخيراً يصل ممكن في فترة من الفترات يكشف للغربيين والمسيحيين ضرر الخنزير وضرر لحومها، اما هذا الان فلونزا الخنازير التي انتشرت نقول ان هذه مربوطة بذاك وهي مقدمة لا يمكن الربط بين هذه وذاك، نعم ربما يكون فيها تهيئة للعالم على ان الخنزير يمكن تتكون فيه امراض معدية للعالم، نعم هذا من هذه الناحية يمكن القول فيه ترابط بين هذا.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للشطر الثاني من سؤال الاخ يقول اليس في ذلك اشارة الى الفاصلة الزمنية بين ما يجري الان من قضية اعدام الخنازير او قتل الخنازير في بعض الدول وبين عصر الظهور ينبغي ان تكون فاصلة قليلة يعني هل هنالك تلازم بين هذه وذاك؟
الشيخ علي الكوراني: هذه الظاهرة لو عندنا انه وباء ينتشر من الخنزير ثم يظهر الامام المهدي وينزل عيسى ويقتل الخنزير نعم لكن ما عندنا هكذا نص، ولما ما عندنا نص لا يمكننا ان نحدد تسلسلاً زمنياً، نقول نعم هذا يمكن تنفع لكن متى يكون نزول الامام ونزول عيسى (عليهم السلام.(
المحاور: ولكن سماحة الشيخ اذا كانت القضية في دائرة بعث الامال او تقوية الامال في هذه الدائرة لكن دون تحديد؟
الشيخ علي الكوراني: لا بأس اذا كانت بهذا الشكل، مجموعة الظواهر العالمية ثورة الاتصالات هذه مؤشر وفيها نصوص، مسألة التحولات التي حدثت في العالم، تحولات عديدة ما يجري في العراق ما يجري في العالم من ازمة مالية وغيرها هذه نقول ايضاً كلها تصب في ظهوره ان شاء الله تكون مقدمة للظهور.
المحاور: وحفظ الله الاخوة والاخوات وهم يتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

أما الأن فقد حان موعدكم الأطائب مع حكايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والغرة المهدوية الحميدة. عنوان الفقرة التالية هو:

لازلت أسير النفس إعمل بالوصايا

قد نقلنا لكم في الحلقة السابقة الحكاية الأولي من الحكايات الثلاث للعبد الصالح الحاج غلام عباس الحيدري المدونة في كتاب عشاق المهدوي (عليه السلام) الذي ألفه بالفارسية حجة الأسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي.
وقد ورد في تلك الحكاية أن هذا المؤمن كان قد فاز برؤية الإمام عجل الله فرجه في مشهد الأمام الرضا (عليه السلام) حيث أوصاه وبلغة مشددة بالمواظبة علي دعاء عصر الغيبة المستحب تلاوتة عصر الجمعة وهو دعاء جليل للنجاة من ميتة الجاهلية وقد نقلته كثير من المصادر المعتبرة وأورده الشيخ الزاهد عباس القمي في اواخر كتاب مفاتيح الجنان.
وكان لهذا اللقاء أثره في بعث الشوق المستمر في قلب هذا المؤمن للقاء إمام زمانه (أرواحنا فداه) وقد أثمر هذا الشوق الصادق عن الفوز بلقاء أخر بعد اللقاء السابق بقرابة العامين.

يقول الحاج غلام عباس الحيدري: في صيف سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين هجري شمسي (أي حدود سنة ۱۳۸۹ هجري قمري) ذهبت الي مسقط رأسي في بلدة (دستجرد) وكان أوار الشوق لرؤية الغرة الحميدة لإمام العصر (عليه السلام) مستمر في فؤادي وللفوز بذلك كنت ملتزما ببرنامج عبادي يشتمل علي الدعاء والصلوات المستحبة، وكنت كثير البكاء شوقا اليه (عليه السلام.(
ثم يذكر الحاج الحيدري أنه نهض من منامه منتصف إحدي الليالي وقام لكي يوقد الفانوس النفطي لكنه قبل أن يوقده رأي سيدا جليلا أضاء نوره الحجرة، يقول الحاج: بمجرد أن رأيت جمال هذا السيد الجليل شرعت بترديد ذكر الصلوات الزاكية علي محمد وآله صلوات الله علهم أجمعين وإرتفع صوتي أكثر عندما إقترب مني..لم أستطع إمعان النظر في وجهه لشدة نورانية (عليه السلام) وقد ضعفت رجلاي عن حملي ثم إنعقد لساني ولم أستطيع النطق.
وفي تلك الحالة قال لي (روحي فداه:( لازلت أسير نفسك شعرت بالخجل ثم شعرت بموعظته تسري بكل وجوده ثم تركني وذهب وأنا أجهش بدموع الشوق.
أما الحكاية الثالثة فهي ترتبط برؤيا صادقة رآها هذا العبد الصالح في ليلة ذكري مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) ليلة الثالث عشر من شهر رجب سنة ۱۳۹۱للهجرة النبوية المباركة حيث رأي نفسه وكأنه يسير نحو مسجد صاحب الزمان (عليه السلام) في قرية جمكران وهو يشاهد طائفة من الناس يسيرون بأتجاه المسجد بعضهم بخطي سريعة وأخرون بخطي بطيئة.
وعندما دخل المسجد رأي مولاه إمام العصر (أرواحنا فداه) لم يعرفه أولا ولما أيقن أنه هو أوصاه بوصايا أمره أن يجتهد في العمل بها ثم سأل الحاج غلام عباس الحيدري عن أوان ظهوره معربا عن شدة الشوق لذلك.

*******

 

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة